سعيد عيسى: لا ملامح جدية للتغيير ولا قوى مؤهلة لذلك!

سعيد عيسى
د. سعيد عيسى جنوبي من بلدة كفرشوبا ترشح في الدائرة الثالثة من الجنوب في لائحة صوت واحد للتغيير، وكانت هذه تجربته الأولى في الترشح، فكيف يرى عيسى ما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في السادس من أيار 2018.

يقول عيسى: أرى في الانتخابات الأخيرة محاولة تجديد للسلطة بشكل عام، فالسلطة تحاول أن تجدد نفسها بطريقة “ديموقراطية”، لذلك صاغت القانون الانتخابي بشكل جديد. وأعتقد أنه يتضمن زوايا إيجابية، وبعض زواياه الأخرى تعيد إنتاج السلطة مع فسحات بسيطة جداً للتجديد، لكن لا يبدو أن هناك ملامح فعلية أو قوى وازنة من أجل التجديد الفعلي أو التغيير.

تحالفات رقمية

وعن النظام الانتخابي، يوضح عيسى: أدى اعتماد هذا النظام إلى قيام تحالفات رقمية وليس سياسية، مع خطاب طائفي متعصب يؤدي إلى مساندة كل طرف للآخر وصولاً إلى النتائج التي حصلت.

اقرأ أيضاً: أكرم قيس: الناس لا تعرف حقوقها

ويضيف: أعتقد أن المشكلة الأساس تكمن في البنية الاجتماعية التي تعيد إنتاج السلطة نفسها، وليس النظام الطائفي فحسب، الناس أيضاً مستعدة لذلك، هناك ارتباط بينها وبين النظام، وجود نظام مصالح بين الطرفين، النظام يؤمن لهم سلطة ما في مكان ما، بحدود ما، تأمين وظائف هامشية، حماية وغيرها يمكن أن تصل إلى مستوى الزبائنية، لقاء ذلك يأخذ صوت الناخب. أعني أن هناك غياباً لمفهوم المواطن وحقوقه.

المشاركة

وعن انخفاض نسبة المشاركة، يشير عيسى: نعم أعتقد أن نسبة المشاركة تدنت وأن أسباب انخفاضها هذا النظام الانتخابي، في الدائرة الثالثة الجنوبية مثلاً، هناك قوى سياسية أساسية، حزب الله، حركة أمل، اليسار وهناك مكونات اجتماعية شيعية، سنية، مارونية، ارثوذكس ودروز، من خلال تركيب اللوائح في هذا النظام

النسبي لم يترك للناس أي خيار، وهذا أدى إلى الامتناع عن التصويت، وهذا الامتناع ليس اعتراضاً على النظام الطائفي، إذ أن الامتناع هذا كان إيجابياً لمصلحة اللوائح القوية، وأدى إلى مساندتها بدون انتخاب.

ويضيف: عندما أتحدث عن قوة اللوائح أتحدث عن الناحية السلطوية السياسية أي التي لديها “وهرة”، اللائحة التي تضم قوى سياسية مؤثرة فإن معارضتها تأتي بنتائج سلبية على معارضيها، وهذا ما دفع الكثير من الناس إلى الامتناع عن التصويت.

شؤون جنوبية168

العوائق والتحديات

أما عن العوائق التي واجهته فيوضح عيسى: أهم عائق هو العائق المالي، اللوائح التي تملك إمكانات مالية زادت عدد أصواتها. إذ أن لوائح السلطة بأشكالها المختلفة استخدمت موازنات ضخمة. إلى جانب ذلك هناك العائق الإعلامي وكلفته العالية.

ويشير عيسى إلى التحديات قائلاً: أهم التحديات هو المسألة الطائفية والخطاب الطائفي، الانقسام الطائفي الحاد، وهذا ما أدى إلى أن ينتخب المسيحي مرشحاً مسيحياً والمسلم مرشحاً مسلماً، نادراً من نوّع في الانتخاب ورأى نفسه مجبوراً بالطائفية وهذا لا يأتي بي نائباً.

اقرأ أيضاً: علي عيد: العمل الجاد بعد الانتخابات

ماذا عن التغيير

وعن رؤيته بالتغيير، يرى عيسى “ليس هناك أمل قريب بالتغيير، الجميع في مكان والتغيير في مكان آخر، إلى جانب عدم الاستعداد للانخراط في التغيير، وإذا أراد أحد التغيير فيراه تعبيراً عن تغيير يصيب مصالحه مباشرة، يريده من السلطة – يريد تغييراً شكلياً وليس في المضمون.

وماذا عن المستقبل؟ عيسى: أكيد سنتعاون من أجل إكمال ما بدأنا به وخصوصاً في قضاء مرجعيون حاصبيا هناك هامش من الحرية أوسع للعمل داخل المنطقة المتنوعة، سنهتم بقضايا المنطقة والتنمية، سنتابع الوضع التعليمي والصحي وقضايا الناس، بالمقابل سنراقب عمل النواب والإشارة إلى ما يقومون به من تشريع ومراقبة سلطة تنفيذية ونستخدم الوسائل الإعلامية بشكل واسع.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
باسيل يهاجم فنيانوس: في الأشغال هوّي مش بس طشّ.. طشَّين كمان
التالي
جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية تحيي الذكرى السادسة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا