أحمد إسماعيل: المعارضة لا يُستهان بها بعد انتخابات الـ2018

احمد اسماعيل
ترشح أحمد إسماعيل في الانتخابات النيابية الأخيرة على لائحة "شبعنا حكي"، وهو مناضل ومقاوم قديم أمضى سنوات طويلة في معتقلات العدو الإسرائيلي ويعمل حالياً موظفاً في شركة أوجيرو في النبطية، وهو من بلدة زوطر الشرقية.

يقول إسماعيل: إن هذا النظام الانتخابي الذي يستوحي النسبية قد سمح لكتل صغيرة أو مجموعات للمشاركة في العملية الانتخابية، لكن هذه النسبية جرى تشويهها بسبب الصوت التفضيلي، لأن ذلك يتناقض مع نظام النسبية ويحوله إلى نظام أكثري بامتياز.
ويضيف إسماعيل: لكن هذه الانتخابات كانت فرصة لإبراز مواقف المعارضة الحقيقية، على الرغم من الشعور بتسلط بعض القوى على مفاصل البلد.

اقرأ أيضاً: علي عيد: العمل الجاد بعد الانتخابات

وعن الوضع في الجنوب، يوضح إسماعيل: هنا يهمنا أن نشير إلى موقع الجنوب المميز، إنه مفتاح الأزمة ومفتاح الحل، فإن الانتخابات أكدت أن المعارضة قوة لا يستهان بها، وأن الواقع يؤشر إليها، كل ذلك على الرغم من التزوير الفاضح والواضح واستخدام حزب الله لسطوة القوة والسلاح. واستخدم موضوع المقاومة وكأنها حكر له، في محاولة لإظهار أن كل من هو يجافي حزب الله فهو غير مقاوم، وكأن المقاومة نشأت مع حزب الله ناسياً تاريخ الجنوب المقاوم منذ عام 1936.

معركة موقف
وعن أسباب ترشحه، يقول: ترشحنا لكسر جدار الصمت الذي يحاولون بناءه حول الجنوب، ترشحنا لإبراز هوية الجنوب التعددي والمتنوع، وأعتقد أننا نجحنا في كسر هذه الحلقة المحيطة بالجنوب، ورفعنا الصوت وكنا صوتاً واضحاً وصريحاً وسلطنا الضوء على الموقف الجنوبي المتوزع والصوت الوطني بشكل عام.
وعن رأيه بتدني نسبة المشاركة، يعلق إسماعيل: يعود تدني نسبة المشاركة لغياب وجود مشروع بديل تحمله المعارضة الحقيقية والجدية، والسبب الآخر إلى الخليط غير المفهوم للتحالفات، وعدم شعور الناخب بالجدية تجاه عملية التصويت، وهذا لا يقتصر على لوائح المعارضة. لقد لاحظنا تململاً في أوساط أطراف في السلطة ومقاطعة بعض أطرافها. بالإضافة إلى غياب الوضوح والاستقلالية.

شؤون جنوبية168
وعن العوائق والتحديات التي واجهته، يرى إسماعيل: عندما أعلنت نيتي بالترشح، بدأت عملية تخويني، ومحاولات الثني عن الترشح، والتضييق لعدم الادلاء بالرأي بوضوح. لكن استمريت بالترشح فاستمر الهجوم عليّ حتى وصل إلى الصعيد الشخصي والعائلي. لكن الانتخابات كانت محطة نضالية. ومهما كانت أرقام النتائج، أعتقد أنها ليست معركة أرقام، بل معركة الموقف الجريء، حتى إطلاق الشعار كان تحدياً، وكانت هكذا قضايا يجب طرحها. أن الانتخابات كانت معركة حق ديموقراطي، لاستمالة جمهور جديد يؤسس للمستقبل.

اقرأ أيضاً: الناشط المدني عباس سرور: لا بد من المراقبة والمحاسبة

وماذا عن المستقبل؟
يقول إسماعيل: بعد هذه التجربة وتقويمها ونقدها نقول إننا فتحنا ثغرة جديدة في هذا الجدار المزمن في الجنوب، وأعتقد أن تحالفنا مع حزب القوات قد أزعج قوى الأمر الواقع وفتح باب عودة التنوع إلى الجنوب وخصوصاً أن حزب القوات يشكل القوة الأولى في المكون المسيحي على صعيد الوطن.
وحتماً أننا مستمرون، بدأنا بخطوات واضحة المعالم لتأسيس معارضة جدية مع كل الأطياف الجنوبية الجدية، وبدأنا ننسق مع أطر كثيرة وسيتمظهر هذا التجميع في إطار برنامجي واضح محدد.

(هذه المادة نشرت في “مجلة شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
حصن «مراد جانجيرا» التاريخي: مدافع وبيوت وقصور خلف جدران أقوى الحصون البحرية الهندية
التالي
شباب من الجنوب: للتحرّر من سلطة الأحزاب والاتجاه نحو التغيير