وسام الحاج: التّفضيليُّ جيّد لكنه لم يمنع «المَحَادِل» جنوباً

وسام الحاج
ترشحت مستقلاً عن المقعد الكاثوليكي في منطقة الزهراني لكن التيار الوطني الحر دعمني انتخابياً، كي لا تحصل الانتخابات على المقعد المذكور بالتزكية، وهذه الانتخابات النيابية أظهرت أن لا مكان للمرشحين المنفردين.

الدكتور وسام الحاج قدم نفسه مرشحاً مستقلاً، نال دعماً واسعاً من التيار الوطني الحر في دائرة الجنوب الثانية، ولم يكن حزبياً يوم ترشح للمجلس النيابي عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة المذكورة. لكنه انتسب للتيار الوطني الحر بعد الانتخابات حسب قوله.

يقول الدكتور الحاج: لقد ترشحت عن المقعد الكاثوليكي في منطقة الزهراني بإسمي الشخصي، دعمني التيار الوطني الحر وقدم لي كل ما أحتاج إليه في معركتي الانتخابية كي لا تحصل الانتخابات على المقعد المذكور بالتزكية. كان ترشحي يمثل موقفاً اعتراضياً، في محاولة لتصحيح التمثيل على أمل أن أصل وأمارس واجباتي تجاه الشعب.

اقرأ أيضاً: المرشّح أحمد مراد: لا يمكن للحزب الشيوعي أن يغيِّر وحده

استحقاق واجب

وعن الانتخابات النيابية نفسها يوضح الحاج: إنها استحقاق يجب أن لا نتجنبه، أنه حق للشعب ويجب ممارسته. وأعتقد أن النظام الحالي الذي اعتمد أفضل من النظام الأكثري، لكنه يتضمن خللاً واضحاً، أنه الصوت التفضيلي الذي، في أماكن عدة صار محور النزاع داخل اللائحة الواحدة، إنه جيد نوعاً ما.

ويعيد الحاج رأيه هذا إلى أسباب عدة منها: عندما أتحدث عن المحادل والقوافل، أعتقد أن السبب الأساس برأيي يعود لتخلف البيئة الاجتماعية للناس، تأليه الزعماء وتحويل كل زعيم إلى حامي للطائفة، وقادرٍ على تقديم الخدمات للأفراد وتوظيف بدون استحقاق وكفاءة، استخدام القضاء، حل مشكلات فردية، تأمين مصالح شخصية، وعلى كل واحد أن يسير خلف الزعيم أو يتجه نحو الهاوية، إنهم يستبدلون الوطن والدولة بالزعيم.

يأس وإحباط

وعن تدني نسبة المشاركة، يشير الحاج إلى حالة من اليأس والإحباط تسيطر على الجمهور، “اسمع العديد، ويستدرك: لكن يمكن التغيير، وهناك تغيير في عدد من الوجوه ولو ارتفعت نسبة المشاركة لحصل تغيير أكبر.

شؤون جنوبية168

وعن الشباب، يعلق: إنهم الفئة الأكثر يأساً والأكثر إحباطاً، موقفهم العام كان سلبياً، التقيت بعدد منهم، جامعيين ومهندسين لكنهم بدون وظائف ولا فرص أمامهم للهجرة، لا فرص عمل لديهم، شرطهم للمشاركة في العملية الانتخابية تأمين وظيفة.

وحول تجربته الانتخابية، يوضح الحاج: هذه الانتخابات أظهرت أن لا مكان للأفراد، أنا لا أستطيع خوض المعركة وحدي بدون دعم وتشجيع التيار الوطني الحر. لم أكن بموقع القادر على تأمين المستلزمات الانتخابية الضرورية.

ويروي الحاج: حصلت لائحتنا على 4523 صوتاً في القرى المذكورة. وحصلت أنا على 4080 صوتاً تفضيلياً فيها أي نحو 51% من أصوات المقترعين، في حين أن لائحة أمل وحزب الله حصلت على 3265 صوتاً وحصل النائب ميشال موسى على 2227 صوتاً تفضيلياً أي نحو 27.8% من أصوات المقترعين المسيحيين”.

اقرأ أيضاً: من هم المجنسون في الجنوب وكيف انتخبوا؟

عامل الخوف

وأريد في هذا المجال أن أِشير إلى الاتصالات التي جرت بين مصيلح و18 بلدية في قضاء الزهراني للتصويت للائحة أمل وحزب الله. لذلك اختار البعض التصويت لها حتى لا تُحرم هذه البلدات من الخدمات التي يمكن أن تقدمها السلطة وحتى لا يواجه الأهالي مشكلات بحياتهم اليومية. وبعض المسيحيين انتخب اللائحة الأخرى، تحت شعار هيك طالعة ولا أمل بالتغيير، إنه عامل الخوف.

ويتساءل الحاج: كيف يمكن خوض معركة انتخابية ديموقراطية بوجود هيبة سلاح حزب الله ومجموعات امل وغياب هيبة سلطة الدولة بمؤسساتها الأمنية. كانوا يستخدمون اسم المقاومة دفاعاً عن لائحتهم واتهام كل من يقف ضدها أنه ضد المقاومة، ونحن لم نستطع أن نحدد موقفاً من السلاح غير الشرعي الذي كان يسيطر على الانتخابات.

وماذا عن الغد؟ يجيب الحاج: انتسبت بعد الانتخابات إلى التيار الوطني الحر، لذلك سأكون ناشطاً في التيار. سأتواصل مع الوزارات التي سيتولاها التيار لتأمين الخدمات للناس، بعد حرمان امتد لمدة 26 عاماً.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
أبي خليل: تم اقرار قانون دعم الشفافية في قطاع البترول
التالي
عن زياد وسوزان والآخرين