إصلاح وتغيير.. خلل السنتين

هل يتجه "العهد"، تحت ضغط تراكم السلبيات والكبوات والمآخذ، إلى مراجعة نهجه وسياساته وانزلاقاته؟

هذا السؤال بات ملحّاً بعدما اتضح أن المأزق لم يعد مجرد تصادم رغبات أو أطماع سياسية وأحجام في الحكومة، بل تحوّل إلى أزمة وطنية ذات بُعدين:

– بُعد داخلي، يتمثل في تشكُّل دائرة القوى السياسية المعارضة لنهجه، واتساع جبهة رفض من متمايزين سياسياً لم يجمعهم سابقاً موقف مشترك.

إقرأ ايضا: إلياس الزغبي: حزب الله بوجهين فيما يخصّ تأليف الحكومة

وليس خلل ملف الكهرباء ودهاليزه سوى رأس جبل الجليد في العلاقات المأزومة. ولا تقتصر المعارضة على المستوى السياسي بل تشمل الحالة الشعبية (نقابات وفاعليات اقتصادية وإجتماعية وقادة رأي وإعلام…)، الناقمة على تدهور الاقتصاد والمستوى المعيشي وتفاقم الملفات المفتوحة على قدرها الأسود. وكل يوم يطرأ سوء أداء جديد يزيد هذه النقمة، وفي آخر المسلسل إنزال جميع ركاب طائرة لطيران الشرق الأوسط ومصادرتها لمصلحة الوفد الرئاسي الغضفاض إلى نيويورك.

– أمّا البُعد الخارجي فتعبّر عنه حساسية المجتمع الدولي تجاه تمحور “العهد” ووزير خارجيته بأسلوب نافر في السياسة الإيرانية ووظائف أذرعها في المنطقة، وتحديداً “حزب الله”. هذه السياسة الخارجية تسير في عكس الاتجاهات الدولية، سواء على مستوى تشديد العقوبات على إيران وتأزم وضعها الداخلي والإقليمي، أو على مستوى التضييق المالي على “حزب الله” وشبكات تمويله العالمية واللبنانية، وآخر الاجراءات كان اعتقال أبرز مموليه بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي.

وهذا التحسس الدولي سينعكس على نوعية اللقاءات ومستواها في نيويورك، عربياً ودولياً.
إن الحصار المزدوج في الداخل والخارج يتطلّب إعادة تقويم جديّة لحصيلة سنتي “العهد”، فلا يُعقل أن يكون غافلاً عن هذه الحقائق، مكتفياً برأي بطانته ومستشاريه الذين يرمون كل الخلل والعلل على خصومه، ويزيّنون له معادلة:

هو على حق وجميع معارضيه على خطأ!
أو، هو دار الصلاح وسواه دار الفساد!

إقرأ أيضا: إلياس الزغبي: تيار العهد أسقط «إتفاق معراب»

في الواقع، باتت الأزمة المستشرية تفرض عليه إقراراً واضحاً بالخلل المتفاقم في السياسة والنهج والأداء، وتتطلب شجاعة في التصويب والترميم، بل في الإصلاح والتغيير، إنقاذاً لنفسه وللبنان، وتبرئةً للذمّة،

لئلّا نصل فعلاً إلى “الإبراء المستحيل”!

السابق
بُكاء الأمين على أقرانه الفاسدين.. ماذا يجري في العراق؟
التالي
بعد اعتذارها.. «الشرق الأوسط»: التأخير خارج عن إرادتنا