لماذا تتهم اسرائيل حزب الله بحيازة صواريخ ومنشآت نووية؟

صواريخ
هل تسوق إسرائيل بمزاعمها لحرب مقبلة على لبنان؟ وفي حال نشوب حرب إسرائيلية – لبنانية هل ستبقى محصورة في لبنان أما اننا سوف نشهد إمتدادات لها في الخارج؟

على الرغم من نفي لبنان الرسمي الادعاءات التي أطلقها رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وجود قواعد عسكرية وصواريخ في محيط مطار بيروت، تواصل تل أبيب حربهالإعلامية على لبنان، فبالأمس أعلن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن “لدى إسرائيل معلومات جديدة عن وجود منشآت نووية أخرى في إيران ولبنان سيتم الإعلان عنها في وقت قريب”.

وأفادت صحيفة “هآرتس” العبرية أن المنشآت النووية التي يقصدها وزير الدفاع ليست هي القواعد الصاروخية التي أعلن عنها نتنياهو.

صحيح أن الحرب الإعلامية بين لبنان وتحديدا “حزب الله” وبين إسرائيل أسلوب لطالما لجأ إليه الطرفان في أيام السلم قبل الحرب إلا أن لا يمكن سوى التوقف عند إختيار نتنياهو منبر الامم المتحدة لتوجيه إتهاماته المرفقة بالصور والمستندات، فضلا عن تعمد ذكر المطار ما يشير إلى تعمدها زعزعة الإستقرار الداخلي وتوجيه رسائل سياسية للدولة اللبنانية لتقاعسها عن بسط سلطتها.

فهل تسوق إسرائيل بهذه الإتهامات لحرب مقبلة على لبنان كما بررت تماما ضرباتها المتكررة على سوريا عبر إستهدافها لقوافل ومخازن قالت حينها إنها عائدة لحزب الله؟ وفي حال نشوب حرب إسرائيلية – لبنانية هل ستبقى محصورة في لبنان أما اننا سف نشهد إمتدادات لها في الخارج؟

اقرأ أيضاً: سجال لبناني – اسرائيلي حول صواريخ حزب الله: هل تندلع الحرب؟

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر رأى في حديث خاص لـ “جنوبية” أن “هذه التهديدات إستراتيجية قديمة متجددة دائما تريد من خلالها إسرائيل تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية والضغط عليها في ما يتعلّق بسلاح “حزب الله” وإمكانية إستخدامه ضدّ إسرائيل”، وتابع “بسبب التطورات الجارية في المنطقة والتعقيدات بالمشهد السوري والعلاقات الإسرائيلية – الروسية تريد تل ابيب أن تشغل الإعلام بقضية متجددة تقع في نفس السياق وهي إستئصال إيران و”حزب الله” من سوريا، ولكن هذه المرة توجّه سهامها إلى لبنان وإستفادت من إنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعطي لهذه الحملة المتجددة بعدا وإندفاعا جديدا، خصوصا أنها تريد الإستفادة من الأجواء السائدة في الولايات المتحدة سواء لدى الإدارة أو لدى الكونغرس لتشديد العقوبات وجعلها أكثر قساوة مما كانت عليه في السابق ضدّ “حزب الله” وإيران كذلك”.

مضيفا “ويبدو أن إتجاه الإدارة ومع التشريع الجديد الذي يحاول إقراره الكونغرس كعقوبات لن تشمل فقط كل الكادرات الرسمية والأساسية لـ “حزب الله” فقط بل ستطال كل ما له علاقة بالحزب بما فيها من مؤسسات إعلامية ومؤسسات إنسانية وتجارية وأيضا تلوّح بعصى العقوبات إلى أصدقاء “حزب الله” وكل من له علاقة به”.

ورأى عبد القادر ” هذه السياسة المتجددة لدى إسرائيل لا تزيد من أخطار الحرب لأن الطرفين لا يريدان الحرب، فإسرائيل في الواقع تعتقد تماما انه في ظل قرار 1701 هناك أمن وإستقرار على حدودها مع لبنان، و”حزب الله” لا يقوم بأي عمل عسكري ضدها وتدرك أن الأخير مشغول في الحرب السورية وغارق حتى أذنيه، ذلك لا ترى تل ابيب ضرورة لشن أي عمل عسكري في الوقت الراهن على الأقل”، مشيرا إلى أنه “من جهة الحزب فهو يعطي أهمية لمشاريع إيران الإقليمية في سوريا والعراق واليمن وهو ليس بوارد الذهاب بالقيام بأبعد من هجوم خطابي من قبل أمين عام الحزب من وقت إلى آخر وتذكير تل ابيب بأنه يمتلك ترسانة تعطيه قوّة ردع تعادل إسرائيل”.

كما شدّد على أن “الإسرائيليين حتى الآن ليس لديهم أي أسباب أمنية ولا حتى سياسية لخوض حرب على لبنان، كما انها تدرك أنه على الرغم من كل المناورات والتجارب التي أجرتها منذ إنتهاء حرب 2006 حتى اليوم لم تجد الحلول التي تعطيها الضمانات اللازمة لتدارك أي قصف يقوم به الحزب للعمق الإسرائيلي على مستوى تعطيل الحياة وخاصة في المدن الرئيسية، كما انها لم تجد أيضا أي حل ناجع يعطيها الضمانة لحصول معركة عسكرية حاسمة في وقت قصير كما تشتهي إسرائيل وكما تدعو مصالحها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية”.

وفي الختام أكّد عبد القادر أن “ما يجري هو حرب إعلامية تلعب فيها إسرائيل في الوقت الضائع إلى حين إيجاد الفرصة المناسبة وإستكمل الإستعدادات اللازمة للتعامل مع المستجدات التي طرأت على مسرح العمليات السوري بعد تسليم موسكو صورايخ ” اس -300″ إلى النظام وهذه معضلة جديدة لا بد أن تبحث عن حل لها وهي لن ترضى إطلاقا أن يكون ثمة أي قوة مانعة لها من إستخدام حرية الحركة في الأجواء السورية”.

الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد، قال لـ “جنوبية” إن “لبنان إعتاد على مثل هذه التهديدات من قبل الكيان الإسرائيلي والحجج كانت كثيرة سابقاً من اجل كسب الرأي العام العالمي بحجة أن لبنان يهدد أمن هذا الكيان لا سيما بعد قيام واشنطن بإعتراف ان القدس هي عاصمة هذا الكيان وان التهديدات ليست كما السابق لان المنطقة تقف على حافة الهاوية في لعبة توزان القوى الدولية والإقليمية”، وتابع “لذلك تبقى تهديدات ولو ان إسرائيل تتذرع بالحفاظ على أمنها”.

د. وليد عربيد

أما بالنسبة لشن حرب على لبنان رأى أن “تل ابيب تعلم بأن الردّ سوف يكون قاسياً عسكرياً ودبلوماسيا خصوصا أن لبنان أعطى اسرائيل عام ٢٠٠٦ درساً بالردع في مواجهة الجيش الاسرائيلي وهدّد عبر المقاومة عمق تل ابيب، وبالتالي يبقى شن أي هجوم يتطلب ضوء اخضر من حلفاء اسرائيل”.

اقرأ أيضاً: لماذا لن تخوض إسرائيل حرباً في لبنان؟

كما أكّد عربيد أن “السيناريو الاخر حول اندلاع حرب مقبلة هو مستبعد في الوقت الراهن لان سوريا وايران كذلك جاهزين لدعم المقاومة ومن الممكن في حال وقوع الحرب ان تكون مقدمة لحرب إقليمية كبيرة، تتحملها واشنطن؟

وتابع “وما جاء على لسان ليبرمان هو اعطاء مبرر للرأي العام الدولي بان ايران تحاول تهديد أمن اوروبا لذلك رأينا الحملات التي توجه على طهران من بعض الدول واتهامها برعاية الاٍرهاب، أما الإشارة إلى أن أمن مطار بيروت غير مضبوط لأن حزب الله وبيئته الحاضنة على مقربة منه فهو تهديد سياسي بسبب تطوير الصواريخ، حتى أن التكنولوجيا المتقدمة تدفع إسرائيل الى تكثيف مثل هذه التصريحات”.

السابق
سوريا على توقيت ساعة الكرملين
التالي
جريصاتي: لاستيفاء رسم طابع قضاة بقيمة 1000 ل.ل. عن كل إذن زيارة لسجين موقوف