خطر يهدّد مطار بيروت بعد مزاعم استخدامه لتهريب أسلحة لحزب الله

مطار بيروت
مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كان موضوعا لتقرير صحفي اميركي يزعم أن طائرات تنقل اسلحة لحزب الله حطّت فيه أكثر من مرة، فهل سيصبح المطاربذلك هدفا وسببا للعدوان الاسرائيلي على لبنان؟

نشرت محطة “فوكس نيوز” الاميركية قبل يومين معلومات عن تهريب اسلحة وذخائر لحزب الله الى مطار بيروت عبر شركة قشم فارس الايرانية واعتمادها طرقا سرية لا تكشفها اجهزة الرصد الجوي.
لن يمر ما نشرته “فوكس نيوز” الاميركية الوسيلة الاعلامية التي تكاد تكون الوحيدة التي تحظى برضا الرئيس الاميركي دونالد ترمب، دون تفسير او تمحيص في ابعادها وظروف نشرها لتلك المعلومات الاستخبارية التي زودتها بها وكالة السي اي ايه الاميركية، مع الاشارة الى الطرق والاساليب وتدعيم معلوماتها بالادلة والبراهين من حيث مسلك ومسار طائرات التهريب وتمويه عملية النقل والاعتماد على الطيران المدني.

اقرأ أيضاً: تطورات ميدانية تدفع نحو الحرب بين اسرائيل وحزب الله

وان نفت المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت صحة الخبر جملة وتفصيلا، يُجمع مراقبون ان ذلك هو بمثابة ضوء اخضر اميركي لاسرائيل بضربها المرافق الحدودية التي تخضع لوصاية حزب الله ومنها مطار بيروت الدولي والمرافئ الاخرى، تزامنا مع دعوات يطلقها قائد المنطقة الشمالية لدولة الاحتلال الاسرائيلي الجنرال يوئال ستريك حول الاستعداد لحرب مقبلة لضرب حزب الله اللبناني، مؤكدا على ضرورة التمييز بين التهديدات التي يطلقها الحرس الثوري الايراني والقدرات التي يمتلكها.

مصدر مطلع في الشأن الحكومي قال لـ”جنوبية” ان” المرحلة المقبلة مختلفة وسنشهد وضعا اكثر تأزما، فالجدل القائم حول تشكيل الحكومة والموقف الصادر عن كتلة المستقبل بالامس ان المعايير التي سوف تعتمد في عملية التأليف لم تعد رقمية بل تأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد اذ لا يناسب الحكومة العتيدة المقبلة ان تكون صورتها مستفزة لدول مفترض ان تدعم لبنان اقتصاديا منها دول عربية واخرى غربية” مضيفا” لعل ما اعلنته واشنطن امس حول مقاطعتها الوزارات التي سيتم اسنادها لحزب الله ومنها وزارة الصحة المدعومة اميركيا بما يقارب الـ150 مليون دولار، ما يهدد بقطع هذا الدعم للقطاع الصحي”.

واشار المصدر” الى مسألة اكثر حساسية وتشكل نقطة سوداء في ملف لبنان الخارجي وهي تتعلق بضبط الحدود اللبنانية ووقوعها تحت وصاية حزب الله من جهة وتبنيه مسؤولية المنافذ الحدودية الى جانب الدولة اللبنانية، ما يؤدي الى خلل في تحمل في هذه المرافق الحساسة، مع عدم وجود سلطة احادية تحكم حركة الخروج والدخول ومراقبة الحدود، ما يجعله عرضة لأقاويل وشائعات تفتح شهية اطراف كثيرة للتدخل واطلاق التهم التي تلاقي صدى كبيرا في هذه المرحلة المعقدة اقليميا وعالميا”.

واستنتج المصدر ان” ذلك يؤشر الى الضغط على الاجهزة الامنية اللبنانية الشرعية لتضطلع اكثر بمسؤوليتها وتتفرد في حماية المرافق الحكومية، ومنها مطار بيروت والمنافذ الحدودية الاخرى، في ظل تحجيم اكبر لدور حزب الله المرتبط بإيران التي تتزايد عليها الضغوطات والعقوبات” مضيفا “كل ذلك بطبيعة الحال مرتبط بشكل مباشر بسياسة ترامب في المنطقة، حيث اصبح انهاء الوجود الايراني في سوريا هو قضيته الاساسية ولم يعد في اولى حساباته اسقاط النظام كما انه تجاوز مسألة ازاحة بشار الاسد عن كرسي الرئاسة”.

واذ اكد المصدر ان” المسائل المطروحة على طاولة البحث لدى دول الغرب وعلى رأسها واشنطن، والتي تم تجاوزها في المرحلة السابقة، ستُبحث جديا فمسألة مثل قتال حزب الله في سوريا مثلا، لم تتخذ واشنطن موقفا حاسما فيه بحيث يتم التعرض لقافلة تنقل السلاح فقط” وشدد المصدر “نحن في مرحلة جديدة احد عناوينها الرئيسية تحجيم لا بل ازالة نفوذ ايران وبالتالي سيوضع حزب الله المرتبط بإيران تحت المجهر فيما خص المراقبة والمحاسبة الدولية، وستكون هذه العملية امرا طبيعيا وغير مثير للاستنكار والاستهجان”.

الاعلامي والكاتب غسان جواد استبعد في حديث لـ”جنوبية” ان ” يكون مطار بيروت هدفا لاسرائيل بشكل منفصل عن اي مواجهة كبرى من خلال قصف مراكز ومواقع محددة كما الاهداف في سوريا، مع وجود قوة ردع تتمثل بالجيش اللبناني والمقاومة تمنع اسرائيل من الذهاب في هذا الخيار لأنها تعلم ان كلفته ستكون كبيرة”، واردف جواد ان “طرح هذه المسألة في الاعلام ليس سوى محاولة لإيجاد مبررات للضغط على المقاومة والدولة اللبنانية، وهذا الامر اصبح بديهيا”.

اقرأ أيضاً: اعلام العدو: الحرب القادمة مع حزب الله خارج جنوب لبنان

واعتبر جواد ان “ذلك يأتي في اطار الضغوطات على الحكومة اللبنانية والمقاومة في آن، ومحاولة دق اسفين بينهما، كما ان طهران ليست بحاجة لان تستخدم مطار بيروت للتهرب من العقوبات، اذ توجد لديها مجالات اخرى عبر الحدود التركية والعراقية، خاصة وانه ليس بين ايران وبيروت حدودا جغرافية مشتركة، وما نقلته فوكس نيوز هو جزء من الاساءة الى لبنان الرسمي كدولة وتحريض دولي وعالمي عليه، ولكن كما هو معلوم هذا التحريض كما ردود الفعل عليه لها سقف لن تتخطاه”.

وختم الاعلامي جواد ” كل ما قيل يأتي في اطار تشويه صورة لبنان واظهار حزب الله وكأنه لا يشكل عامل استقرار للبنان، في حين ان العكس هو الصحيح، فلا استقرار ولا حماية للبنان دون مقاومته”.

السابق
كثرة اليافطات والأعلام لـ«حزب الله» وأمل!!
التالي
شارع دكّاش في حارة حريك «داون تاون» «حزب الله»