الشباب لهم حصتهم من انتخابات 2018: غياب الحماسة وفقدان الثقة بالدولة وبمرشحي السلطة

شباب
على الرغم من الموقف السلبي العام الذي عبّر عنه جمهور الشباب في الجنوب من الانتخابات النيابية الأخيرة، إلا أنه موقف حمل في طياته آراء متباينة من الشباب، البعض استنكف، والبعض الآخر اقترع وقسم شارك في العملية الانتخابية كمندوبين للوائح مختلفة.

شهد لبنان في السادس من شهر أيّار/ مايو، انتخابات نيابية عامة وقسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية. حيث بلغ عدد الناخبين في كل المناطق اللبنانيّة نحو 3746446 ناخباً.

ففي دائرة الجنوب الأولى (صيدا- جزين) بلغ عدد الناخبين نحو 116836 ناخب وفق آخر تحديث أجرته وزارة الداخلية.

ومقارنة بانتخابات العام 2009، فان مدينة صيدا شهدت نسبة تراجع، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب، وفي حديث لـ” شؤون جنوبيّة” مع عدد من الشباب، كانت آراؤهم متعددة ومختلفة.

صوتنا حق لنا

الشابة الصيداويّة آية ضابط، أكدّت أنها شاركت في العملية الإنتخابية لأول مرة، مشيرة أن الإقتراع والإدلاء بصوتها هو حق لها تريد الحفاظ عليه، متمنية ان يتم تنفيذ كل البرامج الإنتخابيّة التي وعدوا فيها من فازوا بالمقاعد النيابيّة، لتحسين أوضاع مدينة صيدا وأحوال أهلها، وعن نسبة المشاركة قالت: ” نسبة المشاركة من قبل الناخبين كانت جداً منخفضة، كنت أتمنى لو كانت أعلى، ولأن أي صوت قد يحدث تغييراً.

اقرأ أيضاً: عن الاستحقاق وتدني المشاركة وأحوال المعارضة في انتخابات الـ2018

لم تكن ن. س، الشابة العائدة من بلد الإغتراب، بأمل نظيرتها الضابط، فهي ترى ان الأوضاع الحالية لن تتغير بأصواتهم، “فالسياسة في لبنان ممنهجة ومضبوطة حسب مصالح الكبار”، ولكنها رغم ذلك أكدّت على تمسكها بحقها الإنتخابي وقالت ” لقد أدليت بصوتي لمن يستحق برأيي، فأنا انتخبت حسب ما يعوّل ضميري عليّ، وأدعو الجميع إلى ممارسة حقهم في التصويت، حتى لو كانت ورقتهم بيضاء”.

“كل صوت بيعمل فرق، وأكيد صوتي عمل تغييّر”، هذا ما أكدّته العشرينيّة سارة إسكندراني بنت مدينة صيدا، مشيرة أنّ من حق كل شخص أختيار النائب الذي سيمثله ويمثل منطقته، مشيرة إلى ضرورة محاسبة المعنيين في حال تراجعهم عن برامجهم الإنتخابيّة أو تقاعسهم عن أداء واجباتهم، وذلك للنهوض بمدينة ووطن أفضل.

أما عن رأيها في نسبة المشاركة بالإقتراع قالت إسكندراني، “النسبة بشكل عام كانت متدنية، مع أني لاحظت تواجداً كبيراً لفئة الشباب”.

أما الشاب محمود المصري، فاختار الإطلاع على كافة اللوائح والبرامج الإنتخابيّة قبل أن يدلي بصوته، “في صيدا وجزين كان هناك أربع لوائح، وبعد مقارنة اللوائح والإطلاع عليها، حددت من سأختار” ، “وأيضاً لتاريخ المرشحين دور كبير في تحديد أختياري” قال المصري ، وبصوت هادئ أضاف، صوتي الشخصي لن يؤدي إلى تغيير جذري، لهذا كان يجب على الجميع الخروج من حالة اليأس من هذا الواقع السياسي، والتعبير عن رأيهم بكل حرية.

شؤون جنوبية168

هذه السنة هي أول سنة يحق لي أن انتخب فيها، وهذا ما لعب الدور الأبرز في تشجيعي لخوض هذه التجربة الجديدة، ويجعلني قادراً على أن أترك بصمة في المجتمع، كما ويتيح لي الفرصة بأن ألعب دوراً من أختيار نواب مدينتنا، حسب ما أشار المصري، وأضاف: “إلا أني للأسف لا أعتقد أن المواطنين سيحاسبون المسؤولين على إخفاقاتهم، فالأغلب سينتخبون دائماً نفس المرشحين الذين ينتمي المواطن إليهم سياسياً”.

جيل الشباب جيل التّغيير

وبنبرة تعبر عن الملل والأسف، قالت الشابة رنا سرحان مرددة،كنت أتمنى أن يؤدي صوتي إلى التغيير… أتمنى! ولكني على دراية أن لا شي سيتغير والأسماء السياسية المهيمنة هي من ستفوز شئنا أم أبينا.

وبصراحة جريئة قالت سرحان، نعم لقد قمت بالإقتراع لكني لم أعبر عن رايي، فأنا أنتخبت حسب ما أختاره لي أغلبية المحيطين بي، كما أنني لم أتابع مسار الإنتخابات ولم أهتم للنتائج، لأن الإنتخابات لن تغير أي شيء.

حالة من التفاؤل كانت واضحة في أجوبة سارة سيف الدين، خلال حديثها عن ممارستها لحقها الإنتخابي بشكل حر ومن دون أي ضغط، وبرأيها ان صوتها يمكن أن يحدث تغييراً ولو كان بسيطاً، وان لم يحدث هذا التغيير فهي على الأقل تكون قد أدت واجبها تجاه الوطن، وتمنت سيف الدين ان تلمس تغيراً إيجابياً في مدينة صيدا من قبل القائمين عليها الآن، مشيرة أن نسبة الإقتراع كانت جيدة ، مما يدل على رغبة الناس بالتغيير.

بدوره، الشاب سعد المصري، عبّر عن آماله بقوة التغيير وأخذ القرار، قائلاً: ” أنا مؤمن بأن جيل الشباب هو الجيل الذي سيبني وسيغيّر”، وبرغم أني أتمتع بحرية شخصيّة، تعرضت للكثير من الضغوطات في محيطي لأجباري على إنتخاب جهة سياسية معيّنة، هي برأيهم الأمثل، ولكن كل تلك الضغوط والمشاكل لم تجعلني أرضخ لأي قرار، بل كانت تزيد من إصراري على إنتخاب من يمثل رأيي، خاصة بعد الإطلاع على برنامجه الإنتخابي، وبحزم وأصرار قال المصري، بالتأكيد صوتي سيصنع التغيير، وقال ” في لبنان هناك مشكلة تحتلنا وهي التبعية السياسيّة، على الرغم من شكوى المواطنين من الحالة المعيشية الصعبة وسوء البنية التحتيّة وتدني الخدمات سواء مياه أو كهرباء، إلا أنّهم ما زالوا ينتخبون من لا يصون حقوقهم وغير مستعدين للتغيير، وأعتقد أن السبب يعود ليأسهم من إحداث أي فرق بالنتائج”، وبحسرة كرر قائلاً “يا ريت يا ريت يا ريت يكون في محاسبة في لبنانّ”.

اقرأ أيضاً: شباب من الجنوب: للتحرّر من سلطة الأحزاب والاتجاه نحو التغيير

وأضاف: إن نسبة المشاركة في العمليات الإنتخابيّة كانت متدنيّة جداً، فكثير من الناس ومنهم أحدى أقاربي، رفض المشاركة في الإنتخابات وتقول قريبتي: “ما هيك هيك جايين هني ذاتهم، صوتي ما رح يغييرّ” .

تعددت أراء الشباب بنظرتهم للإنتخابات ولمستقبل وطنهم السياسي، فمنهم من تمتع بأمل التغيير ومنهم من حاصر الواقع آماله وسجنها، وبعد مضي أقل من شهر على الإنتخابات، هل سيعمل نواب المدينة على تطوير صيدا إنمائياً كما جاء في نصوص برانامجهم الإنتخابية أو سيظل الوضع على ما هو عليه؟

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
أهالي «معركة» يمنعون القوى الأمنيّة من تنفيذ قرارات القضاء
التالي
لماذا ترفض روسيا خطّة الإتحاد الأوروبي لعودة اللاجئين السوريين؟