هل فرّط لبنان بعرض ألماني لإنتاج «كهرباء مستدامة»؟

الكهرباء لبنان
لطالما إحتل ملف الكهرباء في لبنان المرتبة الأولى من ناحية الفساد والهدر مع تكبيده خزينة الدولة مليارات الدولارات سنويا، وقد عاد هذا الملف إلى الواجهة مجددا من الباب العريض مع وضع العهد تحت مجهر الشبهات والإتهامات مجددا، خصوصا وزير الطاقة والمياه "العوني" سيزار أبي خليل لتفريطه في صفقة لإنتاج "كهرباء مستدامة"،وذلك من أجل تحقيق "مصالح شخصية".

وقد أثار التسجيل الصوتي “المسرّب” للنائب في كتلة ‏‏”التنمية والتحرير”، ياسين جابر، بلبلة كبيرة وسجال بين “حركة أمل” و”التيار الوطني ‏الحرّ”، مع كشف جابر في التسجيل رفض وزارة الطاقة لعرض الوفد الألماني الذي زار بيروت، ‏برفقة المستشارة أنجيلا ميركل، الشهر الفائت، والتمسّك بالبواخر كحل لهذه الأزمة‎ في إطار خطة يدعمها العهد لتأمين الكهرباء منذ سنوات ، مؤكدا أن “هذا العهد سيدمّر لبنان‎”.‎

واشار جابر، في التسجيل، إن لبنان رفض عرض شركة “سيمنز” الألمانية، وإن جميع الدبلوماسيين الأجانب في الأمم المتحدة إستغربوا هذا الأمر، سائلين: “كيف تعاملون ميركل بهذه الطريقة؟”.‎ كاشفا أن رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الطاقة يضغطان قبل جلسة التشريعية (التي عقدت اليوم)، للحصول على 500 مليون دولار أميركي، إضافة إلى مبلغ المليار ونصف المليار الذي كانوا قد ‏حصلوا عليه في موازنة عام 2018، وذلك لتأمين ساعات كهرباء إضافية قليلة حتى نهاية العام”.

اقرأ أيضاً: الوقاحة من الماء الى الكهرباء.. فالقضاء؟

هذا التسجيل كان وقع دويه كبيرا في الساحة الداخلية، إذ حيّا عدد من السياسيين والمهتمين بالشأن العام وزير الاقتصاد الاسبق النائب ياسين جابر على شفافيته وحرصه على المال العام وسط إمتعاض “عوني” ونفيه جملة وتفصيلا لهذه الرواية، وما زاد الطين بلة خسارة لبنان لعرض سمينز الكهربائي لمصلحة العراق. فبحسب صحيفة ” Handelsblatt” الألمانية الحكومة العراقية بصدد توقيع صفقة ضخمة تتجاوز قيمتها 13 مليار يورو مع “سمينز” التي ستعمل على إعادة بناء وتطوير قطاع الطاقة الكهربائية من خلال إضافة طاقة توليد كهرباء قدرها 11 غيغاوات في أربع سنوات، وتوفير آلاف الوظائف في البلد.

رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبور، أكّد في حديث لـ “جنوبية” أن “للقوات اللبنانية موقفا واضحا من ملف الكهرباء منذ اللحظة الأولى لدخولها الحكومة، ولطالما رأت أن كل الممارسات في هذا الملف غير شفافة وبذلت ضغوطات كبيرة في هذا السياق (خلافا لما يروّجه فريق الوزير باسيل) دفعت بإتجاه الأخذ بعين الإعتبار ملاحظات دائرة المناقصات وهو الأمر الذي كان مرفوضا سابقا”، ولفت إلى أنه “مجرد أن يكون ثمة موقف واحد وواضح من قبل معظم مكونات الحكومة ومعظم الشعب اللبناني ضدّ ملف حكومي بمواجهة مكون واحد هذا يعني وجودعلامات إستفهام كبيرة حول إدارة هذا الملف”.

كما شدّد جبور أن “الوزير جابر محقا بكل كلمة قالها، ومن هذا المنطلق يجب وضع حدّ لتمسك طرف سياسي بهذا الملف بعد 10 سنوات من الفشل بتحقيق أي هدف فيه، مشيرا إلى أن “هذا ما يثير تساؤلات عدّة حول هذا التمسّك وأهدافه”.

ومن هنا أشار جبور إلى ان “القوات ترى ضرورة عدم إسناد وزارة الطاقة والمياه إلى هذا الفريق من جديد، مشيرا إلى أن “الإستمرار في الأسلوب والنهج نفسه في معالجة ملف الكهرباء سيزيد الأمور سوءا”.

وختاما لفت جبور إلى أن “القوات مع إجراء إستفتاء تخضع لنتائجه تحت سؤال واضح وهو : هل الرأي العام مع إحتفاظ فريق الوزير جبران باسيل بوزارة الطاقة، نعم أولا؟”.

اقرأ أيضاً: أزمة بواخر الكهرباء… هل تحلّها إدارة المناقصات؟

في المقابل، اوضحت عضو المكتب السياسي في “التيار الوطني الحرّ” ريندلا جبّور لـ “جنوبية” أن “النائب ياسين جابر إستند إلى منشور ينسب زوراً مقالاً لمجلة «دير شبيغل» الألمانية وهو غير موجود في أي من أعداد هذه الصحيفة “، كما شككت “بأن التسجيل الصوتي سرّب دون معرفة جابر، مشيرة إلى أنه تقصّد نشره وهذا الأمر واضح من خلال أسلوبه الخطابي بإستثناء بعض الكلمات النابية التي قصد تمريرها كي يظهر بأن التسجيل عفوي”.

رندلى جبور

كما أكّت جبور أن “شركة “سيمنز” لم تتقدم بأي عرض للبنان ولم يكن هناك صفقة ولا أية مناقصة”، مشيرة “في بادئ الأمر تقدمت الشركة بعرض شفهي بتأمين موتيرات تعمل على الغاز، وكان جواب الوزير باسيل حينها أن الغاز كلفته عالية، وسأل إن كان هناك إمكانية لتحويل هذه الموتيرات من الغاز إلى “الفيول أو “الغاز أويل” لكن الجواب كان ان لبنان سيتكبّد مبالغ طائلة أكبر بكثير من الكلفة التي ينتج بها، وقد تمّ سحب العرض وبالتالي لم تكن هناك أيّة مناقصة للقول أن لبنان رفضها”.

وختاما نفت جبور كل ما يروّج عن “تسريبات للمستشارة ميركل حول هذا الأمر”، مؤكدة أن “ما يحدث يندرج في إطار الحملة التي تستهدف العهد ورموزه ووزرائه ونوابه لأنه لا يناسبهم أي نجاح للعهد لذا يقومون بوصمنا بالفساد الغارقين هم به “.

السابق
المكتب الإعلامي لوزير الداخلية ينفي ما ورد في «الأخبار»:المشنوق ليس إنفصالياً ولا إنقسامياً
التالي
جريمة في ديركيفا: قتلها وقتل نفسه.. والأسباب مجهولة