من الشيخ المهتدي الى الرئيس نبيه برّي

نبيه بري
رسالة من شخصية بحرانية الى الرئيس نبيه بري..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ.. حضرة الفاضل رئيس مجلس النوّاب اللبناني فخامة الأستاذ نبيه برّي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيّة طيّبة.. وبعد:

لقد انتشرتْ قبل أيام في مواقع التواصل الإجتماعي تصريحاتٌ منسوبةٌ إليكم تشتمل على تحذير جمهوركم اللبناني من الفكر الشيرازي تحت مانشيت: ممنوع على الشيرازيّين الدخول والتسرّب إلى جسم حركة أمل!!

إقرأ ايضا: من هم الشيرازيون؟

لا ندري مدى صحّة هذه النسبة إلى شخصيةٍ طالما نظرنا إليها ولا زلنا منذ عقود من الزّمن كرمزٍ رياديٍّ من رموز الفكر الحُرّ واحترام التعدّدية وثقافة التعايش..

أتمنّى أن لا تكون تلك التصريحات صادرةً عن رجلٍ مثل الأستاذ برّي.. ذلك النّبيه في عالَم السياسة والإجتماع والعلاقات العامّة والقيم الإنسانيّة..

هكذا عرفناك أخي الكريم قامةً رفيعةً في مسيرة الحوار والعلاجات الحكيمة للأزمات.. وإذا كانت تلك التصريحات المسيئة صادرةً عنكم بالفعل فإنّما هي مؤشّرٌ خطيرٌ في سيرتكم المعروفة بالعقلانيّة، وهذا ما لا يحبّذه لكم العقلاء وأنتم لديكم سجِلٌّ توافقيٍّ مُشرِّفٌ في تاريخ حياتكم.

لذلك، وأنا لازلتُ أبحث عن دليلٍ ينفي صحة ما نُسِبَ إليكم فلم أجده سوى في بيانٍ رسميٍّ تصدرونه إلى وسائل الإعلام باسم مكتبكم الموقّر أو باسم حركة أمل كي يطمئن الرأيُ العام إلى ثباتكم على مبادئكم الحضاريّة التي عُرِفْتُم بها وافتخرنا بكم.

أخي الأستاذ برّي.. إنّ رجلًا بمقامكم وبناءً على صحة صدور تلك التصريحات لا ينبغي له وصف ملايين من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذين يقلّدون مرجعًا مثل الإمام السيد محمد الحسيني والشيرازي (رحمه الله) أو شقيقه سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (حفظه الله) بما ورد في تلك التصريحات المليئة بالمعلومات الخاطئة.

إنّ المدرسة الشيرازيّة بعقائدها السليمة وفقهها الموسوعي وفكرها الحضاري وأخلاقها الحسنة وجهادها الطويل وولائها الشعائري وسلوكها التعايشي وتضحياتها الجسيمة قد أثبتتْ وبجدارة مستواها المتميّز في الإنتماء إلى الإسلام الحقيقي.. وهذا سهل الإطلاع عليه لمن يقرأ مؤلفات مؤسّسي هذه المدرسة منذ نشوئها في خمسينيات القرن الميلادي المنصرم إلى يومنا وعبر الإستماع إلى مئات الآلاف من المحاضرات الصوتية لمرجعية هذه المدرسة المباركة مما يكفي القارئ الحياديّ المنصف عدم تأثّره بالإشاعات التي تستهدف مثل هذه المدارس الإسلامية الرائدة في الساحة.

إنني لا أنكر ظهور نتوءات طفيليّة في هذه المدرسة حديثًا ولكنّها قياسًا إلى المدارس الأخرى الشيعية لا نراها هي الغالبة على إيجابيّاتها المُشرِقة لولا الخصوم الذين يَفْجُرون في الكذب والإفتراء وتضخيم السلبيات..

هذا ما أردنا تذكيركم به لتعلموا أنّ الشيرازيّة ليست ياسر الحبيب مثلًا ولا هي الخرافة التي تُلصَق بها ظلمًا ولا هي الشذوذ الفكري الذي يُنسَب إليها عدوانًا…

نحن يا سعادة الأستاذ بكامل الإستعداد لتهشيم الأكاذيب التي ربما وصلتْكم عن هذه المدرسة الشريفة خلال ساعة واحدة من الكلام الموثَّق والأدلّة الدامغة!!

لذا نرجو من سيادتكم اتِّخاذ الموقف المناسب والصريح لتصحيح الأمر بما يكفينا والأمَّة شرور الفتن وتَشابُك النزاعات.

هذا وكلُّنا ثقة بعلوّ حكمتكم وسموّ مقامكم في العمل بقول مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام):{صَدَقَةٌ يُحِبُّهَا اللهُ إصْلاحٌ بَيْنَ النّاسِ إذَا تَفَاسَدُوا، وتَقَارُبٌ بَيْنَهُم إذَا تَبَاعَدُوا}.

إقرأ ايضا: «التيار الشيرازي» في لبنان ينتشر في الضاحية وفي الجنوب

دمتم أخي الكريم ذلك الرجل الشامخ في إصلاح ذات البين الذي هو أفضل من عامّة الصلاة والصيام كما أوصانا به الإمام عليّ (عليه السلام) روايةً عن رسول الله محمد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلّم).. ودمتم سالمين وبالخير مذكورين.

وصدق الله تعالى حيث أمَرَنا في محكم كتابه العزيز:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

السابق
مأساة اللبنانيين في أنغولا.. وتدّخل الرئيس بريّ
التالي
عماد وكيم: حصة القوات الحكومية ليست منّة من أحد