عن طائرة «MEA» التي استولت عليها رئاسة الجمهورية: بين الحقيقة والإشاعة

احتل صدارة الأخبار حدث اجبار السلطات اللبنانية 150 مسافرا كانوا على متن طائرة متجهة من بيروت إلى القاهرة على النزول منها، من أجل وضعها بتصرف رئيس الجمهورية ميشال عون ووفده الكبير المسافر الى نيويورك.

في مشهد غير مسبوق ومؤسف بحق المسافرين من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، تم انزال يوم امس الاحد اكثر من 150 شخصاً كانوا على متن طائرة متجهة من بيروت إلى القاهرة، بغية وضعها بتصرف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفي وقت ذكرت شركة الشرق الأوسط “MEA” ان الامر كان خارجاً عن ارادتها، معلنة انها بذلت قصارى جهدها من أجل تأمين سفر من انزلوا على متن رحلة مسائية أخرى إلى وجهتهم المقصودة، ردّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على ما نشر حول الأمر موضحاً أن “الإجراءات لم تتغيّر منذ عشرات السنين والجهة المعنية بتنظيم حركة الطائرات تتحمل مسؤولية أي خلل”.

ووفقاً لما تم تداوله اعلامياً عن الوفد المرافق لعون فقد تألف من 400 شخصاً، إضافة إلى اربعة طائرات، ليرى بذلك الناشطون أن القيادات اللبنانية تنفق ملايين الدولارات في سبيل نشاطاتها الرسمية الخارجية، مما يعتبر هدراً بحق خزينة الدولة التي تعاني من عجز ومديونية كبيرة.

وكان قد وصل الرئيس عون إلى مطار جون كينيدي في نيويورك الثانية عشرة والنصف منتصف الليل بتوقيت بيروت لتمثيل لبنان في افتتاح الجمعية العمومية للامم المتحدة، حيث ضم الوفد الرسمي وزير الخارجية جبران باسيل، ومندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة وسفير لبنان في واشنطن.

مصدر في مطار رفيق الحريري الدولي نفى في حديث لـ”جنوبية” أن يكون الوفد الرئاسي قد استخدم أربع طائرات في رحلته، واكد ان طائرة واحدة هي من وقع عليها خيار أمن الرئيس لتقل الوفد الرئاسي في سفرته الى اميركا.

وتابع المصدر “في العادة ان الجهاز الامني لرئاسة الجمهورية يختار طائرة من طائرتين تقدمهما ادارة شركة MEA للرحلات الرئاسية، وذلك كعملية تمويه”، مشيراً إلى ان “الطائرة التي غادرت بصحبة الوفد هي واحدة فقط”.

واوضح المصدر ما جرى بشأن انزال الركاب قائلاً انه “بعدما تم تزويد الطائرة التي ستقل الرئيس عون مع الوفد المرافق إلى نيويورك بالوقود لاتمام الرحلة دون توقف، طُُلب حجز طائرة ثانية وتزويدها ايضاً بالوقود لتكون خيارا أمنيا كما هي العادة”، مشيراً إلى ان” الطائرة الثانية كانت متوجهة الى القاهرة وتم افراغها من الركاب”.

واضاف المصدر أن “شركة طيران الشرق الأوسط إستجابت لهذا الطلب وتم حجز الطائرة الثانية التي كانت مخصصة لنقل مسافرين إلى القاهرة وتمت تعبئتها بالوقود ايضاً”.

واشار المصدر إلى أن “الطائرة الاولى قد اقلعت ولكن الثانية التي حجزت والتي كان على متنها المسافرين لم تستطع الاقلاع إلى القاهرة لاخقا، لانها محملة بكمية زائدة من الوقود”.

واكد المصدر انها “المرة الاولى التي يتم فيها انزال الركاب وبلغ عددهم 163 شخصاً”، وعن الوفد الرئاسي المرافق قال المصدر انهم” لا يستطيعون الان معرفة عدد الوفد الا ان ما تم تداوله ان تعداده حوالي مئة شخص”.

إقرأ أيضاً: وصول الرئيس عون إلى نيويورك: أتيت ليسمع العالم موقف لبنان من أولويته

ومن جهته أكد القيادي السابق في التيار الحر زياد عبس في حديث لـ”جنوبية” انه “بغض النظر عن من هو المسؤول، فإن شركة “MEA” كانت تتبع الاجراءات المعتادة حين يكون هناك رئيساً للبلاد بصدد السفر،  إلا انه كان على المسؤولين تجنب المزيد من الاذلال للمسافرين في المطار، وبالحد الادنى يجب تقديم الاعتذار للمسافرين من قبل الشركة او من رئاسة الجمهورية”.

واضاف عبس انه “علينا إعادة النظر إلى الاجراءات المعتمدة منذ سنوات عديدة فيما يخص سفر جميع المسؤولين”.

ورأى عبس ان “الوفد كان يجب ان يأخذ بعين الاعتبار الوضع الاستثنائي الذي يعيشه لبنان، ولكن اليوم الحجة التي يقوم بإعطائها المسؤولون هي انه يوجد اجراءات معتمدة منذ سنوات ويقومون بتطبيقها، لذا يجب اعادة النظر بهذه الاجراءات لجميع المسؤولين، ليتمكن بذلك القانون ان يمنع اصطحاب عدداً كبيراً من الوفود”.

إقرأ أيضاً: بعد اعتذارها.. «الشرق الأوسط»: التأخير خارج عن إرادتنا

واكد عبس ان “هناك دوراً اساسياً للهئية الرقابية على السلطة التشريعية لاعادة النظر بجميع الاجراءات”.

وفي الختام رأى القيادي السابق في التيار زياد عبس ان “الوفد الرئاسي كان بإمكانه ان يكون اقل وحتى الكلفة كان بإمكانها ان تكون اقل، لكي يتأكد ان المواطن اللبناني من الشعور ان المسؤول يعيش ذات ازمته”.

السابق
يعقوبيان تغادر المجلس النيابي اعتراضا على قانون ادارة النفايات
التالي
كلية الدعوة يحتلها عبدالله الجبري ويستقوي بحزب الله