الحريري يبشر اللبنانيين بتأليف الحكومة في الأسبوع المقبل

سعد الحريري
الحريري متفائل ويعطي مهلة عشرة أيام لتشكيل الحكومة.. مغامرة أم "صار الوقت"؟

هم ما في الاطلالة التلفزيونية للرئيس المكلف سعد الحريري ليل أمس مع الإعلامي مارسيل غانم  إشارته لاقتراب حلحلة أزمة تأليف الحكومة والجديد الذي أعلنه  تمثل في تأكيده بأن الحكومة ستتشكل في خلال أسبوع أو عشرة أيام، على قاعدة تمثيل الجميع، عازياً تأخير ذلك، إلى سفر الرئيس ميشال عون إلى أرمينيا في العاشر من الشهر الحالي، ولسفرات له أيضاً، الا انه لم يشأ الكشف عن أي تفصيل يتعلق بالاحجام والحصص والحقائب باستثناء اشارته إلى ان “التيار الوطني الحر” يحق له بستة وزراء، عدا عن حصة رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذي يمكن ان يرفضه التيار الذي سبق له ان اعتبر ان حصته هي 11 وزيراً مع رئيس الجمهورية.

إقرأ ايضًا: لقاء يحرّك الجمود بين عون والحريري بانتظار خروج الدخان الأبيض

إلا أن “النهار” رأت  أن المعطيات العملية لم تبد كافية بعد للجزم بأن نهاية الأزمة صارت قريبة. ولم يكن أدل على ذلك من ظاهرة رمي بالونات الاختبار التجريبية التي تكررت أمس في توقيت حمل دلالات قبل ساعات قليلة من موعد الاطلالة التلفزيونية للرئيس الحريري بحيث سربت فجأة “معلومات” عن لقاء قصر بعبدا أول من أمس بينه وبين  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تتصل بصيغة معدلة لبعض الحصص الوزارية ولا سيما منها لحزب “القوات اللبنانية” سرعان ما تبخر اثرها بعدما تبين ان “القوات” لم تتبلغ شيئاً عنها وتالياً انتفت صحتها.

ومع ذلك تبدو الأيام والاسابيع المقبلة مرشحة لأن تشهد وتيرة مختلفة للاتصالات والمساعي والجهود السياسية لتجاوز الانسداد الحاصل في عمليةالتأليف نظراً الى مجموعة معطيات يجري تداولها على نطاق واسع منذ أيام. فثمة مناخ جديد يسود الأوساط السياسية وخصوصاً تلك القريبة من خط 8 آذار ويتصل بربط الأزمة الحكومية اللبنانية بعوامل اقليمية غالبة، الأمر الذي دفع بعض هذه الجهات الداخلية الى توقع اختراق في أزمة تأليف الحكومة ا قبل الرابع من تشرين الثاني المقبل موعد بدء سريان القرار الاميركي حظر استيراد النفط الايراني بمعنى ان ايران كما سهلت واضطلعت بدور مؤثر في اختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد ستكمل في المسار نفسه في لبنان.
ولكن ثمة في المقابل جهات أخرى تعزو امكان حلحلة الأزمة قريباً، في حال حصولها، الى العامل الاقتصادي والمالي في الدرجة الأولى باعتبار ان المعطيات الحقيقية التي تتصل بالواقعين الاقتصادي والمالي باتت توصف بانها بالغة الخطورة.

 

وعلمت “اللواء” ان الاجتماع الثاني، الأسبوع المقبل، بين الرئيسين ميشال عون والحريري سيبحث جدياً في صيغة حكومية، بعد توزيع الحقائب على الكتل، على أن يترك لرؤساء الكتل وضع أسماء للحقائب المقترحة لكل كتلة أو حزب.  وقد  نفى الرئيس الحريري ان يكون هو من يؤخر تأليف الحكومة، عازيا العرقلة إلى طموح الجميع بأن يتمثلوا في الحكومة، واصفاً ذلك بأنه “شيء مشروع”، بحسب نتائج الانتخابات النيابية، التي اخرجت الجميع كاسباً،  وقد آثر عدم الخوض في تحميل فريق سياسي دون آخر مسؤولية تأخير التأليف، شدد على أنه في سبيل تسهيل تشكيل الحكومة لا بد من “أن يضحي الجميع” بمن في ذلك رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تمنى عليه أن يضحي “أكان في نيابة رئاسة الحكومة أو في الحقائب” بوصفه “حامي الدستور ويريد تشكيل الحكومة”، مؤكداً في هذا السياق أنّ ما سمعه من عون خلال لقاء بعبدا الأخير “بنّاء وإيجابي وما يريده رئيس الجمهورية هو أن يعرف أنّ كل طرف ضحّى من أجل تشكيل الحكومة”.

وأعرب الرئيس الحريري عن تصميمه على التصدي للخلافات بين أفرقاء الحكومة وقال: “في حال دخلنا على الحكومة ليختلف فريق مع آخر فمنذ الآن أقول إنني لن أسمح بهذا الأمر حتى لو أدى ذلك إلى أن أعتذر أو أستقيل لأنني سأكون رئيس وزراء “شغلتي وعملتي” أن أرى مصلحة المواطن ونعمل على أساسها”، مذكراً في هذا المجال بمسيرة الإنجازات التي تمت خلال فترة حكومة “استعادة الثقة” لا سيما لجهة التناغم الذي حصل في ما يتعلق بـ”التعيينات والتشكيلات والموازنة وسلسلة الرتب والرواتب” وغيرها من الملفات التي أنجزت.

إقرأ ايضًا: بعد حوار القوات والمردة: تقارب بين التيّار وحزب الكتائب

في هذا الوقت، توقّع مصدر وزاري “أن تشهد أزمة التأليف حلحلة في لحظة، كذلك في إمكانها ان لا تُحلّ في سنة”، وقال لـ”الجمهورية”: “كل شيء متوقّف على تفصيل أو تفصيلين يتعلقان بعقدة “القوات اللبنانية”، وأيضاً بحقائب الدروز، إذ في حال تساهل وليد جنبلاط، فإنه حتماً لن يتساهل في نوعية الحقائب التي ستُسند اليه، بل سيرفض حتماً الحقائب الفرعية”.

وقالت مصادر تيار “المستقبل” لـ”الجمهورية”: “علينا الانتظار 48 ساعة لتبيان نتيجة اللقاء بين الرئيسين عون والحريري، فهناك إمكانية لولادة الحكومة ويبدأ حينها التفكير في عملية انطلاق عملها”. واستبعدت المصادر “الاتفاق على كمّ الحصص فقط وبدء تفاوض جديد على نوعية الحقائب”، ورجّحت أن “يكون الاتفاق شاملاً “package”.

في هذا الوقت يترقب الجميع وقائع المؤتمر الصحافي الذي سيعقده رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ظهر اليوم، ويعلن فيه موقف “التيار” من مسار تشكيل الحكومة، وذلك بعد اجتماع المجلس السياسي لـ”التيار”.

السابق
بالفيديو: موقف محرج تتعرض له كندة حنا في مهرجان الإسكندرية
التالي
صواريخ أس 300 البعيدة المدى تهدد سلامة الطيران المدني فوق سوريا ولبنان