مقتدى الصدر يغادر بيروت: أبواب نصرالله موصدة

أربعة أيام قضاها السيد مقتدى الصدر في بيروت الذي عادة ما يزورها بشكل روتيني، وفي حين أكدت مصادر عراقية مطلعة لـ"جنوبية" أنه غادر لبنان امس (الثلاثاء)، أكدت كذلك أنه لم يجر اتصال بينه وبين قيادة حزب الله، ولم يلتق الأمين العام لحزب الله في هذه الزيارة.

فبحسب المعلومات فان مقتدى الصدر قصد بيروت في زيارة لاجراء فحوصات طبية روتينية، ولم يكن قد أجرى أي اتصال مسبقا بالقيادة السياسية لحزب الله من أجل ترتيب لقاء مع السيد حسن نصرالله خلال فترة وجوده في بيروت، فيما حزب الله لم يقم لاحقا باي مبادرة اتجاهه بعد وصوله الى بيروت.
التجاهل كان متبادلا بين الطرفين، لكن كلا الطرفين كان ينتظر من الآخر ان يبادر الى الاتصال، فاستنادا الى المصادر العراقية نفسها، فإن الصدر يرغب بفتح قناة اتصال مع الجانب الإيراني في ظل الاتهامات التي تطاله بأنه يقود معركة ضد ايران في العراق، وهو لا يريد ان تكون العلاقة سيئة مع ايران ويحاول أن يحمل بعض مندوبيها في العراق مسؤولية الخلل الذي طال علاقته بالقيادة الإيرانية، لذا كان يترقب مبادرة من حزب الله لحل هذه الإشكالية بشروط لا تفرض عليه الانقلاب على المسار السياسي الذي ينتهجه لا سيما ضد من يعتبرون رجالات ايران في البيت الشيعي.

اقرأ أيضاً: العراق: تحالف الصدر – العبادي ينتظر قرار المحكمة الاتحادية لتشكيل الحكومة

في المقابل فان حزب الله مستاء من دور الصدر ويعتبر أنه ذهب بعيدا في الابتعاد عن ايران، وهو برأي حزب الله ساهم في تشتيت الكتلة الشيعية منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولا يغفر له حزب الله زيارته التي قام بها الى السعودية ولا اللقاء الذي جمعه بولي العهد محمد بن سلمان. اللقاء بين الطرفين لم يتم، وعلى رغم أن بعض مرافقي الصدر الذين قدموا معه الى بيروت، هم من الذين يتولون عادة متابعة العلاقة مع حزب الله، فان أي اتصال لم يسجل حتى على مستوى أدنى من نصرالله والصدر، وبرأي المتابعين فان ذلك يعكس مدى الاستياء الإيراني مما يسميه بعض المقربين من حزب الله “تفتيت الكتلة الشيعية في البرلمان” والتي تعتبر أن الصدر كان له الدور الأساس في ضرب وحدة الكتلة الشيعية.

اقرأ أيضاً: انعطافة مقتدى الصدر

غادر الصدر بيروت من دون ان يحمل معه ما يمكن أن يخفف من حدة الغضب الإيراني، والرسالة التي يمكن أن يخلص اليها من الجانب الإيراني، أن البوابة العراقية الى ايران مدخلها قاسم سليماني ولا تغيير في هذه الصيغة اليوم رغم الخيبات التي تعرض له برنامج سليماني العراقي في الأشهر الأخيرة وصولا الى اقالة رجله في الحشد الشعبي فالح الفياض بقرار أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي.

السابق
وزارة الصحة تقفل وتجمّد تراخيص اربع دور حضانة
التالي
مصدر سوري لـ«جنوبية»: غارة بانياس أودت بحياة طاقم عمل مركز الابحاث