«دعم زائر» و«افطار صائم في عاشوراء»: عنوانان دينيان لغطاء سياسي؟

عاشوراء
تحت اطار العمل الخيري، يسلك العمل السياسي طريقه بسهولة تامة. هذا ما خبره اللبنانيون خلال الحرب الاهلية ومرحلة ما بعد الحرب ايضا. ولازالت اشباه هذه المشاريع سائرة حتى اليوم وقد طرقت باب اللاجئين السوريين.

دعوة مطبوعة يتم توزيعها على الجمهور في مختلف المناطق، تحمل دعوة للتبرع لأجل زائر او لإطعام مسكين او فقير او لاجئ، الى الأراضي المقدسة في العراق او غيرها من الدول العربية والاسلامية، يظهر ان التكافل والتعاضد يسير بشكل جيد في المجتمع اللبناني والسوري، وعلى قدم وساق وبشكل غير مسبوق، لكن وبشكل أقوى من سائر الصور، فيما يخصّ القضايا الدينية.

فقد وقع بين يديّ بطاقتين واحدة سنيّة وثانية شيعيّة، الأولى تحمل عنوان “تبرع لصوم عاشوراء”، والثانية “مشروع دعم زائر”.

الاولى، سنيّة لأنها تدعم افطار يوم عاشوراء الذي يقول السنّة بحلية صوم اليوم العاشر من محرّم، يوم استشهاد الإمام الحسين الذي يعتبر يوم حزن وبكاء ونحيب وعزاء..

الاولى، تحدد كلفة الدعم المادي لإفطار صائم في كل من سوريا وتركيا وعدد العوائل والافراد عبر جمعية خيرية، الهدف من اعمال دعم النازحين السوريين بشكل خاص، وليس كل فقير. مما يعني ان الدعوة ذات طابع سياسي مع الخلط بطابع ديني. وهذا بالطبع سيؤدي الى مزيد من التطرّف الديني، وان كانت هذه الجمعية جمعية خيرية مدنية غير سياسية. الا ان البطاقة تقرأ من عنوانها.

وتعليقنا ليس اعتراضا على خدمة الناس والتبرع في البطاقتين، بقدر ما هو الاضاءة على الاهداف الخلفية للعمل الخيري، الذي يصب في نهاية الأمر بتسييس غير مبرر للجمهور المحتاج.

وفي البطاقة الثانية “الشيعية”، التي تسعى لجمع الاموال ل”تزوير” شخص، بالطبع سيكون شيعيا متدنيا فقيرا محتاجا، لم تتح له الفرصة لزيارة مقام الإمام الحسين وكل المقامات في العراق.

ولا يمكن تناسي حرب الاخوة المسلمين ضد بعضهم البعض، حول ما يسمى حرمة زيارة الاضرحة والمقامات والتي بسببها دخل حزب الله الى سوريا تحت عنوان الدفاع عن المقامات التي حرّم السنّة المتطرفين زيارتها، وعملوا على هدم مقام سكينة بنت الحسين تحت هذا العنوان.

عاشوراء

ولمزيد من الايضاح، أحد أعمدة حملة “دعم زائر” محمد قشاقش قال لـ”جنوبية”: “المشروع عبارة عن جمع تبرعات لزيارة الاربعين بدءا من ألف ليرة لبنانية الى ما لا نهاية، والمشروع عبارة عن تجميع الاموال قبل موعد زيارة الاربعين. فقبل 15 يوما من موعد الزيارة نجري القرعة لستة اسماء من اصل كل الاسماء المسجلة للزيارة، وكلما كان المال أعلى كلما زادت السحوبات”.

ويتابع قشاقش “والشرط الأساس لوضع الإسم بالقرعة هو الا يكون الشخص قد زار المراقد المقدسة سابقا. و الزيارة شاملة وتامة وتشمل كل شيء، ولو اراد ان يسير مع المشاية فنسهّل له الامر”.

ويؤكد قشاقش، قائلا “لا يسافر منسقو الحملة الى الزيارة مع الزوار”.

وهم إضافة اليه هناك كل من محمد سماحة وعلي سليم في العمل، وهم ينسقون السفر مع حملة اخرى تهتم بالزوار”.

اقرأ أيضاً: الجمعيات الخيرية في لبنان تتكاثر… والفقراء 43%!

ويلفت قشاقش الى انه “لديه عمله الخاص، وهو يقوم بهذه الحملة قربة الى الله تعالى”، علما ان الشبان الثلاثة لا يتعدى عمر كل واحد منهم العقد الثالث.

وقد اختاروا 16 زائرا العام الماضي، ويسعى الشباب الثلاثة الى التوسع، وتحويل الحملة الى جمعية رسمية مرخصة.

العمل الخيري في الاسلام يتسّم دوما بالعمل الهادف السياسي والتعبوي على نسق كل مؤسسة خيرية قامت بها جمعيات لبنانية، كالتعبئة الطلابية التي كانت تقدم المنح التعليمية للطلاب عبر مشروع إيراني لجميع المراحل التعليمية في لبنان، ولكل الفئات، اضافة الى مشاريع الجمعيات المسيحية التي تستلب الطلاب في المناطق الفقيرة الى حصتها.

واللافت انه نادرا ما يرفض اللبنانيون مساعدات هذه الجمعيات، بل لا يبالون باهدافها طالما ان ابنائهم سيتعلمون مجانا.

السابق
زخريا لـ «جنوبية»: إنتقلنا من إنتداب دول تتحكم بنا إلى إنتداب أحزاب
التالي
مقتدى الصدر يحتوي المعارضة العراقية ويسلمها لإيران