لماذا يريد «حزب الله» وزارة الصحّة؟

هل حسمت وزارة الصحّة العامة لصالح "حزب الله" في الحكومة المرتقبة خلال ايام؟ وما هي دوافع حزب الله لتسلّم هذه الحقيبة؟

لم يُمانع رئيس الحكومة المُكلف الرئيس سعد الحريري إسناد وزارة الصحّة الى حزب الله، اضافة الى أنّ حزب “القوّات اللبنانيّة” لم يُصدِر أيّة إشارات اعتراضية على هذا الموضوع. لكن واشنطن لوحت بعقوبات قد تؤدي الى وقف المساعدات الطبّية. علما ان حزب الله لم يعلن رسمياً عن رغبته هذه، وجلّ ما طلبه هو وزارة خدماتية.

علما ان وزير الصحة المرتقب والقادم من بين صفوف حزب الله سيواجه تحديات كبيرة، ولن يكون بعيدا عن مضايقات المقاطعة للوزارة وحرمانها من المساعدات الأميركيّة بحجّة أنّه سيستخدم وزارة الصحّة لعلاج مقاتليه ومناصريه.

اقرأ أيضاً: الحكومة قبل نهاية الشهر وحزب الله يحفّز عون بالتزامه حماية العهد

وبحسب مصدر معنيّ بالموضوع، أكد لـ”جنوبية”، بالقول “لستّ سوى متلق، وليس لدي أية معلومات رسميّة، وقد ذكر اسمي بالصحافة مرارا، علما ان من يتم توزيره من قبل الجهات السياسية في لبنان لا يعرف بخبر توزيره الا عند اعلان التشكيلة”.

وفي اتصال مع “جنوبية”، المحلل السياسي، فيصل عبدالساتر، قال: “ان موضوع وزارة الصحة اللبنانية قد جرى الاتفاق حوله بين كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ورئيس مجلس النواب في القصر الجمهوري. واعتقد ان اي كلام خلاف ذلك لن يجد مكانه في أية تشكيلة مقبلة. وبالتالي من عقد هذا الاتفاق لن يتراجع عنه”.

فيصل عبد الساتر

ويضيف عبدالساتر، بالقول “كل ما يُقال عكس ذلك لا صحة له، وحزب الله متمسك بالوزارة، وما يُحكى عن مساعدات أميركية لوزارة الصحة لا قيمة له، حيث ان واشنطن لم تقدّم يوما أية مساعدة الى وزارة الصحة، والوزارة مرتبطة بالمستشفيات في لبنان”.

ويؤكد، عبدالساتر، بالقول ان “هذه المغالطات التي تنتشر تعود الى شركات الأدوية المرتبطة بواشنطن، وهي عبارة عن مافيات، وليس لتقديمات إيران أية علاقة بأصل القضية. وهم يريدون وضع اليد على ملف الدواء، لذا اطلقوا هذه الإشاعات، فهناك تخوّف من قبل هذه الشركات”.

ويختم فيصل عبدالساتر، قائلا “كلام الرئيس سعد الحريري، في اشارته في هذا الاطار، حول الوزارة انه اذا أُسندت وزارة الصحة الى حزب الله فستكون هناك مشاكل، هو كلام غير صحيح”.

من جهة ثانية، يؤكد المحلل والكاتب السياسي، إلياس الزغبي، بالقول “لا أحد يعرف لماذا يريد حزب الله وزارة الصحة؟، والواضح ان حزب الله يتمسك بوزارة الصحة لدوافع كثيرة، داخلية وخارجية، أبرز هذه الدوافع، هي، اولا: محاولة كسر الحظر الدولي على تولي حزب الله حقائب ذات صلة بهذا المجتمع وخصوصا اوروبا واميركا. اما الدافع الثاني، فهو ان ملف الاستشفاء ومعالجة مصابي الحرب ومساعدة عائلاتهم كون هذا يشكّل عبئا ثقيلا على حزب الله خصوصا بعد ست سنوات من حربه في سوريا وسواها في المنطقة العربية. فهو بحاجة لتغطية صحية ومساعدات كبيرة بعدما شحّ مصدر التمويل الايراني بفعل الازمة الداخلية في إيران، وبفعل العقوبات الاميركية. والدافع الثالث، هو محاولة تسويق الانتاج الايراني والذي لا يجد له سوقا واسعا في المنطقة والعالم، لانه يتعرّض لمنافسة شديدة في النوعية مع الأدوية المنتجة في اوروبا تحديدا. اما الدافع الرابع، فهو دافع سياسي داخلي يتمثّل في ان حزب الله قرر الحصول على حصة كاملة من الكعكة الوزارية، خلافا لزهده السابق لأنه كان يكتفي بأن يلعب دور القائد، ومعظم وزارة الحكومة هم الجنود. ولكن هذه المرة رأى انه من الافضل والاربح له ان يكون القائد والجنود معا”.

اقرأ أيضاً: الحريري لتعديل التشكيلة الحكومية…وباسيل يتشبث بـ«معاييره»

وردا على سؤال قال الزغبي، إنه “لا اعتقد ان اصرار حزب الله على وزارة الصحة له علاقة بمحاولة انتزاعها من القوات اللبنانية، لان مسار سنتين من حكومة تصريف الاعمال دل ان هناك نقاط التقاء حول محاولة مكافحة الفساد لدى القوات، فلا يستطيع ان يمسك حزب الله بوزارة الصحة من باب الكيد السياسي مع القوات. وانا ارّجح ان تكون هي واحدة من الدوافع الأربعة التي ذكرتها سابقا”.

ويختم المحلل السياسي إلياس الزغبي، بالقول “ان حزب الله يدرك ان مسؤولية وزارة الصحة باتت اكثر صعوبة ودقة بعد قرابة سنتين من تولي القوات هذه الوزارة، ومستوى ادائها الشفاف بحيث لم يعد يستطيع أي خلف ان ينزل عن سقف هذا الاداء الممّيز بعد الان”.

فهل تصح تحليلات الزغبي ام عبدالساتر؟ ومن سيقبض على صحة اللبنانيين في الايام القادمة في ظل عدد كبير من الازمات الصحية؟

السابق
طلب تفتيش منزل القنصل السعودي وتحضير لائحة اتهام بحق 15 سعوديًا
التالي
«حراك جديد» يدعو الناس للنزول الى الشارع… فهل ينجح؟!