بيان بلدية الغبيري الذي ردّ على الوزير المشنوق لم يأتِ على ذكر توقيت رفع لافتة باسم “شارع مصطفى بدر الدين”، بل اكتفى بالتصريح عن تاريخ رفع الطلب إلى وزارة الداخلية والبلديات، أي 7 آب 2017، وبانّ الطلب تم التأكيد عليه في حزيران 2018، قبل 3 أشهر.
تحاشي البلدية إعلان تاريخ رفع اللافتة يبدو محاولة للتلاعب والتهرّب من تهمة “التوقيت السياسي” التي أعلنها المشنوق، تزامناً مع جلسات المحكمة الدولية. خصوصا أنّه في حال ثبت قيام المجلس البلدي بتعليقها، كما يتردّد، قبل أسبوعين فقط، فهذا سيكون دليلاً واضحاً على أنّ هذه الخطوة أتت في سياق سياسي ويدلّ على سوء النية السياسية.
إقرأ أيضاً: مصطفى بدر الدين بطلاً في شوارع بيروت و«المستقبل» صامت: يرضى القتيلُ وليس يرضى القاتلُ؟
فالإدّعاء أكّد على اتهام مصطفى بدر الدين بأنّه المتآمر الأول والمخطط والمتهم الرئيسي في اغتيال الحريري، وبالتالي فإنّ القصد هو “الفتنة” ونقل المعركة من لاهاي إلى شوارع لبنان. ولا مبالغة في القول بين الشوارع ذات التماس “السني – الشيعي”. ولنا في المشاهد التي تلت الانتخابات النيابية في طريق الجديدة وشارع الجامعة العربية، البعيدة 2 كلم عن “شارع مصطفى بدر الدين” المزعوم، خير مثال على الشحن المتجذر في أرضية تلك الشوارع.
وفي محاولة التقصي عن التاريخ الفعلي لرفع اللافتة، حاول موقع “جنوبية” التواصل منذ صباح الأربعاء مع رئيس بلدية الغبيري الأستاذ معن خليل، فما كان منه إلا الطلب منّا معاودة الاتصال به بعد 10 دقائق، مع العلم أننا أكدنا أنّ كل ما نريده جواباً على سؤال التوقيت. فغاب لساعات ثم رفض الردّ، وتوقف عن الردّ على الاتصالات.
إقرأ أيضاً: لماذا اختار حزب الله هذا الشارع لإطلاق اسم بدر الدين؟
إتصلنا بنائبه، فقال إنه لا يستطيع إعطاء التاريخ، ثم قال إنها قبل شهر، وهنا تقلّصت المدّة من 15 شهرا، أو 3 أشهر، كما حاول بيان البلدية الإيحاء، إلى هامش شهر واحد. وجلسات المحكمة بدأت قبل أسبوعين تقريباً. وبدأ الشحن في إعلام حزب الله ضدّها قبل شهر، أي تاريخ تركيب اللافتة، بحسب نائب رئيس بلدية الغبيري أحمد الخنسا.
بعدها أجاب رئيس البلدية معن الخليل عبر واتساب، بأنّ رفعها تمّ قبل ستة أشهر. فمن الذي يقول الحقيقة؟
خصوصا أن الناشطين ردوا أوّل ظهور للصورة يوم السبت الفائت، أي قبل أقلّ من أسبوع. ثم اتصلنا بالمجلس البلدي في الغبيري، فأجابنا الموظف أنّ لا صلاحية له بالتصريح عن معلومات كهذه.
لماذا كلّ هذه التقية؟
من معلوماته أدقّ: شهر أو ستة أشهر، أو 15 شهرا؟
هل تحاول بلدية الغبيري حالياً التملص من تهمة “التوقيت السياسي”؟
أغلب الظنّ أنّها ستفشل.