القائد والشارع.. من يقود من؟ السيد مقتدى الصدر انموذجاً

القائد يقود الشارع ويصحح مساراته ويعقلن انفعالاته ويضبط إيقاعات سلوكه الاجتماعي..

والنبي* والامام هما مصلحان ومصححان باعتبارهما قادة ومشرعين فان فعلهما وقولهما وامضاؤهما حجة كما يقال في اصول الفقه. ومن هنا فالقائد والامام يصححا مسار الامة ويقوداها ولا ينقادا وراءها.

إقرأ أيضا: إنقلاب الموقف الإيراني تجاه الحراك العراقي سيُسهم بانتهائه

وفي ساحتنا العراقية يتمظهر ذلك بوضوح من خلال متابعتي وقراءتي للواقع والشارع العراقي ، فوجدت بلا أدنى شك نمطين من القيادات؛ قائد يقود الشارع ويسيّر اتجاهاته حيثما يريد وقائد يقوده الشارع ويسيّره. لا يهمني النمط الثاني فهو يبحث عن اصوات واتباع وان كان قطيعاً. بينما الجدير بالتأشير هو النمط الاول القائد الذي يقود شارعه ويحركه كيفما يشاء.

وهذا النمط القيادي عادة ما يكون واضحاً صادقاً صريحاً مع جمهوره لا يجاريهم ولا يداريهم، بل يفرض قناعته عليهم. سأشير الى السيد مقتدى الصدر الظاهرة المثيرة للجدل، فهو يمتلك كارزما تمكنه من الاستحواذ على قلوب محبيه وساحرية امتزجت مع عشق الناس لأبيه الشهيد السيد محمد الصدر فاستطاع ان يسرق قلوب عاشقيه ويوجه مساراتهم حيثما يريد ويرغب.

السيد مقتدى الصدر لا يبدي عكس ما يخفي ولا يظهر خلاف ما يضمر. فوضوحه وصراحته شدت جمهوره اليه وأمسك بتلابيبهم وهو يتحدث باريحيته المعهودة ويطلق الكلمات البسيطة لتكون شعاراً يتغنى به أنصاره ويردده السياسيون كمفردة تدخل الخطاب السياسي والاعلامي بقوة ومقولته بمكافحة الفساد (شلع قلع) صارت مفردة يستأنس بها اغلب السياسيين.

وعندما يعتقد بان الانفتاح على المحيط العربي والاقليمي ضرورة سياسية لتخفيف الاحتقان الاقليمي فلا يكتم ذلك ويخفيه ولا يحتاج الى ان ينفيه فعندما يلتقي ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لا يفضّل ان يلتقيه في الغرف المظلمة والقاعات المعتمة بلا اضواء كاشفة.

إقرأ أيضا: باحث عراقي: التصريحات الإيرانية النارية سببها الفشل الداخلي

وهذا لا يمنعه من ادانة قصف طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية لليمن السعيد سابقاً. سلوكه السياسي الواضح وقدرته على الاقناع بلا قناع يتحقق من خلال مبدأ الصدمة واستيعابها ثم بلورة الفكرة التي يريد تأكيدها. اختم بحكمته وقدرته على استيعاب الشيوعيين في تحالف سائرون (جاسم الحلفي ورائد فهمي) بينما غيره يبعد ويستبعد رفاق المحنة والجهاد والتاريخ المقاوم.

*السياسي العراقي والمتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي سابقا

السابق
مقتل طفل في أكروم جراء صدمه بدراجة نارية
التالي
أضخم مناورات عسكرية روسيّة منذ 4 عقود