زخريا لـ «جنوبية»: إنتقلنا من إنتداب دول تتحكم بنا إلى إنتداب أحزاب

ميرنا زخريا

ردّت عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار “المردة” ميرنا زخرّيا  على ما ورد في تصريح جعجع أمس عبر “جنوبية” بالقول إنه “لا يمكن أن ننسى إتصال الرئيس الفرنسي وتهنئته لسليمان فرنجية، ولا يمكن أن ننسى الشخصيات اللبنانية جميعها التي وقفت مع فرنجية وأيّدت وصوله إلى قصر بعبدا، بإستثناء “حزب الله” الذي قال أنه أعطى كلمته للرئيس عون وفي حال أن الأخير لم يعد مرشحا للرئاسة نعطي صوتنا لفرنجية، أما الوحيد الذي وقف بوجه الجميع ضد فرنجية مؤيدا وصول عون هو جعجع”.

ورأت أنه في قراءة موضوعية لحديث جعجع أمس يتبين ان “الأخير لا يريد الدخول بمواجهة مع رئيس الجمهورية لأنه بالمختصر أعطى التيار ولكن لم يأخذ منه”، وتساءلت “في حال بدلنا الأدوار ووصل جعجع  للرئاسة بدلا من عون  وأهمل تفاهمه و إتفاقه  الثنائي مع التيار، ألن يأخذ الأخير الموقف نفسه الذي يتخذه جعجع اليوم؟”، وشدّدت على أن “هذه الإتفاقية بين الطرفين غير قانونية لأنه لا يحق لهما تقاسم جميع المواقع في الدولة  لأن هذين الحزبين لا يمثلان جميع المسيحيين حتى انهما ذهبا لأبعد من ذلك عبر تحديد حجم الحصص الوزارية في حال كانت الحكومة من 30 أو من 24 وزيرا”.

إقرأ ايضًا: السجال بين قطبي الموارنة يعقّد تشكيل الحكومة

وعن تحجج التيار الحرّ  وإتهام القوات بأنه يعرقل العهد بسبب وقوفه ضدّ خطة الكهرباء، أشارت زخريا إلى أن “جعجع فتح الباب على مصراعيه أمام رئاسة ميشال عون وتبعه المستقبل والإشتراكي والقومي وصولا إلى دول الخارج، وإذا كان لجعجع اليد الطولى بصفته أضفى خيارا مسيحيا لبنانيا، ولفتت “إلا أنه بالنسبة لملف الكهرباء فجعجع ليس لديه اليد الطولى كما أن المسألة لا تتعلق بالمسيحيين ولا حتى هو من قاد الحملة على خطة الكهرباء بل الجميع بإستثناء الحريري بما فيهم “حزب الله” كان ضدّ الكهرباء”، وتابعت “موقف جعجع من الرئاسة يختلف عن موقفه من ملف الكهرباء فهو مثله مثل أي فريق في الحكومة”، وتساءلت “فهل يا ترى يمكن إعتبار أن “حزب الله” معرقلا للعهد؟”، مستطردة  “لا يجب تحجيم موقع  رئاسة الجمهورية من خلال موقفه من مناقصة كهرباء”.

تأسفت زخريا “إلى أنه في ظل هذا التوتر العالي المسيحي – الميسيحي على كافة الأصعدة بدءا من الجمهور وصولا إلى أعلى القادة لدى المسيحيين مثل عون وجعجع لا يمكن التعويل بعد الآن على مصالحة مسيحية – مسيحية “، مؤكدّة أن “الشق السياسي مرتبط بالشق الجماهيري ولا يمكن فصلهما بعضهما عن بعض”.

وشدّدت زخريا أن “هذه ليست حكومة وحدة وطنية إلا بالإسم،  ولا هي حكومة نتائج نيابية إلا بالإسم، وهي في الواقع من يستطيع تحصيل حصة وزارية أكبر لدى بعض الأطراف”، وِأشارت أن في ظّل هذا الأداء لا يمكن أن يكون العهد القوي قويا، فما بني على باطل هو باطل إن كان بالإتفاق بين القوات والتيار الحر أو بين الأخير وتيار المستقبل بدليل أن التسويتين إنهارتا”.

ختاما خلصت زخريا بالقول ” في ظل شد الحبال الحاصل لكأننا انتقلنا من انتداب دول في الماضي تحكّمت بنا، الى انتداب احزاب في الحاضر تتحكم بكل مرافق الدولة”.

السابق
تناقض بين رئيس بلدية الغبيري ونائبه: لافتة «مصطفى بدر الدين» عمرها شهر أو أسبوع؟
التالي
«دعم زائر» و«افطار صائم في عاشوراء»: عنوانان دينيان لغطاء سياسي؟