«تجمع العلماء المسلمين»: من هجرة الرسول(ص) تعلمّنا

يرفض التجمع التوطين..

بمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية وجه “تجمع العلماء المسلمين” رسالة إلى المسلمين في العالم ولبنان خاصة، هذا نصها:

“ونحن على أعتاب ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تستوقفنا محطات مهمة من تاريخنا المجيد ونستفيد منها عبراً نستلهمها في عملنا لمواجهة الصعوبات التي تقف في وجهنا، لقد كانت هجرة الرسول(ص) من مكة المكرمة التي كذبه أهلها، إلى المدينة المنورة التي ناصرته وأيدته تعبيراً عن أن النجاة بالدين والعقيدة يحتل عند المسلم المرتبة الأولى، فما معنى أن نكون في أرض لا نستطيع أن نمارس فيها عقيدتنا فنحن لا نستطيع أن نتذرع بضعف الإمكانات وقلة الناصر لترك الدين، بل لا بد من أن نخرج من بيئة الضعف التي نعيش إلى بيئة النصرة التي يوفرها لنا مخلصون مؤمنون بعقيدتنا وديننا “إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا”.

إقرأ ايضا: تحضيرات الشيعة في عاشوراء: تبدأ قبل 1 محرم ولا تنتهي قبل الأربعين

والهجرة مفهوم واسع متجدد أنها هجران الباطل وانتماء للحق أنها ابتعاد عن المنكرات وفعل للخيرات، إنها ترك للمعاصي وإنهماك في الطاعات، إنها انتقال من دار الكفر إلى دار السلام، إنها انتقال بين كل مكانين يشبهان مكة والمدينة زمن الهجرة ولعل المفهوم الأوسع للهجرة أن نهجر ما نهى الله عنه. إنه اليوم الأخير من أيام الجاهلية وبداية الحياة لأمة رسول الله(ص) ولعل ما ابتلانا الله من إيذاء على طريق الرسالة منذ زمن الهجرة إلى يومنا هذا هو امتحان للصبر في جنبه تعالى.

قد شاءت حكمة الله أن تكون الهجرة محكاً لصدق المؤمنين في إيمانهم وحرصهم على النجاة بدينهم ولو كان الثمن اقتلاعهم من جذورهم “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.

من هجرة الرسول(ص) تعلمنا أن الذي أخرجك من أرضك ظلماً وعدواناً لن يهنئ طويلاً بما فعل بل ستعود إليها بعد أن تمتلك الإمكانات التي تؤهلك لذلك، فطبقنا الأمر في لبنان ومن خرج من الجنوب بسبب الاحتلال الصهيوني عاد إليها فاتحاً كما عاد رسول الله(ص) إلى مكة فاتحاً.

من هجرة الرسول(ص) تعلمنا أن أهلك هم من ينصرك ويؤمن بعقيدتك وفكرك لا من يعاديك وإن كان ذا قربى “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ”، في حين أن (سلمان منا أهل البيت).

وكي تكون معالم الهجرة ودروسها نبراساً لنا فإننا نعلن للأمة ما يلي:

أولاً: عدونا هو العدو الصهيوني ولا عدو لنا في أمتنا غيره والخلافات التي نعيشها هي خلافات اجتهادية لا تضر في وحدة الأمة.

ثانياً: على اللبنانيين الخروج من الحسابات الضيقة إلى رحاب الوطن الكبير وهجرة الاختلاف إلى روح التوافق، فبها وحدها نحمي الوطن ونبني مجده.

ثالثاً: نرفض أي صيغة من صيغ الاعتراف بالعدو الصهيوني وما يُعد لفرضه علينا من خلال صفقة القرن، ونطالب العالم الإسلامي بإعداد العدة لإجهاض هذه الصفقة من خلال الوحدة والجهاد ودعم المقاومة الفلسطينية.

رابعاً: نرفض توطين الفلسطينيين ونتمسك بحق العودة ونحن نؤمن بأنه كما عاد رسول الله(ص) وفتح مكة سيعود الفلسطينيون إلى أرضهم فاتحين وستزول دولة الكيان الصهيوني.

السابق
بعد 17 عاما على 11 أيلول.. هل ستُكشف أسرار هذا اليوم؟
التالي
نهر الغدير يثور.. ويلفظ النفايات.. والمعنيّون غائبون