صواريخ أس 300 البعيدة المدى تهدد سلامة الطيران المدني فوق سوريا ولبنان

اس 300
الملاحة الجوية اللبنانية في خطر فهل سنشهد كارثة في السماء السورية بسبب منظومة صواريخ «اس-300»؟

فرض التغيّر في موازين القوى العسكرية الذي أضفته روسيا على المشهد السوري بتزويدها النظام السوري منظومات الصواريخ المضادة للطيران “إس-300” وهو أحد أهم أنظمة الدفاع الجوي لإسقاط الطائرات المعادية، مخاوف جديّة على الملاحة الجويّة وسلامة الطيران المدني خاصة وان طيران الشرق الاوسط الخطوط الجوية اللبنانية ما زالت تسيّر رحلاتها فوق الاجواء السورية كممر باتجاه دول الخليج العربي على الرغم من تحذيرات سلطات الطيران المدني. ما يطرح تساؤلات حول معايير السلامة في التحليق فوق بلدٍ يشهد غارات جوية اسبوعية تقريبا لطيران العدو الاسرائيلي وتصدّ من قبل الدفاعات الجوية السورية، وبالتالي فان احتمال تعرض طائرات الميدل ايست اللبنانية المدنية للاستهداف عن طريق الخطأ أصبح أمرا واردا وتنقصه صدفة قاتلة غير مستبعدة وتتلخص بمرور طائرة ركاب فوق سوريا أثناء تنفيذ طيران العدو إحدى غاراته، خصوصا بعد الاعلان عن وصول بطاريات صواريخ أس 300 المتطورة ذات المدى البعيد.

اقرأ أيضاً: لماذا تتهم اسرائيل حزب الله بحيازة صواريخ ومنشآت نووية؟

هذه المخاوف بحسب خبير عسكري ليست مجرّد تكهنات وتحليلات لاسيما أن العالم كان قد شهد على كارثة جوية مماثلة عام 2014 مع سقوط طائرة ركاب ماليزية بصاروخ أرض – جو فوق أوكرانيا راح ضحيتها 295 راكباً، وذلك بعد ان تفادت طائرة حربية روسية صاروخا استهدفها فحوّل الصاروخ اتجاهه وطارد الطائرة المدنية وفجّرها متسببا بالكارثة المفجعة.

علامات إستفهام كبيرة ما زالت تطرح حول الضمانات التي على اساسها لا تزال الطائرات اللبنانية المدنية تتخذ من الأجواء السورية ممرا لرحلاتها على الرغم من عدول جميع الخطوط الجوية العالمية عن تسيير رحلاتها فوق سوريا، نظرا لما يشكله تهديداً جدياً للسلامة الجوية.

ويشرح خبير عسكري لـ “جنوبية” أن منظومة” اس ـ 300″ تشكل أساسا للدفاع الجوي في روسيا، وخطورتها تتمثل بمداها الذي يصل الى 250 كلم وإصابتها لاهداف حتى علو 47 كلم، فيما أن الطائرات المدنية تحلق على ارتفاع 10 كلم، وبالتالي تستطيع هذه المنظومة إصابتها بسهولة عن طريق الخطأ في حال اغارة الطيران الحربي الاسرائيلي فوق سوريا، لا بلّ تستطيع اصابة طائرات الركاب فور اقلاعها من مطار بيروت في حال كانت بطارية أس 300 منصوبة قرب دمشق التي تبعد مسافة أقل من 100 كلم عن بيروت .

ويتابع الخبير “عند اطلاق صواريخ أرض – جو، فان الطائرة الحربية الاسرائيلية تستطيع المناورة والتملص من إستهدافها من خلال اجهزة التشويش الحديثة المزودة بها، وذلك وفقا لما أكدته السطات الاسرائيلية يوم أمس ان الطائرات الإسرائيلية (اف 35) التي زودتها بها الولايات المتحدة، منذ اكثر من عام تستطيع التغلب على نظام أس – 300 الصاروخي ومن الممكن تدميره على الارض، ما يعزز فرضية اصابة اهداف جوية اخرى تطير بشكل بطيء ولا تملك دفاعات، نظرا لكون صاروخ “اس -300” سوف يبحث عن هدف آخر في المجال الجوي نفسه وهو ما يعرض أي طائرة مدنية لبنانية لخطر الإستهداف في حال صودف مرورها في المجال الجوي اثناء الاغارة المعادية، وبما ان الطائرات المدنية تعدّ أقل سرعة من الطائرات الحربية و تحلق على علو 10 الاف كلم فقط، ستكون هدفا بديلا سهلا لتلك الصواريخ في حال تحليقها ضمن مدى 250 كلم. ويذكر الخبير العسكري في هذا السياق بحادثة إسقاط القوات السورية قبل أسابيع عن طريق الخطأ الطائرة الروسية “إيل- 20” إثر غارات إسرائيلية على سوريا راح ضحيته 15 ضابطا روسيا.

مصدر مطلع على حركة الملاحة الجوية قال لـ “جنوبية” إن “شركة طيران “الشرق الأوسط” “MEA” تجتمع أسبوعيا مع جهاز وخبراء أمنيين لتحديد المسارات الجوية للطائرات المحلقة فوق الأجواء السورية وهي تتحدّد تبعا للتطورات والوقائع العسكرية على الأرض”.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار لـ “جنوبية” إلى أن “الطيران المدني يحلق وفقا لخطوط مرسومة ومعروفة من قبل جميع الدول وتأتي في سياق إتفاقيات دولية ترعاها شركات الطيران العالمية”. ولفت إلى أن “هذا لا يعني أن لا يمكن حدوث خطأ ما وسقوط طائرة مدنية كما جرى مع الطائرة الروسية عندما أسقطتها القوات السورية عن طريق الخطأ”.

نزار عبد القادر

اقرأ أيضاً: بوتين يسلّم الأسد صواريخ أس 300: هل أصبحت سماء سوريا منيعة؟

ويتابع عبد القادر”هذه الطائرات التي تمر عبر ممرات محددة عادة ما تخضع لقواعد تؤمن السلامة، وثمة عدة دول ومنها الخليجية لا تستخدم المجال الجوي السوري والعراقي تحسبا لأي طارئ لأنها تعتبر مناطق حرب، فيما طيران الشرق الأوسط يبدو انه ما زال يستخدم هذه الممرات الجوية فوق سوريا وهو ما يطرح تساؤلا عن الضمانات والتطمينات التي ترتكز عليها الـ “MEA” وهي وحدها قادرة على الإجابة عن هذا السؤال”.

فهل ستلتفت السلطات اللبنانية والمديرية العامة للطيران المدني إلى ما استجد من مخاطر بالنسبة لرحلات الـMEA فوق الأجواء السورية، خصوصا بعد نصب صواريخ مضادة للطائرات طويلة المدى، أم سوف ننتظر الخطأ القاتل الذي قد يتسبب بكارثة لا ينفع بعدها عويل ولا ندم ؟

السابق
الحريري يبشر اللبنانيين بتأليف الحكومة في الأسبوع المقبل
التالي
السيد حسن الكشميري يعلن: الخمس والتقليد ليسا من اساس المذهب الشيعي!