«سوليدير»…تراجع أسهمها سببه تراجع كل لبنان!

"الوضع الإقتصادي في لبنان على شفير الإنهيار والليرة اللبنانية في خطر"، هي العبارة الاكثر ترداد على مسامع اللبنانيين مؤخرا، حتى بات السؤال اليوم هل اصبحنا مقبلين على كارثة إفلاس إقتصادي وسط الشلل الذي يصيب كافة القطاعات الاقتصادية ومع التحذيرات التي يطلقها مسؤولين وخبراء إقتصاديين شبه يوميا على ضرورة إتخاذ إجراءات سريعة تحدُّ من خطورة هذا الوضع قبل الوصول إلى ما لا تحمد عقباه.

في وقت تباينت فيه الآراء بين الخائف على وضع الإقتصادي والمالي وبين أخرى مطمئنة، لا يزال هذا الهاجس يرافق اللبنانيين خصوصا أن الوضع السياسي وإستمرار الشلل الحكومي لا يوحيان بحلحلة قريبة، إلا أن ما يزيد الطين بلّة توالي الهزات الإقتصادية في لبنان مع التراجع غير المسبوق في بورصة بيروت مع وصولها إلى مستوى لم تبلغه من قبل بعدما خسرت 30% من قيمتها خلال ستة أشهر.

إقرأ ايضًا: جنبلاط يخلط الأوراق: سوليدير جريمة كبيرة.. ولا بد من تسوية تريح حزب الله

وقد وصل سعر سهم “سوليدير” إلى 5.65 دولارات للفئة (ب) و5.90 دولارات للفئة (أ) وهو مستوى متدن جدا لم يسبق له أن إنخفض لهذا الحد في أشد الأزمات، الأمرالذي يدعو للتساؤل فيما لو استمر في التراجع مع سعي المستثمرين إلى التخلّص من أسهمهم بأسرع وقت ممكن، فهل هذا مؤشر على إنهيار إقتصاد لبنان؟ وما وراء هذا التراجع؟

الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة رأى في حديث لـ “جنوبية” إن “الربح والخسارة أمر ليس بجديد على “سوليدير””، مشيرا إلى أنه “من المعلوم أن أسهم “سوليدير” مرتبطة بشكل وثيق بالوضع السياسي في لبنان وإذا دققنا في بياناتها

البرفسور جاسم عجاقة

التاريخية نلاحظ أن في كلّ مرة ترتفع أسهمها يكون الوضع مستقر والعكس صحيح عند الأزمات السياسية تتراجع”.

وشدّد على أن “إرتفاع وإنخفاض أسهم هذه الشركة أمر طبيعي لأن أعمالها مرتبطة بالدرجة الأولى في الوضع العام في البلاد، وبالتالي في ظلّ التأزم السياسي والشلل الحكومي الذي نشهده من الطبيعي أن نرى هذا التراجع”.

وعن الوضع الإقتصادي أكّد عجاقة أن “ما يتمّ تداول عن إنهيار إقتصادي هو أمر مبالغ فيه كثيرا، وما يجب معرفته أن الأزمة الحقيقية هي في الوضع المالي للدولة اللبنانية والمشكلة هي بعجز الدولة الذي يتزايد إذ بلغت نسبة العجز بحسب أرقام الوزير المال علي حسن خليل 1.9 مليار دولار وهو رقم كبير، ومرجح للإرتفاع في حال إستمر السير في نفس الوتيرة إلى 5.8 مليار دولار في وقت كانت قيمة العجز المتوقعة في “موازنة 2018″ هو 4.8 مليار دولار ما يعني أن هناك مشكلة كبيرة”.

وختاما شدّد عجاقة أن “الإقتصاد ليس على شفير الإنهيار، ولا مخاوف على الصعيد النقدي والليرة“، مشيرا إلى أنه “ثمة إستقرار على هذين الصعيدين والمشكلة هي في مالية الدولة التي قد تؤثر على البيئة النقدية والإقتصادية في المدى المتوسط والبعيد”.

من جهة ثانية، اوضح الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديث لـ “جنوبية” أن “السبب تراجع أسهم “سوليدير” هوال تراجع في لبنان من كل النواحي، و”السوليدير” هي مركز لبنان ومن الطبيعي أن تنخفض في ظلّ التأزم السياسي الحاصل”، لويس حبيقةمشيرا إلى أن “المشكلة ليست بالتراجع لأنه أمر طبيعي إنما المشكلة بنسبة التراجع الكبيرة ووصول سعر  السهم إلى 5 دولارات تقريبا وهو سعر متدن جدا، إذ كان قد سبق للسعر أن يتراجع إلى 7 و8 دولارت إنما ليس إلى هذا الحدّ”.

ودعا حبقية “من يستطيع إغتنام الفرصة للإستفادة من هذا الوضع وشراء أسهم في “سوليدير” لأن هذا أدنى مستوى يمكن أن يصل السهم إليه إذ لا يمكن أن تنخفض إلى صفر لأن بيروت ووسط بيروت لا شيئ يلغي دورهما، مشيرا إلى أن “السعر الطبيعي للسهم هو 50 دولار”، لافتا إلى أنه “السعر مرجح للإرتفاع عندما يعود الإستقرار إلى البلد”.

وعن مؤشر هذا التراجع قال حبيقة إنه “مؤشر على تعثر الأوضاع الإقتصادية في لبنان، خصوصا ان “سوليدير” صبغت في السياسة منذ بداية الأمر بالرئيس الشهيد رفيق الحريري علما أن المستمثرين متنوعين  وليسوا حكرا على “تيار المستقبل” ومع ذلك أي إشكال سياسي مرتبط بالحريري ينعكس على “سوليدير” إذ نرى بعض التعثر والعكس صحيح”، مشيرا إلى أن “محاكمة قتلى الشهيد الحريري كان لها أثرا كبيرا مع إعتقاد بعض المستثمرين أنها قد تنعكس سلبيا في الداخل، مما دفعهم إلى التخلص من أسهمهم”.

إقرا ايضًا: ادارة شركة سوليدير تسعى إلى صرف نحو 120 موظفاً

ختاما، قال حبقية لموقعنا ان “الوضع الإقتصادي في لبنان متعثر ما يعني أنه لا وجود لإستثمارات جديدة وبالتالي النمو ضعيف والبطالة مرتفعة”، مشيرا إلى أنه “فور تشكيل الحكومة سنلاحظ تحسن في الأوضاع بشكل مفاجئ  وسنقبل على إستثمارات جديدة كانت بحكم المجمّدة”، مؤكدا أن “لا خوف على الوضع في لبنان إلّا أن ذلك رهن طول أمد الأزمة”.

السابق
النجمة يستعد ويطمح للفوز على فريق الأهلي المصري في بيروت
التالي
إيران والمنطقة إلى أين؟