العراق والشعب الجزائري.. وهل جزاء الإحسان الا الإحسان!؟

فور اندلاع ثورة التحرير الجزائرية عام 1954 ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتل الجزائر عام 1830 والذي دام 132 سنة، حتى شارك الشعب العراقي العظيم على جميع مستوياته الرسمية والشعبية بنصرة الشعب الجزائري.

في العهد الملكي لم يكن موقف العراق جيدا بحكم ضغوط الدول الغربية خاصة بريطانيا، لكن الحكومة اضطرت تحت ضغط الجماهير التي قامت بجمع المساعدات المادية المالية والطبية والغذائية وضمنت الحكومة مبلغ 250 مليون فرنك فرنسي سنويا لدعم حرب التحرير الجزائرية، كما خصصت 250 ألف جنيه استرليني تدفع للجامعة العربية لمساعدة القضية الجزائرية، كما طالب وفد العراق برئاسة الدكتور فاضل الجمالي رئيس الوزراء العراقي(الشيعي) بادراج القضية الجزائرية ضمن جدول اعمال الجمعية العامه للأمم المتحدة.

إقرأ ايضا: «الديموقراطية» في فكر الشهيد محمد صادق الصدر

بعد سقوط الملكية استقبل الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم(المولود من أم شيعية، كريمة من آل اليعقوبي) الوفد الجزائري برئاسة عباس فرحات الذي استقبل استقبالا شعبيا هائلا، وقد اتفق الطرفان ان يدفع العراق 3 مليارات فرنك للثورة الجزائرية على أربعة اقساط، ويقسم د. على الصلابي، المؤرخ والفقيه السياسي، بالله تعالى انه لم يتأخر قسط واحد عن موعده الى يوم الاستقلال! كما زار وزير خارجية الجزائر المرجعية الدينية الشيعية في النجف الاشرف للاهداف نفسها.

كان التنسيق بين العسكريين العراقيين والجزائريين مكثفا ومنظما وسريا في تزويد الجزائر بالسلاح والنقل كان مباشرا عن طريق الطائرات العراقية نزولا بليبيا واشراف مباشر عراقي – جزائري بالتنسيق مع السلطات الليبية وهناك عدة سفن محملة بالاسلحة الى العراق أمرت سرا بتغيير اتجاهاتها الى اماكن شاطئية سرية كي تصل الى الجزائر، كما سلمت الجزائر 50 جهازا للاتصالات يصعب الحصول عليها من مكان آخر كونها مشتراة للعراق من دول الحلف الاطلسي، كما فتحت الكلية العسكرية العراقية وكلية الطيران ابوابها وتخرج منها ضباطا وطيارين جزائريين، كما حذر الزعيم عبد الكريم قاسم خروتشوف، رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي، من زيارة مدينة حاسي مسعود الجزائرية النفطية والمساس بالقضية الجزائرية، كما خاطب هاشم جواد وزير خارجية العراق (الشيعي) وزراء الخارجية العرب عام 1961 قائلا (ان معركة الجزائر التي خضناها في الامم المتحدة ما زالت تستدعي مزيدا من التضحية والعمل.. الخ)، وكان العراق اول قطر يعترف بالحكومة الجزائرية ومقاطعة الحكومة الفرنسية.

الحديث عن دور العراق في نصرة الجزائر طويل طويل جدا، وللأسف لم تذكره الحكومة الجزائرية في مناهجها الدراسية ولا في تاريخ الثورة الجزائرية، بالامس يفاجئ فريق القوة الجوية العراقية بهتافات طائفية وهتافات ضد الشيعة ومدحا بزعيم الحفرة صدام، الامر الذي ادى بابطالنا الاشاوش بالانسحاب من الملعب احتجاجا وتأنيبا للثلة المغرورة من جماهير الجزائر من الوهابيين والتكفيرين والطائفيين الخوارج، واقول الحمدلله عندما تدخل الجيش الجزائري وألغى الانتخابات التي فازت فيها الجبهة الاسلامية للإنقاذ عام 1992 تلك الجبهة التي حولت البلاد بعد ذلك الى حرب ارهابية وجرائم يندى لها الجبين بقتل الابرياء بحجة الصدمة حيث وجدت عوائل مدنية بل احياء سكنية مقتل ابناءها ذبحا في بلاء عظيم.

إقرأ ايضا: القائد والشارع.. من يقود من؟ السيد مقتدى الصدر انموذجاً

ختاما، استشهد بقول المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد:(عبد الكريم قاسم موجود في قلب كل جزائري وكل جزائرية تتمنى أن يكون لها ولدا اسمه قاسم).
فما عدا مما بدا!؟ وهل جزاء الاحسان الا الاحسان!؟

السابق
جميل السيد: لعبة الثأر والدم كارثية على البقاع
التالي
«حزب الله» وراء تصلب الرئيس عون بمواقفه من التأليف