تأجيل تأليف الحكومة أصبح مؤكدا بعد تشبّث باسيل بمعاييره

يسود أجواء التأليف نوع من الضبابية التي تغلف تطورات عملية التشكيل وتطبعها بالتناقضات الواسعة بين اجواء متفائلة بالحلحلة القريبة ‏وأخرى متشائمة، إلا ان الشبه مؤكد أنه لن يكون ثمة أي تطور جدي يعتد به قبل نهاية الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل في انتظار عودة رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل من زيارة أرمينيا بين الاربعاء والجمعة للمشاركة في اعمال القمة ‏الفرنكوفونية.

تؤكّد أجواء مطبخ التأليف انّ الرئيس المكلف سعد الحريري، عازم على توليد حكومته في الايام المقبلة، وانّ صيغة الحكومة العتيدة يجري العمل عليها بكل هدوء تمهيداً لعرضها بصورتها النهائية على رئيس الجمهورية في الايام المقبلة.

إقرأ ايضًا: الحريري يصر على تفاؤله وباسيل يصر على مطالبه الحكومية

كما أكدت اوساط بيت الوسط لـ«الجمهورية» أنه بات من المستحيل إحداث اي خرق في ملف تشكيل الحكومة حالياً، والرئيس المكلف ينتظر رئيس الجمهورية من اجل استئناف الإتصالات لترتيب المخارج التي يمكن تحقيقها، حيث ينتظر من الجميع ان يقدموا تنازلات تفضي الى صيغة حكومية جامعة.

وأشارت إلى “محاصرة بعض العقد ولاسيما تلك المتصلة بحصة «القوات اللبنانية»، ويتردد في هذا السياق حديث عن ليونة رئاسية حيال إسناد نيابة رئاسة الحكومة الى «القوات» من دون «الحقيبة التوأم» فتحتسب وزارة دولة، الى جانب 3 حقائب يمكن البحث بنوعيتها لاحقاً.

امّا في ما خصّ العقدة الدرزية، فإنّ المسألة تقترب من حسم انّ الحقيبة الدرزية الثالثة لن تكون من حصة الوزير طلال ارسلان، بل لشخصية على صلة بجميع الأطراف الدرزية.

 

وفي هذا الصدد قالت مصادر وزارية معنية بالمشاورات السياسية المتصلة بالاستحقاق الحكومي لـ”النهار” إن واقع عملية تأليف الحكومة ‏بات بعد خمسة اشهر ونصف شهر في الشوط الاخير بما يعني ان “الطبخة” تقترب من النضج مهما كانت تعقيدات التأليف صعبة وهو أمر ‏يستتبع توقعات أكثر تفاؤلاً من المرحلة السابقة، ولو أن أحداً لا يجازف حالياً باطلاق تكهنات وتقديرات عن الموعد التقريبي لنهاية ازمة ‏التأليف. واذ أبرزت المصادر صعوبة ترجمة التزام الرئيس الحريري تأليف الحكومة ضمن مهلة الأيام العشرة التي اطلقها ‏الخميس الماضي، قالت ان الحريري، وان يكن لزم الصمت حيال الافتعالات التي شوشت على المهلة ومسعاه لاستعجال تأليف الحكومة، ‏لا يبدو في وارد التراجع عن الاساسيات والثوابت التي ارساها في تشكيلته، وان جل ما يمكنه القبول به والتحلي بالمرونة حياله هو ‏تعديلات من داخل التشكيلة التي أعدها لا تفضي الى نسف توازناتها التي وضعها بقصد الحفاظ على الطابع التوافقي للحكومة من جهة ‏وحفظ ميزان القوى المتعادل تقريباً من خلال توزيع الحصص والاحجام والحقائب.

إقرأ ايضًا: عودة تأليف الحكومة للمربع الأول والمستقبل: باسيل رئيس حزب وليس الآمر الناهي!

وقالت “اللواء” ان مصادر في 8 آذار وأخرى قريبة من “حزب الله” تميل إلى التشكيك بجدية المواعيد، على الرغم من الرسالة التي حملها الموفد الفرنسي ‏قبل أيام، وتربط بين مشاريع “سيدر” وتأليف الحكومة، وما رافقها من حلحلة درزية، قدمت على لسان النائب السابق وليد جنبلاط، إذ دعا ‏إلى الكف عن بناء القصور على الورق وتقديم مصلحة الوطن على ما عداها‎.‎

واستبعدت المصادر القريبة من “حزب الله” ولادة قريبة للحكومة، داعية إلى تعطيل عوائق التشكيل، بتعبير النائب محمّد رعد، معتبرة (أي ‏المصادر) ان التسوية الفرنسية تحتاج إلى وقت، وهذا ما سيؤخر ولادة الحكومة‎.‎

وكشف سحب جنبلاط لتغريدته عن تعقيد في المشهد، واعتبر مصدر مطلع ان موقف الزعيم الدرزي جاء لعدم استفراد “القوات اللبنانية‎”.‎

وقال المصدر ان الموقف يسير القهقرى إلى الوراء، بعد المعيار الذي وضعه الوزير جبران باسيل، لجهة وزير واحد لكل 5 نواب، وهذا ‏الأمر لم يرق للرئيس المكلف، المتمسك بالصيغة التي وضعها لتأليف الحكومة‎.‎

ودعا المصدر إلى انتظار موقف كتلة المستقبل بعد ظهر اليوم، والذي سيرأسه الرئيس المكلف، وسيتطرق إلى المشهد الذي طرأ على ‏الساحة السياسية، بعد إطلالة الرئيس الحريري التلفزيونية‎.

السابق
هكذا نعت رابعة الزيات أم عماد مغنية
التالي
لا أُؤْمِنُ بإِلَهِكُمْ ولا أعبد ما تعبدون