ربع قرن على «أوسلو»… ماذا حقق الفلسطينيون؟

بعد 25 عاما، لم يكن "أوسلو" سوى مهادنة خدمت مطالب اسرائيل مقابل ضعف الارادة الفلسطينية.

في مثل هذا اليوم، يكون قد مرّ ربع قرن على “اتفاق أوسلو” الذي وقّعه الرئيس الراحل ياسر عرفات مع اسرائيل، في واشنطن، وهو عبارة عن “إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي. فهذا الإتفاق لم يعد يخدم القضية الفلسطينية، كما خدم إسرائيل، بحسب المراقبين. وقد وقعه ثلاثة اطراف: رئيس منظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين، والرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، بعد 14 جولة بين الجانبين في “أوسلو” عاصمة النروج. وابرز ما جاء فيه “إقامة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

إقرأ ايضا: علي بركة عن علاقة حزب الله بفلسطينيي لبنان (2/2)

في اتصال مع عثمان عثمان، الناشط الفلسطيني المستقل، والمناضل في اطار الجبهة الديموقراطية سابقا، اعتبر ان “أوسلو عبارة عن ضرب المشروع الفلسطيني الوطني فيما يخصّ العودة وتقرير المصير وتحرير الأرض، كان مؤامرة على شعبنا الفلسطيني، ومازالت القيادة التي وقّعت على الاتفاق سائرة في نهجهها الاستسلامي، وكان اوسلو مقدمة لما يُحاك الان لتصفية القضية الفلسطينية، وكانت الخطوة الاولى لـ”صفقة القرن”، حيث تم ضرب المشروع الوطني الفلسطيني من خلال حصار الفلسطينيين، وافقارهم وحرمانهم من العودة”.

ويتابع عثمان، بالقول “ما زاد الطين بلة ان “أوسلو” اقفل الطريق على أي تحرير. وكنت كأيّ فلسطيني منذ تاريخ توقيع الاتفاق معاد له. وكنت حينها في الجبهة الديموقراطية. ولا زلت ضد “اوسلو”، فكل الفصائل والاحزاب لا تمثّل شعبنا، وهي لا تملك مخططا لاخراج شعبنا من أزمته”.

فـ”المخطط هو ان يصبح الشعب الفلسطيني كشعب الـ”بدون”، وان يُجرد من صفة اللاجئ. وهذا سبب تخاذل القيادة الفلسطينية في تغيير الواقع، ويمتلك قيادة هي من أسوأ ما جاء به التاريخ. فالمستفيدون من السلطة في الداخل يعتقدون أنهم يعيشون في الجنّة”.

ويختم، عثمان عثمان، “إنهم أزلام، ولا يقفون مع الشعب الفلسطيني، وهم يتخذون من مشروع “دايتون” طريقا لهم، وهو خطأ بحق شعبنا والتضييق عليه”.

من جهة ثانية، يرى علي بركة، ممثل حركة حماس في لبنان، انه “بعد مرور25 عاما على “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطيني والكيان الصهيوني ثبت ان مسار التسوية والمفاوضات هو مسار فاشل. ووصل الى طريق مسدود، ولم يحقق للشعب الفلسطيني أهدافه في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس”.

ويلفت بركة الى ان “أوسلو قسّم الشعب الفلسطيني، وكان كارثة على الشعب الفلسطيني لأن المنظمة اعترفت بالكيان الاسرائيلي، وثانيا تنازلت عن 78% من أرض فلسطين التاريخية المحتلة عام 1948”.

ويتابع “اصبحت السلطة تفاوض على أراضي1967، لذا نحن نعتبر ان “اوسلو” لم يحقق اهداف الشعب الفلسطيني، بل ان اسرائيل استفادت لوحدها فوسّعت اماكن الاستيطان، فارتفع عدد المستوطنين من 160 ألف عام 1993الى 700 ألف الان. وهناك نيّة لرفعه أكثر فأكثر أيضا حتى عام 2020، اضافة الى الاستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية”.

كما ان “الولايات المتحدة دعمت تهويد القدس، واعترفت بالقدس كعاصمة لاسرائيل، ونقلت سفارتها في 14 آيار الماضي إليها، واستفادت من حالة التهدئة باصدار قانون القومية للدولة العبرية. واستفادت اسرائيل من “أوسلو” في تطبيع العلاقة مع بعض الدول العربية والإسلامية، انه اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني”.

إقرأ ايضا: اتفاقية مصر: انتصار يمهّد لـ’أوسلو‘ غزّاوي

بعد هذا التذكير والعرض الموجز، لا بد من القول إن بعض الفلسطينيين حققوا أمرا واحدا من “أوسلو” وهو إنهم دخلوا ارضهم ومسقط رأسهم وترسخوا فيها على امل عودة الملايين الباقيين عبر التحرير.

السابق
دراسة: المسلمون سيكونون أكثر عددا وفقرا بحلول 2060
التالي
«القوات» و«التقدمي الاشتراكي».. لمجابهة حرب الالغاء العونيّة