هل أصبح النائب حسن فضل الله هو من يعيّن درجات أهل العلم والاجتهاد؟

حسن فضل الله
الألقاب الإلهيّة تُطلق على السياسيين من دون حرج.

أثار كلام النائب حسن فضل الله، خلال حفل سياسي، استياء واسعا في الأوساط العلمية الحوزوية الشيعية، وذلك حينما أطلق لقب “آية الله” على أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. ومعروف أن السيد نصرالله لم يكمل دراسته العلمية، وانصرف للعمل السياسي والحزبي والعسكري، في وقت مبكر جدا. كما أن هذا اللقب لا يطلق إلا على من وصل الى مرحلة علميّة متقدمة. حينما يصبح الفقيه قادرا على استنباط الأحكام الشرعية.

إقرأ ايضا: «فيديو» فتنويّ: الشيعي الفاسق يدخل الجنة والسنيّ المؤمن لا يشتّم رائحتها

و”الأمر الأكثر وقاحة، هو مبادرة النائب فضل الله لاطلاق هذا اللقب على السيد نصرالله، ما يعني وكأن حسن فضل الله يعتبر نفسه من “أهل الخبرة” على اعتبار ان تحديد العالم المجتهد هو من صلاحيات أهل الخبرة!”. كما عبّر أحد المعنيين بموضوع الحوزة العلمية.

https://youtu.be/-vM6hTrmKw8?t=88

وفي السياق نفسه، كان قد انتشر “فيديو” لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني يقول فيه إن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله “آية الله”. وإنه “ليس مخولاً بتعيين مقام فقهي، لكن نصرالله له الكثير من صفات “آية الله في مواجهة أعداء الله”، مضيفاً أن نصر الله هو “آية الله الصامد في وجه أعداء الله”. وختم قائلاً إن نصرالله هو “آية إلهية”.

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
الشيخ محمد علي الحاج العاملي

في هذا الاطار، اعتبر الشيخ محمد علي الحاج، مدير حوزة السجاد، ان “السيد حسن نصرالله عُرف كقائد سياسي ناجح، انصرف الى العمل السياسي والحزبي منذ مطلع شبابه، ولم يُعرف عنه أنه وصل الى مرحلة الإجتهاد في دراساته الحوزوية بتاتا، فضلا عن كونه لم يقل هو عن نفسه ذلك”.

واضاف الشيخ الحاج “ولو أطلق أحد العلماء من أهل الإجتهاد والخبرة على السيد حسن هذا اللقب لكنّا احترمنا قوله، لكن أن يأتي شخص ليس بفقيه ليُحدد مستوى العلماء والفقهاء، فهذا منتهى الوقاحة!”.

إقرأ ايضا: السيد عبدالله فضل الله يُخرج مليار ونصف مسلم سنيّ من إسلامهم!!

ويتابع سماحته “كما أن كلام حسن فضل الله ليس الأول في سياقه، بل سبقه إلى ذلك قاسم سليماني منذ عدة أشهر، حيث أطلق لقب (آية الله) على السيد حسن!. وهنا يفرض السؤال نفسه: لماذا إعلان إجتهاد سماحة السيد حسن نصر الله من قبل سليماني وفضل الله؟! كما لماذا لم يعلن ذلك أحد العلماء المجتهدين والفضلاء؟!”.

ويختم، الشيخ محمد علي الحاج، بالقول “نقول ذلك مع تأكيدي على أن الاجتهاد ليس حكرا على أحد، لاسيما لشخص كالسيد حسن نصرالله، الذي يتمتع بذهنية مميزة، وشخصية مؤثرة. ناهيك عن أن دوره قد يكون أهم من دور الكثير من المجتهدين. لكنه في واقع الأمر غير متابع بالطريقة التي درج عليها فقهاؤنا ومجتهدونا”.

الشيخ عباس حرب
الشيخ عباس حرب

من جهة ثانية، يقول الشيخ عباس حرب، الباحث والاستاذ في الحوزة العلميّة، إن “الشرك بالله، المخالف لشهادة أن لا إله إلا الله، يتمثل في كل وضع وفي كل حالة لا تكون فيها الدينونة في كل شأن من شؤون الحياة خالصة لله وحده”.

ويرى، سماحته، انه “يكفي أن يدين العبد لله في جوانب من حياته، بينما هو يدين في جوانب أخرى لغيرالله، حتى تتحقق صورة الشرك وحقيقته. قال رسول الله (ص): “إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب”.

ويؤكد “المداحون هم الذين اتخذوا مدح الحاكم وأولياء النعمة عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه، فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيباً له في أمثاله وتحريضاً للناس على الاقتداء به في اشباهه فليس بمداح وإن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جميل القول فيه”.

وهي بحسب رأيه “مصطلحات فارغة من كل ألوان العلم والتقى والهدى والتواضع يُطْلِقُها بعض الأتباع على فقيههم المتبوع بدوافع الجهل وغايات مادية دنيوية. ان المبالغة في المديح واطلاق مصطلحات وعبارات وتوصيفات ليس وراءها حقيقة ولا واقع مطلقا ولا تستند إلى دليل شرعي أو عقلي أو أخلاقي”.

ويتساءل “لماذا حكامنا لا يكونوا من الذين فهموا ناموس الحياة وسرّها الدفين، فلا خير للمرء إن لم يكن على اتصال جيد برب السماوات والأرض، لا خير في مشاريعهم إن لم يكن لهم حظ  من التوفيق الإلهي؛ فعناية الله ورعايته هي أولى اشتراطات الإيجابية” .

ويختم، الشيخ عباس حرب، بالقول”إن الذين جعلوا حياتهم مشاريع، لا يتصلون إلا بالمطالب العليا، ولا تعنيهم غير معالي الأمور وكبيرها، فقد جبلت نفوسهم على هكذا رفعة، وهي تتعاهد نفسها دائماً بهذا الشرف الدائم غير المنقطع”.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر الحبيب يريد محاسبة «الصحابة» وليس السياسيين العراقيين!

الألقاب في الحوزة العلمية، أي الحوزة الشيعية، ليست مستقرة او ثابتة بل غيرمنهجية، فالصفات هي من وضع الحوزات والشخصيات نفسها. مما يُدخل هذا العالم في فوضى غير محمودة. اضافة الى بدعة منح الشخصيات السياسية هذا اللقب، الذي قد يعني ان اطلاق هذا اللقب هو سعي لتعيين السيد حسن في منصب سياسي على صعيد ايران مرتبط بلبنان.

السابق
«الديموقراطية» في فكر الشهيد محمد صادق الصدر
التالي
انهيار الريال و«الولاية المطلقة»