رمزية الاحتفال بانطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية»…

جمول
في ذكرى انطلاق جبهة المقاومة...هل يبقى وطن؟

قلة من اللبنانيين احتفلت امس الاحد بذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16 ايلول 1982 ،فيما اكثرية اللبنانيين مشغولة بترتيب اوضاعها، منهم من يسعى للهجرة من الوطن على امل ان يزوره جبران باسيل لاقناعه بالعودة عن قرار الهجرة واعطائه بعضا من القوة الوهمية ،ومنهم من يلهث وراء زعماء الطوائف عله يحظى ببعض الفتات اذا بقي فتات.

سألني احد الاصدقاء عن اهمية الذكرى قائلا: “النضال ضد المشروع الصهيوني مستمر منذ ثلاثينيات القرن الماضي ،البعض يتوقف ليكمل البعض الآخر النضال. لماذا هذا الاهتمام”؟

حقا انه سؤال وجيه فذاكرة الناس تضعف مع مرور الايام ومحاولات تزوير وقائع التاريخ مستمرة.

اقرأ أيضاً: جمول… 35 عاماً ما بين الفخر والقهر

لنعود قليلا الى الوراء، عام 1967 احتلت اسرائيل باقي الاراضي الفلسطينية بالاضافة الى الجولان وسيناء. ردة فعل اصحاب القضية اي الفلسطينيين كانت قوية وفعالة. امسكوا قضيتهم بايديهم واعلنوا قرارهم المستقل بالنضال بجميع اساليب النضال ومنها الكفاح المسلح وهذا كان ردا على هزيمة الانظمة العربية. وتل ابيب حاولت انهاء الظاهرة في الكرامة لكنها توسعت فكانت الخطة الاميركية والاسرائيلية باستخدام الانظمة العربية لانهاء هذه الظاهرة فكانت احداث ايلول 1970 في الاردن والتي استمرت حتى 1971 وانتهت بوضع حد لاستخدام السلاح ضد العدو الاسرائيلي. وفي سورية جرى الامساك بالورقة الفلسطينية وصارت الخطوات الفلسطينية تأتي ضمن سياق الخطة السورية. استفاد الفلسطينيون من الوضع اللبناني ليحاولو استخدام الساحة لااكمال القتال ضد اسرائيل حتى من خلال المشاركة بالحرب الاهلية. عام 1982 لم يعد امام اسرائيل سوى الاعتماد على نفسها للانتهاء من هذه الظاهرة بعد ان عجز وكلاؤها من تنفيذ المهمة.

بيان

اقرأ أيضاً: عشية عيد جمول: المقاومة بحاجة لتحرير نفسها من طائفيتها

جرى احتلال لبنان واخرجت القوات العسكرية الفلسطينية من المعادلة وبدا وكأن العصر الاسرائيلي قد بدأ واقدم العدو الاسرائيلي على احتلال العاصمة بيروت فكان البيان الاول الذي وقعه جورج حاوي ومحسن ابراهيم ليفتتحا مرحلة جديدة للنضال ضد العدو الاسرائيلي بعد ان ظن شارون انه انهى كل مفاهيم المقاومة ضد اسرائيل.

كان الشعار هو: الوطن باق والاحتلال الى زوال .الاحتلال زال عام 2000 ولكن السؤال هل يبقى الوطن؟

اخجل من النظر في عيون الشهداء، اهرب من لقاء جرحى الاحتلال، كي اتجنب السؤال: من اجل هؤلاء قدمنا التضحيات؟ كنا نحلم بوطن ومواطنين لكنهم حولونا الى رعايا نقف طوابير امام قصور زعماء الطوائف الذين لم يعد لديهم شيئا سوى مزيد من نهب البلد والقمع. لكن الوطن باق ولو معلقا.

السابق
سجال محارق النفايات في بيروت يتصاعد… والحلول وجهات نظر!
التالي
زيادة 5000 ليرة على صفيحة البنزين هل تحل مشكلة القروض السكنية؟