ريما حميّد: كانت فرصة للتواصل المباشر مع الناس

ريما حميد
لفت النظر ترشح ريما علي حميد للمقعد الشيعي في بنت جبيل – الدائرة الانتخابية الثالثة في الجنوب، وهي من بلدة بيت ليف. وعضو في حزب سبعة وترشحت على لائحة كلنا وطني. كيف تنظر حميد للانتخابات النيابية التي جرت في السادس من أيار 2018 وما حصل معها والدروس المستفادة منها؟

تقول حميّد: أنظر إلى الانتخابات النيابية التي حصلت في أيار 2018 كأنها محطة نضالية تؤسس للمستقبل، أعلم أن الوصول إلى الحاصل في ظل الوضع الراهن صعب للغاية، تعلمت من هذه التجربة كيف يمكن أن نبني تحالفات، كيف نقود آلة انتخابية، كيف نتواصل مع الناس بشكل مباشر.

تدني المشاركة

وحول النظام الانتخابي الذي اعتمد (نسبي مع صوت تفضيلي)، تلاحظ حميد أن نسبة المشاركة تدنت “مع أنهم قالوا أن اعتمادهم على هذا النظام لرفع نسبة المشاركة. لكن للأسف جاءت النتيجة عكس المتوخى، ولم يشارك سوى الملتزم والملتحق سياسياً”.

اقرأ أيضاً: الناشط المدني عباس سرور: لا بد من المراقبة والمحاسبة

وحول العملية الانتخابية ترى حميد، أن خروقات عدة حصلت في أقلام الاقتراع للقوانين مع غياب الشفافية والنزاهة، قوى الأمن ومعظم رؤساء الأقلام كانوا منحازين للائحة السلطة، إذ كان رؤساء الأقلام يسمحون لأكثر من شخص أن يكون وراء العازل.

العوائق والتحديات

وحول العوائق والتحديات التي واجهتها حميد، توضح قائلة: كانت كلفة التواصل الإعلامي عالية جداً لم نستطع الوصول إليها.

وتضيف حميّد: كنا نعوّل كثيراً على الشباب لكن اكتشفت أنهم أكثر إحباطاً من الكبار، ومعظمهم لم ينتخب وأحدهم علّق قائلاً: كنا نسمع بكامل الأسعد، صار عنا كامل جديد.

وتضيف: كان هناك سلاح آخر ضد ترشحنا هو خطاب سلاح المقاومة خطاب أن المقاومة بخطر ومن لا يؤيد لائحة السلطة هو ضد المقاومة وسلاحها، وسيادة الخطاب الديني والمذهبي.

شؤون جنوبية168

الإيجابيات

وماذا عن الإيجابيات؟ تقول حميّد: عقدنا لقاءات مع الناس، وشعر المواطنون الذين التقينا بهم أننا مواطنون مثلهم، وحاولنا أن نوصل فكرة أن وصولنا إلى السلطة يعني أن المواطن قد وصل.

كما زرنا الأسواق الشعبية في بنت جبيل، النبطية، الخان وحارة حريك كما نظمنا حاجز محبة عند جسر الأولى لاقى تفاعلاً جيداً مع الناس. كما تفاعل معي عدد من الناس وخصوصاً في قضاء بنت جبيل حيث أنني امرأة ومحجبة، لكن البعض وخصوصاً في بيت ليف تعرّض للضغط لعدم التصويت لي وللائحة.

اقرأ أيضاً: وسام الحاج: التّفضيليُّ جيّد لكنه لم يمنع «المَحَادِل» جنوباً

حادثة الاعتداء

وحول حادثة الاعتداء التي تعرضت لها مع مندوب اللائحة، توضح حميّد: زرنا قلم الاقتراع في مدرسة صربين، وجدنا مخالفات مثل وجود أكثر من شخص خلف العازل، كما كان مندوب لائحة السلطة واقفاً عند الباب وحاول التدقيق بأوراق المندوب الذي رافقني، وقد أجابه المندوب الذي يرافقني: إن التدقيق يقوم به الدركي وليس أنت، لكن الدركي خاطبه قائلاً: إنت ما خصّك أعطيه أوراقك. ودارت المشكلة وأقل الكلمات التي طالتني مع المندوب كانت طلعوا لبرا، هذه مدرستنا، فيما أقدم أحدهم على ضرب المندوب الذي كان يرافقني. مندوبة أخرى وثّقت بالتصوير ما حصل فنالت نصيبها من التهديد. أجريت اتصالات وحضرت تعزيزات أمنية أمنت لنا سبل الخروج. وتضيف حميّد: المشكلة أن أكثر شخص حاول إيذاءنا كان عميلاً سابقاً لإسرائيل وهذا ما يحبطني أكثر.

أما أهم ما حصل معها في المعركة الانتخابية تقول حميّد: أهم ما حصل معي كان موقف والدي علي حميّد (أبو جعفر) وهو عضو مجلس بلدي في بيت ليف عندما شبّه حركتنا بحركة المحرومين عند التأسيس إذ قال: كنا قليلي العدد والناس تستخف بنا، لكننا توسعنا وتجمع الناس حولنا لاحقاً.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
علي عيد: العمل الجاد بعد الانتخابات
التالي
الطفولة والمسؤوليّة المبكرة للعلاّمة الأمين