الداخل الإيراني يغلي على وقع الحصار الإقتصادي الأميركي

هل تصمد السياسات الايرانية الخارجية مقابل الضغط الداخلي اقتصاديا وسياسيا؟ وكيف سيتخطى النظام كل هذه الصعوبات التي يمر بهاعلى كافة الاوجه؟

السياسة الخارجية الإيرانية، أذكت نار الخلاف الداخلي بين السلطة والمعارضة. حيث طالب الإصلاحي مهدي كروبي، بفتح تحقيق حول سياسة بالمرشد الأعلى علي الخامنئي.

ففي رسالة له إلى مجلس خبراء القيادة، وجّه كروبي اتهامه الى أعضاء المجلس بعدم القيام بمسؤولياتهم بمراقبة المرشد، مطالبا بفتح تحقيق بالنسبة للمؤسسات المرتبطة بالمرشد، ومشيرا الى الحالة المتردية التي يعيشها الشعب الإيراني. اضافة الى عدم كل من مراقبة الحرس الثوري، والباسيج، والقضاء، والراديو والتلفزيون، وبعض المؤسسات الاقتصادية، وعدم التحقيق مع مسؤولين عسكريين يتدخلون في السياسة، والمتورطين في صفقات نفطية. وذلك حسبما نقل موقع بحسب (nrttv).

ورغم ان كروبيّ ومير حسين موسوي يقبعان في الإقامة الجبرية منذ 2011، بسبب دعمهما الاحتجاجات التي تلت الانتخابات عام 2009، التي خسرا فيها امام أحمدي نجاد. ورغم تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني رفع لإقامة الجبرية عن كروبي وموسوي الا انه لم ينفذ تعهده بعد رغم انتخابه لدورة جديدة.

اقرأ أيضاً: ايران والعالم العربي (5): أحلام طهران التوسعيّة

فاضافة الى الخلافات السياسية العاصفة، يشهد البلد وضعا اقتصاديا صعبا، الى ذلك فقد سجل سجل الريال الإيراني انخفاضا قياسيا أمام الدولار الأميركي في السوق غيرالرسمية، وتدهور حاد في الوضع الاقتصادي في ظل إعادة فرض واشنطن للعقوبات عليها. حيث جرى عرض الدولار بسعر يصل إلى 128 ألف ريال. ففي الاشهر الاخيرة شهدت طهران صعوبات مالية بسبب الطلب الكثيف على الدولار من قبل الإيرانيين، وذلك بحسب (سكاي نيوز).

وقد أثرّ نقض واشنطن للاتفاق النووي منذ وصول دونالد ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة مع إعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية، جوا من الخوف سيطر على الاسواق في إيران اضافة الى تدهور سعر برميل النفط بضغط من السعودية طيلة شهور.

كل هذه الأجواء دفعت بالإيرانيين الى النزول في احتجاجات شعبية ضد سياسة النظام سواء الخارجية او الداخلية.

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد

وبحسب مواقع اقتصادية متخصصة وصل معدل البطالة في إيران 12 %، وبين الشباب 25 % في بلد 60 % من سكانه البالغ عددهم 80 مليون نسمة هم دون سن الثلاثين. مما يعني ارتفاع هائل في معدلات البطالة. والمستقبل يتحدث عن اشتداد الازمة بسبب بدء جولة جديدة من العقوبات في تشرين الثاني المقبل.

وستشتد الأزمات خلال الاعوام المقبلة حيث ستكون طهران أمام سيناريوهين، اما تبني النموذج الكوري الشمالي او انفتاحها ومساومتها الواسعة لدعم نظامها السياسي بالتعاون مع روسيا وتركيا وباكستان. بحسب (السبيل).

واخيرا، لا بد من القول ان خيارات إيران تنبع من قوة نظامها، مع هامش مناورة ومساومة، مما جعلها عصية على الاستسلام للمتظاهرين في الشارع، لكن امام الغرب وحكوماته لا بد من اعادة نظر في السياسة الخارجية.

السابق
طرد المحجبات من شاطىء كفرعبيدا يتفاعل
التالي
العراق: تحالف الصدر – العبادي ينتظر قرار المحكمة الاتحادية لتشكيل الحكومة