إلى إيلي الفرزلي: الحريري لن يعتذر ولو وقف المي عمود

جاء في مقدمة أخبار "المستقبل" المسائية:

باسم من ينطق ايلي الفرزلي هذه الأيام؟ هل ينطق باسم رئاسة الجمهورية، أم ينطق باسم التيار الوطني الحر، أم ينطق على هواه وهوى بعض الناشطين، على خطوط ضرب التسوية والانقضاض على الطائف؟

ايلي الفرزلي يكلف نفسه أو يكلفه آخرون بمهمات تواكبها الشكوك وعلامات الريبة، وقد أطل على الشاشة مؤخراً ليتحف اللبنانيين من جديد، بدعوة الرئيس المكلف سعد الحريري الى تشكيل حكومة من لون واحد، ويعلن بملء الصوت والثقة ان رئيس الجمهورية سيوقع على اصدار مراسيمها، حتى ولو غاب عنها ممثلون للرئيس والتيار الوطني الحر، وبذللك تكون قد تحققت للافكار الفرزلية مقاصدها السياسية، فإما أن يذهب الرئيس المكلف الى الاعتذار، أو يذهب الى الاختلاف مع الرئيس العماد ميشال عون.

ولايلي الفرزلي، سوابق على هذا القياس من الارتكابات السياسية.

في العام ١٩٩٨ صدر امر عمليات سوري، بإخراج الرئيس الشهيد رفيق الحريري من الحكم. وتولى ايلي الفرزلي إعداد الفذلكة الدستورية والسياسية لتجيير اصوات عدد من النواب خلال الاستشارات النيابية لارادة ونوايا الرئيس اميل لحود.

رفض الرئيس الحريري في حينه ان يستدرج الى الفخ الفرزلي، وقال ان المحافظة على الدستور والطائف أغلى عنده من رئاسة الحكومة، فاستودع الله سبحانه وتعالى بلده لبنان وشعبه الطيب ومشى.

ايلي الفرزلي يفتح اليوم خزانته القديمة، ليكرر مع الرئيس سعد الحريري ما صنعه مع والده الشهيد، وما صنعه ايضاً مع العماد ميشال عون، وهو الذي كان لسنوات طويلة، رأس حربة النظام السوري في الهجوم على العماد.. وكثير من اللبنانيين لا ينسى تلك المناظرة على محطة الجزيرة بين الفرزلي والعماد عون، التي غادرها الأخير اعتراضاً على طريقة الفرزلي في التخاطب معه.

وايلي الفرزلي يقول ان الرئيس عون لو وقّع على تشكيلة الرئيس المكلف لكان ارتكب جريمة بحق الدستور والعهد.. ويقول ايضاً ان رئيس الجمهورية لن يوقع على تشكلية لاتتوافر فيها الشروط التي يراها .. حتى ولو “وقف المي عمود “.

وماذا بعد يا ايلي؟ هل تهدد الرئيس المكلف بالفراغ الحكومي؟ وهل هو فقط المعني بادارة شؤون البلاد، أم انك تقول إن عهد الرئيس العماد ميشال عون سيصاب ايضاً بلعنة الفراغ الحكومي والدستوري؟ التهديد بالفراغ الحكومي رسالة الى جميع اللبنانيين، والى العهد الذي يرشح نفسه لادوار استثنائية، قبل ان تكون للرئيس المكلف والقوى السياسية التي تتضامن معه.

لكن هذا هو ايلي الفرزلي، الذي يتقن العزف على أوتار الضجيج السياسي، وها هو في المقابلة نفسها ينبه ايضاً رؤساء الحكومات السابقين من مغبة المواقف التي يعلنون عنها، لان من شأنها ان تضع الطائف فوق طاولة التعديل من جديد.

كلام في الهواء وعلى الهواء، موجه لمن يا حضرة النائب ؟!

هل تتكلم مع الرؤساء السابقين، أم تتوجّه الى طائفتهم، أم تحكّ على النقاط الحساسة عند بعض التائهين في دروب القلق السياسي والطائفي؟

ايلي الفرزلي، تمهّل ولا تتعجل.. واقرأ في كتاب سعد الحريري، انه لن يعتذر، ولو وقف المي عمود. إقرأ في كتاب الطائف إنه لن ينكسر.

 

إقرأ أيضاً: توظيف أزمة المطار للهجوم على الشهيد.. وبلو فورس تغرّد: سيبقى #مطار_رفيق_الحريري_الدولي

السابق
حاصباني: قدمنا عرضا مفصلا لدراسات علمية دعما لصيغة القانون
التالي
كلمة السفيرة الأمريكية في احتفال تسليم خمس محطات جديدة لنقل الكهرباء إلى عرسال