أم ريتا وأبو جوجو والشيخ الشعال

تعلمت من أدبيات التحقيق في أي أمر، ومن الدكتور عبد الرحمن عطبه رحمه الله "إن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدّعياً فالدليل"،

وقد تعلمت من علماء المسلمين وعلى رأسهم شيخي وأخي الدكتور أحمد بدر الدين حسون، المفتي العام لسورية، التواضع، حتى كنت أخجل من هذا العالم، عندما يسألني في أمر له علاقة بالشأن المسيحي، وأعلم أنه يعرفه تماماً ولكنه يريد التأكد، ويختار الكلمات الصحيحة ولكن اللينة الطيبة الأنفاس، أخذاً بقوله تعالى مخاطباً الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في محكم آياته “وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ” (آل عمران: 159).

إقرأ ايضا: المسيح قام … من حلب

أقول هذا بعد أن لمست تشنجاً في الشارع المسيحي السوري خاصة والعربي عامة، من درس ألقاه فضيلة الشيخ محمد خير الشعال وهو ينصح المريدين الذين يستمعون اليه أن يطلقوا أسماء جيدة مقبولة في الشارع الاسلامي وليس كما يطلق المسيحيين اسم جوجو الذي يقول الشيخ الفاضل مبتسماً أنه لا يعلم ماذا يعني (وهو تصغير أو تدليع لِاسم القديس جاوريوس، وجريس أو جرجس أو جورج باللغات الأخرى، وهو من مدينة ملطية موطن آباء القديس وأجداده وتقع في إقليم كبادوكيه بآسيا الصغرى تركيا حالياً، وترجمته عربياً: فلاح أو عامل في الأرض)، ثم يعقب هذا الفاضل على اسم “أم ريتا ويسأل الأب ماذا يعني ذلك فيقول له الأب أن أمها أسمتها بذلك فيسأل الأم فتقول أن ممثلة تركية كان اسمها ريتا.

إنه تهكم واضح أيها الشيخ الفاضل.
إن كنت لا تعرف – وهو ما أعتقده – فاسأل، فليس عيباً أن تسأل وتطلب النصيحة وينصحك الناس، فعن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏”‏الدين النصيحة‏”‏ قلنا‏:‏ لمن‏؟‏ قال‏:‏ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ‏‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏‏‏.

فهل أنت أعظم منهم؟
إن ريتا اسم لقديسة مسيحية وليس لممثلة تركية كما تفضلت وقلته مستغرباً، وأنت تعرف أن من آداب النصيحة أن تتحرى وتتأكد، وآسف أن يتلقى مثلك الأخبار بلسانه في غَيبةٍ من عَقله، ويرى الأحداث ببصره في مَعزِلٍ عن بصيرته، ويُهمِلُ التحرِّي، وما آفة الأخبار إلّا رواتها، وهم لا يدرون.

إقرأ ايضا: العَلَم السوري للمسلمين والمسيحيين

وأنت أثبت أنك لا تعلم، ومن يريد أن يعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أن يعلم والله أعلم.
ثم ألم يقل عز وجل “وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ” (البقرة: 83)؟
هل هذا هو الحسن الذي أمرك ربنا به أم ستقول لي أنه ربك فقط وأنني من الكافرين؟
لقد تهكمت، وبدون علم تكلمت، وأمام الملأ أهنت
لقد أهنتَ مقدسات إخوة لك في سورية والأسوأ أنك من دون علم بالشيء تكلمتَ
قال السلف من وعظ أخيه على رؤوس الناس فإنما وبخه.
وأنا أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك
اللهم اشهد اني بلغت

السابق
توقيف شبكة دعارة في النبطية
التالي
رسالة إلى هاشم صفي الدين ومعاونه سلطان أسعد