معركة إعادة إعمار سوريا انطلقت باستبعاد شركات لبنانية

شركات لبنانية تستبعد من الاستثمار في عملية اعادة الاعمار في سوريا، في ظل وجود انقسام على مستوى الوطن بالنسبة لعودة التطبيع مع لنظام السوري.

تشهد طريق بيروت- الشام زحمة منذ زمن لم تشهدها هذه الطريق. انها زحمة رجال اعمال لبنانيين يبحثون عن موطء قدم لهم في الجوار للمساهمة باعادة الاعمار في المحافظات المهمة خاصة حلب والعاصمة دمشق.

إقرأ ايضا: لقاء الحريري وبوتين ينجح بتثبيت دور لبنان في اعمار سوريا

فاسماء هؤلاء بات مكشوفا، ومنهم آل فتوش، ورجال أعمال آخرين ممن يعرفون بقربهم من تكتل الثامن من آذار. علما ان ثمة احاديث تدور عن سعي جهات مقربة من قوى الرابع عشر من آذار، المعروفين بمناهضتهم للنظام السوري يسعون للاستثمار في سوريا ما بعد دخول مرحلة الاعمار.

ففي الفترة الاخيرة، وبحسب “ليبانون ديبايت” عمدت شركة “جهاد العرب للمقاولات” الى العمل للنفاذ عبر شركات اوروبية من اجل العمل في سوريا، الا ان  النظام السوري رفض  كليا مساهمة اية شركة بشكل مباشر او غير مباشر تمت بصلة الى تيار المستقبل وخاصة ممن يحسبون على الرئيس سعد الحريري الى سوريا. فالقرار السوري متخذ بأن يكون التعاون مع  مستثمرين مقربين من حزب الله وروسيا والصين.

مع الاشارة الى ان 7 سنوات مرت على الحرب السورية، دفع الاقتصاد السوري خلالها الكثير. فهل من دور للبنان في عملية إعادة الإعمار هذه؟ خاصة ان لبنان تحمل عبئا كبيرا جراء النزوح المليوني الى لبنان.

فالحرب التي تعصف بسوريا منذ العام 2011، اظهرت ان  المُتضرّر الأول هو المواطن السوري  الذي دفع الثمن غاليا جراء الصراع على ارضه، فسقط مئات ألوف القتلى، ونزح أكثر من نصف السوريين، مع افقار اكثر من 13 مليون مواطن. فقد سجلّ الاقتصاد السوري ركودًا بنسبة 10%. في العام 2017 ، وقد يسجل نسبة اعلى في العام الجاري.

إقرأ ايضا: افتتاح منتدى إغاثة اللاجئين وإعادة اعمار سوريا

فقد تقلصت الصادرات السورية الى 80% بين 2010 و2015، كون المُدن الرئيسة تدمّرت بشكل كبير فوصلت الأضرار الى البنى التحتية والمصانع والزراعات وتجمدت الخدمات. وُقدّر عدد السوريين الذين هربوا إلى خارج سوريا بأكثر من ستة ملايين انسان.فقد بلغ عدد سكان سوريا قبل الحرب 22 مليون شخص. مما سيؤدي أن نقصان في اليد العاملة. لذا، من المفترض قبل البدء بعملية إعادة الاعتبار للمواطن السوري، وعودة النازحين. فمن غير المنطقي استجلاب يد عاملة أجنبية، في حين ان السوريين يحتاجون إلى العمل، وذلك بحسب “النهار”.

مع الاشارة الى ان إعادة الإعمار تستدعي البحث عن تمويل كبير، ومبالغ ضخمة وهذا التمويل لا يُمكن للسلطات السورية ان تؤمنه لذا عليها البحث عن مصادر تمويل لهذا الاعمار الضخم. مما يعني ان للبنان دوره الكبير في العملية، نظرا للتشارك في الحدود.

اضافة الى تحمّل أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان والضرر الذي لحق بالاقتصاد اللبناني.

ويمكن للبنان لعب  دور المنصّة للشركات واليد العاملة معا. بسبب التواصل الجغرافي والانفتاح البحري على العالم عبر مرفأ طرابلس وبيروت. أضافة إلى الخبرة الكافية في قطاعات عدّة.

إقرأ ايضا: لقاء بوتين – الحريري: التزام روسي بتحييد لبنان

من جهة ثانية، كان وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، قد اعلن إن ألمانيا مستعدة للمساهمة في عملية “إعادة إعمار” سوريا. وذلك بحسب “وكالة الأنباء الألمانية”.

فهل ستتلقف الحكومة اللبنانية الظروف من اجل الاستفادة من عملية اعادة الاعمار في سوريا كما تلقت الاعداد الكبيرة من النازحين؟

السابق
حراك المتعاقدين الثانويين يحقق مطالبه بعد معاناة
التالي
لماذا تظاهرات إدلب اليوم؟