سجال لبناني – اسرائيلي حول صواريخ حزب الله: هل تندلع الحرب؟

الاوزاعي
لبنان يحظى بغطاء دولي، هل ستردع "المواجهة الدبلوماسية" هجوما إسرائيليا محتملا؟

عاد الخطر الإسرائيلي يخيم على الساحة اللبنانية مع تصعيد حملات المزاعم والتهديدات الاسرائيلية للبنان، تحت ذريعة كشف قواعد ومنصات صاروخية ثقيلة قرب مطار رفيق الحريري ‏الدولي ومناطق اخرى في الضاحية الجنوبية وذلك بحسب ما زعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بناء “حزب الله” مواقع سرية لتطوير الصواريخ وجعلها أكثر دقة، وذلك استجابة لمطلب إيراني، مرفقا هذه المزاعم بصور للمواقع التي تحدث عنها وذلك في كلمة له ألقاها أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة يوم الخميس الفائت بحسب الوكالات.

هذه الحملة الإعلامية أثارت مخاوف لبنانية من أي إعتداء إسرائيلي محتمل، إستدعت إطلاق وزارة الخارجية اللبنانية “ديبلوماسية مواجهة” كأوّل رد لبناني رسمي على الكلام الإسرائيلي، فقد نظم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يوم أمس (الإثنين) جولة ميدانية لعدد من السفراء المعتمدين العرب والأجانب في لبنان بمواكبة إعلامية لمعاينة المواقع التي تحدث عنها الإسرائيليين وبالتالي تكذيب هذه المزاعم بالمشاهدة الحسية، وشملت الجولة ملعب نادي العهد الرياضي قرب المطار وملعب ‏الغولف القريب من طريق المطار وموقعاً ثالثاً‎

.اقرأ أيضاً: لماذا لن تخوض إسرائيل حرباً في لبنان؟

وفي مؤتمر صحافي رفض باسيل الإدعاءات الإسرائيلية مطالبا دول العالم ‏أجمع والمجتمع الدولي “منع أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، لما سيكون له من تداعيات على المنطقة كافة، لا سيما في ظل إستقبال لبنان ‏اللاجئين السوريين والفلسطينيين‎،” متهما “إسرائيل بعدم إحترامها للمنظمات الدولية ولا تنفذ القرارات الأممية”.

وأكّد باسيل إلى أنه “استناداً على معلومات غير دقيقة ودون أدلة وبراهين، ادعى نتنياهو في الأمم المتحدة وجود ثلاثة مواقع للصواريخ قرب مطار بيروت”، مشيرا “”حزب الله” لديه صواريخ إلا أنها ليست بالقرب من المطار”. مشددا “لبنان يحترم القرارات ‏الدولية، إلا أنه لا يلتزم النأي بالنفس عندما يرتبط الأمر بالدفاع عن أرضه وشعبه‎”.‎

هذا التحرّك الدبلوماسي إستدعى هجوما من قبل نتنياهو على الحكومة اللبنانية، معتبرا أنها تضحي بسلامة مواطنيها من أجل التغطية على أعمال “حزب الله”، وفي تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر” غرّد قائلا “حزب الله يكذب على المجتمع الدولي بشكل سافر من خلال الجولة الدعائية الخادعة التي قام بها وزير الخارجية اللبناني، حين اصطحب سفراء أجانب إلى ملعب كرة القدم ولكنه امتنع عن زيارة المصنع التحت أرضي المتاخم له حيث يتم إنتاج الصواريخ عالية الدقة”.

والسؤال هنا هل سيستطيع لبنان موجهة التهديدات والمزاعم الإسرائيلية دبلوماسيا؟

صحيفة “التلغراف” البريطانية وصفت الجولة التي قام بها وزير الخارجية اللبناني بخطوة غير مسبوقة، حيث جال ما يقارب 73 شخصا من ديبلوماسيين على المواقع التي كانت موضع شكّ وتساؤل. وأضافت الصحيفة “أن عدم إيجاد أي أسلحة وصواريخ، يفسر ذلك بطريقتين، فإمّا نتنياهو قال معلومات استخباراتية غير صحيحة أو قديمة، أو أنّ المخبأ الذي لم يكتشف بعد تمّ نقله مكان آخر خلال الايام الثلاثة المنصرمة، وهو احتمال غير مرجّح.

في السياق نفسه، أجرت الصحيفة مقابلة مع أحد لاعبي كرة القدم في ملعب العهد الذي تحدث عنه نتنياهو الذي أكّد أنه “يقطن في مكانٍ قريب ويتدرب بشكل يومي في المكان”، مضيفا ممازحا “كنت أعتقد أننا سوف نشاهد عدّة صواريخ يقومون بنقلها”.

ورأت “التلغراف” أن “حزب الله” بات يشكّل تهديدًا لإسرائيل أكثر من أي وقت مضى في الصراع الذي دام ثلاثين عامًا بينهما، لا سيما أنّ “حزب الله” عمل على تطوير ترسانة اسلحته التي باتت تضمّ ما يفوق 120 ألف صاروخ وقذيفة ما يمكنه إطلاق أكثر من ألف صاروخ في اليوم الواحد، كما أنه يستطيع استهداف المدن الإسرائيلية الرئيسية تقريبا، عدا عن أنه يُعتقد أنّ الحزب أصبح يمتلك صواريخ من نوع “فاتح – 110” تعتمدعلى أنظمة توجيه متطورة ما يمكنها من إستهداف محطات توليد الكهرباء والمطارات في إسرائيل.

وهنا تطرقت الصحيفة لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما حذّر إسرائيل قائلاً: “في حال شنت إسرائيل حربًا على لبنان، فإنها سوف تواجه مصيرًا وواقعًا لم تتوقعه أبدًا”، مشيرة إلى أن “الحرب السورية أكسبت مقاتلي الحزب خبرة قتالية واسعة، عدا عن التدريبات التي تلقوها من قبل قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت عن الجنرال الإسرائيلي عساف أوريون، الذي كان يشغل منصب رئيس التخطيط الاستراتيجي في جيش العدو “في المستقبل في حال وقوع أي صراع مع “حزب الله”، من المتوقع ان يلحق ذلك ضررًا كبيرًا لإسرائيل”، لافتا الى أنّ “أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدة ومقلاع داوود، سوف توفّرالحماية ل‍إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه ستُختبر من قبل ترسانة “حزب الله”.

اقرأ أيضاً: مطار رفيق الحريري الدولي الذي يصفنا

إلى ذلك ، أكّد دانيال بيمان، الباحث الرئيسي في معهد بروكينغز في واشنطن: “إستعداد الجانبان اللبناني والإسرائيلي للحرب هذه المرة وفي حال وقوعها، من المرجح أن الصراع سيؤلم كل الأطراف المعنية”، لافتا “صراع إسرائيل في لبنان أخطر بكثير من معاركها الدورية مع حماس في غزة”.

بالمقابل يؤكد مراقبون ان اسرائيل بادعائها كشف مواقع صواريخ لحزب الله في بيروت أو في الجنوب كما نشرت سابقا، وبغض النظر عن صحة ادعائها المشكوك فيه، فان في ذلك ما يؤشر الى عدم نية اسرائيل الهجوم على لبنان في المدى القريب، ولو انها ارادت الحرب لقامت بقصف تلك المواقع وغيرها كما هو عادتها في حروبها التي طالما باغتت فيها لبنان، كما الجيوش العربية دون سابق انذار.

السابق
تويني إن حكى…
التالي
تارة فارس تتنبأ بعملية اغتيالها قبل عامين