لماذا ترفض روسيا خطّة الإتحاد الأوروبي لعودة اللاجئين السوريين؟

عودة اللاجئين السوريين باتت بين يدي السياسين، وعلى دول اللجوء تحمل تبعات هذا اللجوء حتى يحين موعد الحل السياسي في سوريا.

اعلنت الخارجية الروسية إن الاتحاد الأوروبي يضع شروطا سياسية تعرقل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. فيما اعتبر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إن “الاتحاد لا يعتقد أن سوريا آمنة لعودة اللاجئين إليها، ردا على مساع روسية تهدف إلى عودة اللاجئين إلى البلد الذي يعاني من ويلات الحرب وإلى إسهام المجتمع الدولي في إعادة البناء. فالظروف غير موآتية هناك. وروسيا تريد منا أن نساهم في ذلك، لكن سوريا غير آمنة تحت حكم الأسد”. مع العلم ان الاتحاد الأوروبي يدعم مجموعات من المعارضة في الحرب الدائرة منذ 7سنوات.

إقرا ايضا: زيارة ميركل واغراءات ألمانيّة مالية للإبقاء على اللاجئين السوريين

لقمان سليم

في هذا الاطار، يؤكد رئيس مؤسسة أمم للابحاث والدراسات، لقمان سليم، ردا على سؤال  حول أسباب وخلفيات التصريح الروسي، قائلا “ان روسيا عندما اقترحت مبادرة اعادة اللاجئين لم تكن مستعدة للإنفاق على هذه المبادرة، لانها دولة فقيرة، وعندما فشلت روسيا في  ابتزازها بعودة اللاجئين انكشفت تحت اصرار اللاجئين على البقاء، فاذا كانت روسيا مع عودتهم فلتبادر الى حل سياسي لازاحة بشار الأسد”.

ويضيف سليم، بالقول “ان مصلحة الروس هي فيما يشكله نظام الأسد لهم، ووجوده في الحكم أخطر على لبنان من وجود مليون ونصف مليون لاجئ. والحل هو حلّ سياسي لأزمة اللاجئين، فالشعب السوري لم يخرج من اجل لقمة العيش، بل من اجل الحرية. لذا لن يعود دون الحل السياسي، وعندما ينتفي السبب يعودون، ومن يعود اليوم لا يُعتد بعددهم”. وختم لقمان سليم “نحن نعرقف لعبة الأنظمة”.

مصطفى فحص

من جهة ثانية، أكد الخبير بالشأن الروسي مصطفى فحص، بالقول “الفكرة الاساسية هي ان روسيا تعاني من أزمات عديدة في سوريا لدرجة ان الاوروبيين والاميركيين اجتمعوا وقرروا غض الطرف عن قرارات روسيا العسكرية، التي أدت الى تثبيت النظام، لكن اوروبا صدمت  فتقديراتهم حيث اختلفت في السياسة عن العسكر”.

ويتابع فحص بالقول “والمطلوب الا تتجاوز روسيا أي حلّ أوروبي للأزمة السورية، وأدوات الحل السياسي ليست في موسكو، لأن ثمة عاملين أساسيين لا تمتلكهما روسيا للحل، منها اعادة الإعمار”.

ويؤكد فحص ان “الرياح تجري في روسيا بعكس ما تشتهي سفن روسيا، وهم الذين دخلوا المفاوضات على أمر، لكنهم اكتشفوا ان عليهم تقاسم الحصص مع الأوروبيين، وان حصتهم هي الأضعف. ووضعوا ثقلهم عسكريا في سوريا، لكنهم اكتشفوا ان شركائهم أيّ تركيا وايران مفلسين، وواشنطن لا يمكنها الخوض بإعادة الاعمار”.

ويتابع المحلل السياسي الخبير بالشأن الروسي، بالقول “لو ان روسيا تملك الحل العسكري لكانت اكملت طريقها نحو ادلب”.

من جهة ثالثة، أكد مصدر مطلع، رفض الكشف عن اسمه، لـ”جنوبية”: “ان الخاسرين هم العرب، فالروس يصروّن على الوجود الأقلوي على رأس السلطة في سوريا، علما ان الأميركيين لن يسلموا سوريا للسوريين السنّة الا ضعيفة ومنهكة، كما فعلوا مع العراق. والروس خسروا المعركة في سوريا. ومن سيدفع ثمن الإعمار هم العرب والدول العربية الغنيّة”.

إقرأ ايضا: عقوبات جديدة «تستهدف الحرس الثوري الإيراني»

بالخلاصة، مصير النظم السوري على محك دول الاتحاد الاوروبي، وواشطن، اضافة الى روسيا وتركيا وطهران.

 

السابق
الشباب لهم حصتهم من انتخابات 2018: غياب الحماسة وفقدان الثقة بالدولة وبمرشحي السلطة
التالي
إخلاء سبيل النصولي بعد توقيف على خلفية ما كتبه في «الشراع»