وقف تمويل الأونروا يستنفر اللبنانيين…فهل خطر التوطين حقيقي؟

الاونروا
هل سيبقى قرار الولايات المتحدة وقف تمويل "الأونروا" بالكامل بمنأى عن لبنان؟ وهل سينتهي المطاف بتوطين اللاجئين الفلسطينيين؟

لا يمكن فصل لبنان وتحييده عن قرار الولايات المتحدة الأميركية وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بالكامل، فإلى جانب حرص لبنان على القضية الفلسطينية وحق العودة، فإن هذا القرار سيكون وقعه كارثيا على لبنان الذي يعيش فيه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتاشون بمعظمهم من خدمات وتقديمات هذه الوكالة، المعرضة للتوقف في أيّة لحظة في حال لم تعوض دول أخرى هذا النقص ما ينعكس سلبا ذلك على أوضاع اللاجئين وعلى الدول المستضيفة، ‏سيّما اذا ما أعلنت إسرائيل اسقاط حقهم في العودة. ‎

إقرأ ايضًا: انهاء «الأونروا» وضمّ ملف الفلسطينيين الى «المفوضية»: بوابة التوطين

وإلى جانب مصير هؤلاء اللاجئين وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية وفرضهم على الدول المستضيفة، أعاد هذا القرار لبنانيا فزاعة “التوطين” إلى الواجهة مجددا، من خلال إضعاف هذه الوكالة وبالتاتلي إلغاء وجود الفلسطينيين كلاجئ، خصوصا أنه يأتي بعد أحداث متتالية بدأت مع إعلان الرئيس الأميركي القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، ومن ثم إقرار اسرائيل لقانون «الدولة القومية» وإسقاط حق العودة للاجئين.

فهل يستطيع لبنان مواجهة قرار التوطين؟

رئيس «لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني»، الوزير السابق حسن منيمنة، رأى في حديث لـ”جنوبية” أن “قرار الولايات المتحدة بوقف  دعم “الأونروا” في وقت كانت هي المساهم الأساسي لدعمها إذ ان ثلث ميزانيتها كانت تؤمن من قبلها، فان هذا الإجراء

حسن منيمنة
د. حسن منيمنة

هو مقدمة لإلغاء هذه الوكالة، مشيرا إلى أنّ “هذا االقرار ليس سهلا لأنه يعود إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أنشأت الوكالة وهذا الأمر غير متوافر حاليا ولا في المدى المنظور”، وتابع “لذا يجري العمل على إضعافها وتحويلها إلى هيئة عاجزة عن تنفيذ مهامها، ومن ثمّ تحويل اللاجئين الفلسطينيين من إشراف الأونروا التي تتولى إغاثة  اللاجئين إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهي المنظمة المكلّفة بإيجاد حلّ للاّجئين إما بإعادتهم إلى بلادهم أو بتوطينهم في البلدان التي يقيمون فيها أو إيجاد بلد ثالث لإستقبالهم، ومع إستحالة الحلّ الأول وضعف الإحتمال الثالث يبقى إحتمال توطينهم هو الحلّ الأرجح والهدف منه بشكل أساسي إلغاء حق العودة”.

ولبنانيا، أشار إلى أن الخطة الأميركية هذه خطرها كبير جدا على بلد مثل لبنان يرفض التوطين بشكل كامل بسبب إنعكاسه السلبي على واقع عيش الفلسطينيين في لبنان مع تراجع التقديمات الاجتماعية التي تؤمنها الأونروا للاجئين الذيين يعتاشون معظمهم على دعمها ومساعداتها  التعليمية والصحية والغذائية، ما سيؤدي بالتالي إلى إضطرابات داخلية وإجتماعية، أما الخطر الثاني فيتمثل بأنه للمرّة الأولى يكون هناك مخطط لتوطين الفلسطينيين بهذا الوضوح وبهذا السعي الحثيث لتنفيذه”.

سجعان القزي
سجعان القزي

الوزير السابق والمحلل السياسي سجعان القزي رأى في حديث لـ “جنوبية” أن “الذين تحدثوا عن التوطين اليوم وصلوا متأخرين وكأنهم إكتشفوا شيئا يحصل منذ عقودٍ وعقود، والقرار الأميركي بوقف تمويل الأونروا هو قرارٌ سابق ونفذ جزء منه في السنوات

الماضية”، مشيرا إلى أن “هذه الوكالة لم تفعل شيئا لتحسين وضع اللاجئين الفلسطينيين خصوصا بالنسبة لقرار العودة”.

إقرأ ايضًا: الرقم المفاجىء لعدد الفلسطينيين يطيح بفزاعة «التوطين»

كما أكّد القزي أن “التصريحات التي نسمعها من قبل المسؤولين لا تكفي، فالصحافي يكتب والمواطن يصرّح أما المسؤول يعالج الموضوع ويمنع حصوله وهذا ما لا نراه”، لافتا إلى أنّه “حين أجرت لجنة الحوار الفلسطيني ما سمي بإستفتاء لمعرفة عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وقدمت رقما لا يتجاوز 160 ألفا، كان ذلك تمهيدا لتمرير مشروع التوطين الفلسطيني فيظن اللبنانييون أن العدد قليل ولا يستحق المقاومة في حين أن العدد الحقيقي هو نصف مليون لاجئ”.

ختاما شدّد القزي على أنه “يفترض على رئيس الجمهورية أن يدعو بغض النظر ان كان هناك حكومة أم لا، أبرز القادة في لبنان للتشاور في هذا الموضوع، وأن يقوم لبنان بحملة دبلوماسية جديّة حول العالم لمواجهة هذا المشروع الذي من شأنه أن يقضي على ما بقي من لبنان الكيان والصيغة والنظام”.

 

السابق
السيد عبدالله فضل الله يُخرج مليار ونصف مسلم سنيّ من إسلامهم!!
التالي
نعيم قاسم و«لطشة» رئاسة الجمهورية: مع أو ضدّ باسيل؟!