المحكمة الدولية تنتصر لإيران ضدّ أميركا وتثير غضب ترامب

تقع محكمة العدل الدوليّة، في لاهاي بهولندا، لحلّ النزاعات بين الدول. ويوم أمس حكمت هذه المحكمة لصالح طهران ضد واشنطن مما أثار حنق الرئيس ترامب ووزير خارجيته، وهو ما اثار حيرة من يعتقد ان المحكمة الدولية تخضع لنفوذ الدول الكبرى.

قال سفير إيران في لاهاي «علي رضا جهانغيري» انه تم عزل واشنطن بالإجماع في محكمة العدل الدوليّة التي حكمت لصالح بلاده، حول شكوى ايران ضد الولايات المتحدة فيما يخصّ الغاء الاخيرة للاتفاق النووي، واعتبر السفير ان ما حصل هو انتصار قانوني لطهران. ولفت الى “ان المحكمة طلبت من واشنطن الإلتزام بتعهداتها التي نقضتها، والذي اعادت من خلاله فرض الحظر على الشعب الايراني” بحسب وكالة (أنباء فارس).

وكانت الإدارة الأميركية قد انسحبت مؤخرا من اتفاقيتين دوليتين بعدما اشتكت إيران والفلسطينيون في محكمة العدل الدولية. حيث ندد جون بولتون بدور المحكمة فوصفها بالـ”مسيّسة وغير الفعّالة”، وأعلن أن واشنطن ستراجع كافة الاتفاقيات الدوليّة التي قد تعرّضها لقرارات ملزمة من المحكمة.

وكانت المحكمة قد أهدت نصرا لطهران بإلزام واشنطن ضمان عدم تأثير العقوبات الأميركية المزمع فرضها في تشرين الثاني المقبل على المساعدات الإنسانية أو سلامة الطيران المدني في إيران. علما ان العقوبات الأميركية تنتهك معاهدة الصداقة مع إيران عام 1955.

مع الاشارة الى انه منذ توليّ دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة قبل سنتين، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الموقع بين 6 قوى عالمية وإيران، ومن اتفاق عالمي للمناخ، ومن منظمة الـ”يونسكو”، كما هدد حلفائه في الـ”ناتو” بالانسحاب ايضا. وهددت واشنطن بالإنسحاب من “البروتوكول الاختياري” من معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961″، بحسب وكالة (رويترز).

وقد اعتبر وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو أن هذا القرار يشكّل “هزيمة لإيران” مؤكدا أن واشنطن تأخذ بعين الاعتبار الحاجات الإنسانية للإيرانيين.

اقرأ أيضاً: الروس لإسرائيل: الأمر لنا في سورية

وكان رئيس محكمة العدل الدولية في لاهاي القاضي عبد القوي أحمد يوسف، قد اكد ان المحكمة قد توصلت بالإجماع إلى أنه على واشنطن أن ترفع كل العراقيل التي أعلنتها في أيار 2018 على تصدير أدوية والمواد الطبية والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية إلى إيران، بحسب وكالة (إرنا) الإيرانية. ولفتت المحكمة في بيان لها الى ان “إيران تقدمت بمذكرتين عبر سويسرا لحلّ النزاع، لكن لم يكن هناك أي رد أميركي، كما نقلت (النشرة).

من جهة ثانية، طالب وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، “المجتمع الدولي بمواجهة الأحادية”، وغرّد عبر “تويتر” إن “محكمة العدل الدولية قد أمرت واشنطن أن تلتزم بالتعهدات التي انتهكتها عبر فرضها الحظر على الشعب الإيراني من جديد، بعد انسحابها من الاتفاق النووي. فالقرار يشكّل هزيمة للحكومة الأميركية المدمنة على الحظر وانتصارا لسيادة القانون”.

فهل ان قبول طهران بقرارات محمكمة العدل الدولية قد ينسحب على قبولها بكافة القررات الاممية الصادرة لغير صالحها؟

السابق
المشنوق: وزارة الداخلية ستواكب بالقانون تركيب العدّادات للمولّدات الكهربائية
التالي
أزمة أصحاب المولدات مع وزارة الاقتصاد: مافيات…أم «صفقة عدّادات»؟