تصريح ترامب حول كلفة حماية السعودية.. رسالة لمن؟

محمد بن سلمان
الابتزاز الاميركي المستمر للسعودية بين رأيين، هل دافعه انتخابي داخلي ام هو منطق رجال الاعمال؟

قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة له إن المملكة “تدفع” مقابل الأسلحة التي تستوردها من واشنطن، وهي ليست أسلحة مجانيّة، وأننا اشترينا كل شيء بالمال”. وذلك ردا على تصريح الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيه إنه يدافع عن دول نفطية “مقابل لا شيء”.

ففي انتقاد مباشر لدول الخليج وبينها السعودية، قال ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “إننا ندافع عن عدد من هذه الدول من أجل لا شيء، وهي تستفيد من ذلك من أجل أن تفرض علينا أسعار نفط أعلى.. يستغلوننا ويرفعون أسعار النفط، هذا ليس جيدا، نريدهم أن يتوقفوا عن رفع الأسعار”. وكان سبق لترامب أن صرّح “نحن نحمي السعودية، أيها الملك نحن نحميك ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا، عليك أن تدفع لجيشك”.

اقرأ أيضاً: ترامب يبتزّ السعودية مجددا: المال… أو الانسحاب من سوريا!

ولتوضيح اسباب تصريحات ترامب الاخيرة هذه قال الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد لـ”جنوبية” إن “في الواقع ان هذا الخطاب موجه الى الناخبين الاميركيين، وهو خطاب سياسي، فواشنطن تفرض رأيها على بعض الدول. لكن التعاطي في هذا الاطار الانتخابي يمسّ سيادة الدول المستقلة التي تنتمي الى الامم المتحدة. ويذكر ان الرئيس ترامب هو الذي دعا السعودية الى دفع الاموال، وهي عقلية رجل الاعمال. فهو يدعو المملكة الى الدفع ويقول ان هذه الدولة ستسقط، وانها لا شيء دون الولايات المتحدة، لذا فهو يطلب اكثر فأكثر من المملكة، بالقول ان المملكة لا تستطيع حماية نفسها، وهو بذلك يوّجه رسالة الى ايران ان السعودية قوية ولا يمكن الوقوف بوجهها، وهو نوع من ابتزاز او قرصنة الى دولة. لكنه هو لم يوّجه هذا الخطاب الى كوريا الجنوبية، وهو يريد القول ان واشنطن تخسر اموالها من أجل حلفائها”.

د. وليد عربيد

ويتابع الدكتور عربيد، بالقول “الرد السعودي يجب ان يكون كما كان الرد على كندا، وكان خطابا سياديا موّجها الى رئيس حكومة كندا، ولكن هل باستطاعة ولي العهد محمد بن سلمان ان يوّجه اي اعتراض الى ترامب. اقول انه يجب ان تعلن السعودية انضمامها الى دول السيادة. واللعب على التناقضات الاقليمية وان تقف السعودية لتقول انها ضد صفقة القرن وانها ستفتح حوارا مع إيران”.

ويتابع، عربيد، بالقول “هذا الابتزاز يجب ان ينقل المسألة اذا اراد ان يصير رئيسا مكان والده، فعدم الرد يؤكد على الاختلال الداخلي السعودي. لكن للمرة الاولى نرى دولة تملك القوة تحاول ابتزاز دول ذات أنظمة. فالحوار بين كوريا الشمالية وترامب لم تكن كوريا الحنوبية مرتاحة له. لذا، في العلاقات الدولية لا يمكن ان نتكلم الا عن السيادة”.

ويشير الى ان “خطاب ترامب انتخابي ليقول انه رئيس قوي، كونها المرة الثالثة التي يتحدث هكذا مع الدول الحليفة. حيث انه بعد سنتين سيصار الى اجراء انتخابات في اميركا، وهو يمثّل التيار الشعبوي، لذا ان كلامه نوع من ابتزاز سياسي ينتج عنه سحب المال، وليقل انه قوي، كمرشح لولاية ثانية، وهو يتمنى عودة العلاقات مع ايران، وتهديد السعودية اشارة الى تواصله السريّ مع إيران؟”.

من جهة ثانية، يقول الخبير في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر، ان “كلام ترامب الموجّه الى السعودية ليس في اطار الهجوم عليها. وهو المنطق نفسه الذي جرّب ترامب ان يطبّقه مع جميع حلفائه، منها المجموعة الاوروبية حيث قال لهم يجب عليكم تحمّل اعباء الدفاع، واصفا العلاقات التجارية معهم انها ليست عادلة، وانه على اوروبا ان تدفع. كما قال لدول حلف “الناتو” ان عليهم المشاركة في الدفاع، وعلى اليابان ايضا ذلك. لذلك فهو ليس بكلام جديد، فقد اعتاد الرئيس الاميركي ترامب مخاطبة حلفائه بهذا الاسلوب، وبالتالي لا يجب وضعه في اطار التصعيد ضد السعودية”.

ويختم الدكتور سامي نادر، الخبير بالشؤون الأميركية، بالقول “هذه الادارة ذات نهج واسلوب يقومان على محاولة تعزيز الدخل القومي من خلال اعادة النظر في الجزء المالي للشراكات المعقودة”.

السابق
زمن جوزيف أبو فاضل اللبناني
التالي
ابو فاعور: الحل باللجوء الى نتائج ​الإنتخابات النيابية