قلق دبلوماسي لبناني من قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية

بريطانيا
قرار بريطاني بتصنيف حزب الله بجناحه العسكري منظمة ارهابية، سيتم الاعلان عنه يوم الاحد المقبل على لسان وزير الداخلية في الحكومة البريطانية.

تتوجه الحكومة البريطانية نهاية الاسبوع الحالي الى تصنيف حزب الله بجناحه السياسي كـ”منظمة ارهابية”، وتوقعت المصادر ان يصدر القرار خلال مؤتمر حزب المحافظين بعد مناقشته داخل الحكومة البريطانية وتكليف وزير الداخلية ساجد جاويد باعلانه.

وكانت بريطانيا قد وضعت حزب الله بجناحه العسكري على قائمة الارهاب منذ العام 2008، الامر الذي كان يتيح لانصاره تنظيم مظاهرات داعمة له، ويتوقع ان يعلن جاويد في كلمته المقررة يوم الاحد المقبل، إنه “بمتابعة الموقف الرسمي البريطاني من الميليشيا اللبنانية، سنتخذ إجراءات بحظر كل مكوناتها”، واللافت تطابق كل المكونات السياسية لدعم هذا القرار بعد ان تغلب حزب المحافظين وفرض قراره واتهام حزب العمال باعتماد سياسة غير واقعية ومتناقضة بالنسبة لايران، ادت الى انقسامات داخل الحزب نفسه.

اقرأ أيضاً: اوروبا ستبحث ادراج حزب الله على لائحة الارهاب بطلب بريطاني

وحزب الله متهم باعتماده الأراضي البريطانية لتنفيذ عمليات غسل اموال على نطاق واسع، كما يعمل على تشكيل خلايا نائمة تعمل بشكل سري وتقيم بتفعيل علاقات ايران داخل المملكة.

ما هي مفاعيل هذا القرار؟ وما هو انعكاسه في الداخل اللبناني على مختلف الصعد؟

سامي نادر، اكد في حديث لـ”جنوبية” ان “مفاعيل كبيرة تترتب على تصنيف حزب الله بجناحه السياسي “ارهابيا، ففي السابق كانت الدول الاوروبية تميز بين الجناح السياسي والعسكري والامني، وذلك لتمرير سياساتها او الابقاء على هامش من التحرك في الداخل اللبناني والابقاء على قناة للحوار مع ايران، ورغم انتقاد الولايات المتحدة وبعض الدول العربية خلال السنوات الخمس الاخيرة، وخاصة خلال السنتين الاخيرتين بعد اندلاع حرب اليمن، حيث كان التوجه لاعتباره منظمة ارهابية، ولكن الاوروبيين ابقوا على هذا الهامش من المناورة والاتصال مع السلطات اللبنانية حيث ان حزب الله موجود على طاولة مجلس الوزراء اللبناني فكيف سيبرر ذلك اذا لم يعمل على التمييز بين جناحي الحزب، وكان حين يواجه انتقادا يشير انه يميز بينهما، ولكن حاليا تقلص هامش المناورة هذا، وسيتوجب على ذلك انعكاسات على علاقة لبنان بالعالم وخاصة بالطرف الاوروبي.”

واشار نادر الى انه “مع هذا التوجه ستختلف علاقة لبنان مع العالم بالتأكيد، وسيتم انتقاد فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية كيف ستتعاون مع حكومة يتمثل فيها حزب الله خاصة انه لم يعد هناك تمييزا بين السياسي العسكري والامني”، واضاف هذا الحدث لن يكون له مفاعيله على حزب الله فقط، وليس على البيئة الحاضنة له، ولكن على الدولة اللبنانية برمتها، وكانت سياسة النأي بالنفس كصيغة يتم التلطي خلفها من بعض الدول الاوروبية والخليجية، والتذرع بأن هناك تعددية في المجتمع اللبناني، اضافة الى ان القوى اللبنانية تعتمد هذا الخطاب، وقد بدأ التحول مع دول الخليج وخاصة مع مجيء الملك سلمان بن عبد العزيز، والانتقال من سياسة المهادنة والصبر الاستراتيجي الى سياسة مواجهة وعزم والاعلان صراحة ان حزب الله منظمة ارهابية والدعوة الى مواجهته، وحتى ان ذلك برز في قرار الجامعة العربية حين ذكر ان “حزب الله الموجود في الحكومة اللبنانية” وهي المرة الاولى التي تغمز فيها الى وجوده في الحومة وتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية ذلك”.

واكد نادر ” مع هذا القرار الذي اتخذته بريطانيا، وخاصة مع تلازم الموقف البريطاني والاميركي في مجريات الامور، وايضا فرنسا، بالرغم من تمايزهم بالنسبة للموقف من الاتفاق النووي، اما بالنسبة لحزب الله وتصرفات ايران في المنطقة فقد ظهر تطابق تام في المواقف، وقد ظهر في خطاب تيريزا ماي وماكرون وانتقادهم الواضح لسياسات ايران في المنطقة”.

اقرأ أيضاً: نقل أسلحة الى حزب الله: إسرائيل تؤكد وإيران تنفي

الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر من جهته اكد لـ”جنوبية” ان “القرار يأتي في اطار الهجمة الغربية -الاميركية العربية- السعودية، المشتركة على حزب الله، وتقودها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، بالطبع بريطانيا لم تعد بعيدة عن هذه القرارات وهي تعمل كملحق وكتابع للسياسات الاميركية، والامر ليس مستهجنا لدى اوساط حزب الله، باعتبار ان السياسات الاوروبية وتحديدا بريطانيا، وهي تدل على هزالة السياسة البريطانية، وربما هي تأتي ايضا في سياق التنافس الداخلي البريطاني، بين حزب العمال والمحافظين”.

فيصل عبد الساتر

واضاف عبد الساتر “هذا القرار لن يؤثر في حزب الله، فالكل يدرك ان لبنان انتج مقاومة استطاعت ان تهزم اسرائيل وان تقف في وجه المشاريع الاميركية، والاستعمارية في المنطقة”، مضيفا “الاهم الا يتجه الداخل اللبناني الى تبني مثل هذه القرارات، بمعنى الا تستخدم في ظل الانقسام الداخلي اللبناني، ما يفاقم الوضع المأزوم اصلا بين المكونات السياسية في البلد، ولكن من جهة اخرى فإن التيارات الحزبية في لبنان تدرك خطورة الموقف، ومدى حساسيته، بالرغم من انه سيترك اثرا على بعض الافراد والمؤسسات التي تتعامل مع هذه الدول”.

السابق
المعركة مع إيران… طويلة!
التالي
حاصباني: لبنان الذي يعاني مديونية عالية، بات عليه اتخاذ قرارات حاسمة