كلية الدعوة يحتلها عبدالله الجبري ويستقوي بحزب الله

ما جديد ملف كلية الدعوة الإسلامية؟ والصراع القائم في داخلها؟

ما زالت “كلية الدعوة” محتلة، بحسب ما تهمس مصادر لـ”جنوبية”. فرئيس حركة الأمة عبدالله الجبري نجل الشيخ عبد الناصر الجبري قد استباح الكلية ومكتب العميد في اعتراض على القرار الصادر بحل مجلس الإدارة واستبعاده عن هذا الصرح التربوي بعدما تمّ تعيينه لما يقارب العام أميناً للسر!

الجبري الذي رفض رفع اليد عن الكلية، كان منذ وفاة والده قد استأثر بمكتب العمادة، رافضاً تسليمه للعميد الجديد الشيخ أحمد كنعان، وفيما بقي الأخير يكتم تجاوزات الشيخ عبدالله طيلة المرحلة السابقة، فإنّ القرار الصادر من قبل الوقف اللبناني وجمعية الدعوة الليبية بحل مجلس الكلية وإقصاء الجبري دفع الشيخ كنعان إلى التمسك بتنفيذ هذا القرار والمطالبة باستلام مكتب العمادة من الجبري تحت طائلة الملاحقة القانونية!

موقع “جنوبية” في متابعة لهذا الملف تواصل مع الشيخ كنعان فور اقتحام الجبري وعناصره مبنى الكلية يوم الأربعاء الماضي، لاسيما وأنّ المعلومات التي كانت لدينا أّكّدت تعرض العميد للتهديد والوعيد من قبل الحركة التي يرأسها الجبري والتابعة لسرايا المقاومة، مع الإشارة إلى أنّ ما يقوم به الجبري يستند إلى دعم مباشر من رئيس المجلس الإداري لتجمع علماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله.

اقرأ أيضاً: اقتحام كلية الدعوة: دار الفتوى غائبة ولسرايا «حزب الله» الكلمة الفصل

إلا أنّ الشيخ كنعان آنذاك وفي اتصالنا معه، نفى أن يكون تعرض لأي اعتداء، مؤكداً الاقتحام والبلطجة، ومتمسكاً بالقانون.
نفي الشيخ كنعان الذي جاء في إطار ضبط النفس ووأد أي خلاف، لاسيما وأنّ ما يحصل يأتي في سياق صراع الأجنحة، فالأطراف جميعها تدور في فلك واحد يحرسه “حزب الله”. هذا النفي من قبل العميد لأي اعتداء لفظي عليه قابله شريط فيديو مسرب يظهر الجبري وعناصره في مكتب كنعان. ويبرز المشاهد التي صورت لحظة الاقتحام والتي يظهر فيها أحد عناصر “حركة الأمة” وهو يحادث الشيخ كنعان بأسلوب غير لائق طالباً منه عدم رفع الصوت ومتوعداً إياه قائلا ” لولا انه معمم لكان له معه تصرفاً أخراً”.
وأضاف العنصر في سياق تهجمه اللفظي على كنعان والذي يوثقه الفيديو “هيدا ابن الشيخ عبد الناصر بتحكي معه باحترام”، “إذا ما بتعرف مين هو نحن منخبرك مين”.

ومع أن الفيديو وادعاء الشيخ قد وضعا برسم القوى الأمنية، إلا أنّ أي تحرك لم يسجل حتى اللحظة. إلى ذلك أصدر عميد الكلية الشيخ أحمد كنعان قراراً بتعليق الدروس في الكلية وجاء في البيان الذي حصل عليه موقعنا:
“بسم الله الرحمن الرحيم

قرار
بناء للصلاحيات المعطاة لرئيس الكلية حسب القانون

ونظرا للظروف الراهنة التي تمر بها الكلية منذ يوم 19 أيلول الجاري من احتلال وطرد رئيسها والاستيلاء على زمام الأمور فيها
لذلك
قررت تعليق امتحانات الدور الثاني في الكلية بقسم الدراسات العليا والليسانس وحتى إشعار آخر واعتبار الامتحانات التي جرت بدءا من التاريخ المشار إليه أعلاه لاغية وباطلة

بيروت في 22 أيلول 2018
رئيس الكلية
الشيخ الدكتور أحمد محمد كنعان”.

في السياق نفسه لفتت المصادر لموقعنا أنّ الشيخ حسان عبد الله قد تواصل مع أحد محامي الوقف في محاولة للفلفة هذه القضية.

وفيما يبدو أنّ الأزمة ليست على أبواب الحل، أوضح عضو مجلس إدارة كلية الدعوة الحاج عمر غندور لـ”جنوبية” أنّهم كمجلس أمناء قد أعطوا الصلاحيات للعميد أحمد كنعان، لافتاً إلى أنّ لا مركز لعبد الله الجبري كي يصعد إلى الكلية ويحتل مكتب العمادة.
وأشار غندور إلى أنّ مجلس الأمناء طلب من الشيخ كنعان اتخاذ القرار المناسب واستعمال صلاحياته بشأن الجبري وهكذا كان فأرسل إنذارا للأخير كي يخلي غرفة العمادة.

وفيما أكّد غندور أنّ “ما يجري هو عملية احتلال”، أضاف قائلاً “المؤسف أنّ عبد الله بحسب ما سمعت قد صعد هو و”10 زعران”، إلى مكتب العميد حيث قاموا بتهديده وإرغامه على الخروج”، موضحاً أنّ كنعان قد تقدم يوم الأربعاء بادعاء في المخفر وأنّهم جميعاً تحت سقف القانون.

اقرأ أيضاً: صراع على إرث الشيخ الجبري وكلية الدعوة نحو المذهب الجعفري!

وتابع غندور معلقاً “هذا معيب الكلية شيء، وبيت جبري شيء ثاني”، معتبراً أنّ هذه التجاوزات تؤثر سلباً على الكلية، فالامتحانات التي جرت يوم الخميس لن يوقع عليها العميد بسبب عدم تواجده في الكلية.

وفي الختام شدد غندور أنّ “الكلية لا طابع مذهبي لها وترحب بكل الطلاب فهي كلية الدعوة “الدعوة للإسلام“، على اختلاف المذاهب، سواء أكان مذهب الإمام الجعفري أم مذهب أبي حنيفة أم الشافعي أم الحنبلي”، متأسفاً من الجهلة لدى مختلف الأطراف والذي سبق لديهم الاجتهاد على الدين.

انفتاح غندور قوبل بهواجس أشارت إليها مصادر متابعة لـ”جنوبية” وهو السعي إلى تعديل مناهج الكلية وتحويلها إلى النهج الجعفري..

هذه التساؤلات التي طرحت فور وفاة الشيخ عبد الناصر الجبري واستئثار ابنه بما له، ها هي اليوم تعود من جديد في ظلّ هيمنة حزب الله وأذرعه على قرار الكلية.. في حين أنّ دار الإفتاء في غيبوبة تامة عن هذا الوقف الذي يفترض أنّه “سنياً”.

السابق
عن طائرة «MEA» التي استولت عليها رئاسة الجمهورية: بين الحقيقة والإشاعة
التالي
المكتب الإعلامي لوزير الداخلية ينفي ما ورد في «الأخبار»:المشنوق ليس إنفصالياً ولا إنقسامياً