حكومة حزب الله «سكر زيادي»

الحكومة اللبنانية على وشك الولادة.. وتشكيلها بات أقرب من أي وقت آخر. بحسب المستشار السابق لقائد القوات اللبنانية توفيق الهندي.

1. بتنا على قاب قوسين من تشكيل الحكومة.
2. لماذا الآن؟ لأكثر من سبب.
3. السبب الرئيسي: خضوع و/أو إخضاع كافة الأطراف لشروط حزب الله إثر عملية تشكيل معقدة أدارها “عن بعد” بكفاءة عالية، سامحا” لكل طرف أن يخرج “منتصرا”” للإبقاء على ماء الوجه بالنسبة لبيئته.
4. لا شك أن الإقتراب من موعد العقوبات الكبرى على إيران في بداية تشرين الثاني، كان له وقعه على تسريع تشكيل الحكومة لكي تكون، بنظر حزب الله، مظلة واقية إضافية له لما تحتويه هذه الحكومة من أطراف “محسوبين” على أميركا والسعودية.
5. بتاريخ 9 تموز، كتبت على صفحتي هذه المقال التالي :
حساب عدد المقاعد للقوات من جهة وللتيار والرئيس عون من جهة أخرى.

لتجنب أي إلتباس حول موقفي، أردد وأقول أن موقفي هو كما يلي:
من منظار الموقف السيادي الصحيح كان لزاما” على الدكتور جعجع والرئيس الحريري أن لا يتشاركا مع حزب الله في الحكومة وأن يتركوه يشكل حكومته ويتحمل مسؤولية أعماله وأن يعارضوا من خارج الحكومة بدل إعطاء صورة للخارج بأن لبنان كله حزب الله في وقت المنطقة بأسرها حبلى بمواجهات عنيفة يلعب فيها حزب الله دورا” أساسيا”.
أما، من منظار منطق المحاصصة الذي لا يستقيم ولكن الذي يراد إعتماده تحقيقا” لما يسمونه وحدة المعايير، أعتقد أن الخيار سوف يستقر على معيار وزير واحد لكل أربعة نواب.
في هذه الحالة، يحق للقوات 3،75 وزيرا” (15/4 = 3،75)، أي 4 وزراء.

إقرأ أيضاً: إلياس الزغبي: الحكومة معتقلة بين جدران أربعة: بعبدا، الضاحية، دمشق، طهران

الرئيس عون يحصل على 3 وزراء والتيار على 7،25 وزيرا”( 29/4 = 7،25)، أي ٧ وزراء، مما يعني أن فريق الرئيس عون يحصل على 10 وزراء.
وهكذا، تحصل القوات علىة ٤ وزراء من دون الحصول على نيابة رئاسة الحكومة ووزارة سيادية، كما يحصل فريق الرئيس عون على نيابة رئاسة الحكومة، وزارتين سياديتين وعدد من الوزارات الأساسية.
أظن أن ميزان القوى يحتم هذا التوزيع لمن أراد المشاركة في الحكومة في ظل ميزان القوى هذا.
ولكن ألأخطر، هو أن فريق حزب الله بما فيه حليفه الإستراتيجي المسيحي سوف يحصل على الغالبية في حين أن الحريري والقوات ( 6+ 4 =10) لن يحصلا على الثلث زائد واحد، علما” أن جنبلاط قد يوفر الثلثين لحزب الله في ظروف ضاغطة في لحظة سياسية معينة.
وبهذا الشكل، يكون لحزب الله كامل قرار السلطة التنفيذية بالإضافة إلى الغالبية في البرلمان.

إقرأ أيضاً: الحكومة قبل نهاية الشهر وحزب الله يحفّز عون بالتزامه حماية العهد

6. ملاحظتان حول الحكومة المرتقبة:
الأولى أن القوات سوف تحصل على نيابة رئاسة الحكومة دون حقيبة (منصب فخري لا قيمة فعلية له في اللعبة الحكومية) بمقابل تخفيف وزن الوزارات الثلاث الباقية التي سوف تحوز عليهم.
الثانية أن جنبلاط يعطي مجددا” طعم إستعداده لمسايرة الأقوى بتخليه عن شرط حصوله على المقاعد الدرزية الثلاثة.
7. بالمحصلة، تكون “التسوية” قد ساهمت في تثبيت لبنان رسميا” وعمليا”، مقاطعة في أمبراطورية الجمهورية الإسلامية في إيران عبر تحكم حزب الله بالمؤسسات الدستورية الثلاثة: برلمان له الغالبية فيه، رئيس جمهورية، حليف إستراتيجي له، وحكومة يمتلك قرارها كاملا”.

السابق
الأب خضرا في لقاء في الضاحية يرفع الصوت من أجل معركة إصلاحية
التالي
توقيف مروجي مخدرات في صيدا وصور