اقتحام كلية الدعوة: دار الفتوى غائبة ولسرايا «حزب الله» الكلمة الفصل

ماذا يحصل بين حلفاء حزب الله في كلية الدعوة؟؟ وأين دور دار الفتوى؟

قبل وفاة عميد كلية الدعوة الإسلامية الشيخ عبد الناصر الجبري، فتح موقع “جنوبية” ملف الكلية والإرث، فأشرنا في ذلك الوقت إلى سعي نجل الشيخ الجبري عبد الله إلى السيطرة على كل ما يعود لوالده بدعم مباشر من رئيس المجلس الإداري لتجمع علماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله.
هذا الملف الذي وضعناه للمرة الأولى برسم الرأي العام في تشرين الثاني من العام 2016، تزامن في ذلك الوقت مع انتخاب حزب الله لعبد الله الجبري نائباً عاماً لحركة الأمة التي كان يرأسها والده، وذلك نظراً للوضع الصحّي الحرج الذي كان يعاني منه الشيخ.
هذا وكشفنا في تلك المرحلة، أنّ عبد الله الجبري -وخلافاً لما أجمعت عليه عائلة الشيخ بعد فتح الخزنة العائدة له بالكلية قبل صدور شهادة وفاته- قد عمد إلى اقتحام مبنى الكلية هو ومجموعة من مرافقيه، الذين احتجزوا آنذاك أمين سر الجامعة الشيخ ماجد العويني والمدير وفتحوا الخزنة واستلوا على كل ما في داخلها.

هذه الأجواء التي سبقت وفاة الشيخ الجبري واللجوء إلى القضاء من قبل الشيخ العويني، لم تقصِ نجله عبد الله عن الكلية، بل عاد ووصل إلى موقع أمين سر مجلس الإدارة بدعم خارجي متمثل بـ”ليبيا” وداخلي متمثل بحزب الله وتجمع علماء المسلمين. إلا أنّ الجديد في هذ الملف هو ما حدث مؤخراً والقرار الصادر بإبعاد عبد الله الجبري عن الكلية!
هذا القرار الذي علم به موقع “جنوبية” منذ أيام قليلة، اخترق صمته اليوم الأربعاء تطورات لافتة، وبحسب ما أشارت مصادر متابعة لموقعنا فإنّ الشيخ الجبري قد دخل عنوة إلى داخل مبنى كلية الدعوة الكائن في منطقة بئر حسن – خلف السفارة الكويتية، يؤازره مجموعة من الشبان، حيث عمد وإياهم إلى احتلال المكان بالقوة، وإلى تهديد عميد الكلية الشيخ أحمد كنعان.

“جنوبية” وللوقوف عند حقيقة هذه المعلومات تواصلت مع العميد الشيخ أحمد كنعان، الذي أكّد لنا هذه الحادثة. وفيما نفى كنعان أن يكون قد حوصر لكونه خارج الكلية اكتفى بالتعليق “زمطت قبل المداهمة”. مكرراً ما قالته المصادر التي أعلنت لنا  أنّ الجهة التي اقتحمت المبنى تتبع للشيخ “عبد الله الجبري”، وأنّ الشيخ كان معها.
وكشف كنعان أنّ عملية الاقتحام جاءت على خلفية القرار الصادر بصرف الجبري من الخدمة بعد حلّ مجلس إدارة كلية القديم.

وأوضح العميد في السياق نفسه أنّ الجبري الذي استقدم – على حد تعبيره – “زعرانه” هو حالياً بانتظاره كي يجروا له اللازم، لافتاً إلى أنّ عبد الله الذي هو نجل الشيخ الآدمي عبد الناصر يحتمي اليوم بتجمع علماء المسلمين المتمثل بشخص الشيخ حسان عبد الله.

وعمّا إذا كانت المجموعة التي تؤازر الجبري في اقتحام الكلية مسلحة، أشار الشيخ كنعان إلى أنّ معلوماته لم تأتِ على ذكر أي مظاهر مسلحة، باستثناء الأسلحة الفردية “المسدس”، موضحاً أنّ الشبان الذين يرافقون الجبري وعددهم 10 هم مرافقوه في حركة الأمة التي يرأسها والتابعة لسرايا المقاومة.

وتابع الشيخ كنعان كلامه مؤكداً أنّ الجبري ومجموعته ما زالوا في الكلية، وأنّ القوى الأمنية قد حضرت منذ وقت قليل إلى المكان إلا أنّ أي شيئاً لم يحدث حتى اللحظة!

 

لماذا لم يُستبعد الجبري عن الكلية من قبل؟!
يقول الشيخ كنعان:
“الجبري كان قد دخل إلى الكلية باتفاق مع الوقف وليبيا، ولم تأتِ المواقفة على تعييني إلاّ بالقبول به وبتواجده، غير أنّه (أي الجبري) قد أبدى خلال هذا العام سوء نية وسوء تصرف، وصدر بالتالي قراراً من قبل الوقف اللبناني وجمعية الدعوة الليبية بحل مجلس الكلية وبالتالي لم تعد له أيّة صفة. وأنا من جهتي قد أصدرت القرار وأبلغته، وطالبته بتسليمي غرفة العمادة التي احتلها في العام الماضي منذ وفاة الشيخ، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية، إلا انه استبق هذه الخطوة بما أقدم عليه”.

إقرأ أيضاً: «سرايا المقاومة».. هل تكون الثمن الذي يدفعه حزب الله؟

وفيما تابع الشيخ أحمد كنعان كلامه مشيراً إلى أنّ المسألة يتم معالجتها حالياً على مستوى حزب الله وعلى مستوى وقف التنمية المسؤول عن الكلية، عاد وشدد أنّ الجبري يستند فيما يقوم به إلى حسان عبد الله، موضحاً أنّ تجمع علماء المسلمين هو جزء من حزب الله، وأنّ ما يحدث حالياً هو بسبب القيادات المستقلة التي تتخذ القرارات.

في الختام يؤكد الشيخ كنعان أنّه لن يتراجع عن قراره الذي أصدره، معلقاً “الكلية هي كلية أكاديمية بعيدة عن الحساسيات السياسية والحزبية والمذهبية، وهي صرح أكاديمي بحت بعيد عن كل المحاصصات السياسية. وفيما يتعلق بشخصي فأنا لا عداوة لي مع أيّ طرف ولن أسكت لأيّ طرف. ففي موضوع الكلية أنا مستقل تماماً، ولي آرائي الخاصة التي هي موضوع مختلف لا علاقة له لا بالكلية ولا بموقعي كعميد لها”.

يشار إلى أنّ موقع “جنوبية” قد حاول الاتصال بالشيخ عبد الله الجبري غير أنّ مرافقه قد أبلغنا حينما علم أنّ الجهة المتصلة هي إحدى وسائل الإعلام، أنّ الشيخ في جلسة مطولة، وعند سؤاله عن الموعد الذي نستطيع فيه الاتصال لم يعطنا المرافق أي جواب!

إقرأ أيضاً: صراع على إرث الشيخ الجبري وكلية الدعوة نحو المذهب الجعفري!

ختاماً، وأمام هذا الواقع الذي بات مسلسلاً مكرراً في هذا الصرح الأكاديمي، أين هي دار الفتوى؟ وأين موقعها في هذا الملف لاسيما وأنّه بحسب ما أكد العميد كنعان في سياق كلامه لموقعنا أنّ الجهات التي تتولى “الحل والربط” في الكلية دون مسوّغ قانوني هي حزب الله وتجمع علماء المسلمين!

وهل الأسباب التي تمنع دار الفتوى من التحرك هي أسباب سياسية ترتبط بسيطرة الحزب والسرايا على هذا الصرح، أم هو تقاعس وتلكؤ في تحمل المسؤوليات؟

السابق
اهم 10 فوائد للبرتقال
التالي
ناشطون ومستقلون يتضامنون مع ضحايا الكيدية السياسية ويرفضونها