تقارير تشكك بالاقتصاد اللبناني…فهل الليرة الللبنانية في خطر؟ ‎

الاقتصاد
ما حقيقة انهيار الاوضاع النقدية والاقتصادية في لبنان، بعد تقرير التي نشرته مجلة "الإيكونوميست" عن الاقتصاد اللبناني الاسبوع الفائت.

تتزايد التكهنات والتضاربات حول الاوضاع النقدية والاقتصادية في لبنان، فتقرير مجلة “الإيكونوميست” عن الاقتصاد اللبناني الاسبوع الفائت طرح العديد من التساؤلات حول المبالغة في تقييم حجم الازمة الاقتصادية ومدى صحة انهيارها، إذ ورد في التقرير ان الاقتصاد اللبناني مقبل على الانهيار وان مصرف لبنان لن يكون بإستطاعته الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي، واشار التقرير نفسه إلى أنه يوجد تراجع في اداء القطاعات الثلاثة التي يبنى عليها الاقتصاد اللبناني وهي السياحة والعقارات والمصارف للإشارة إلى عمق الازمة التي يعاني منها لبنان، والتي قد تؤدي إلى انهيار اقتصاده.

ومن جهتها اكدت وكالة ” ستاندرد آند بورز” في تقرير لها ان” الاقتصاد اللبناني متأثر بالانقسام السياس المذهبي الطائفي الحزبي الموجود في لبنان، وبالاوضاع الاقليمية، وانه مما لا شك فيه ان اختلاف الطبقة السياسية يؤثر على النمو الاقتصادي”.

وتابعت الوكالة نفسها في تقريرها ” انه بالرغم من ذلك، فلبنان مقبل على مرحلة نمو 2.5 % لسنة 2021″.

ويقول التقرير التي نشرته مجلة ” ستاندرد آند بورز” ان” صمود لبنان سببه القطاع المصرفي، والدولة اليوم تعتمد بشكل اساسي على تمويل القطاع المصرفي لعجز الدولة”، كما تقول ان” الهندسات المالية ساعدت بدعم الاقتصاد اللبناني بشكل او بآخر”.

واشار التقرير نفسه إلى أن” التخوف من ابقاء لبنان غارقاً بالخلافات يؤدي إلى تهرب الاستثمارات ما يؤخر سيدر1″.

وصنفت ” ستاندرد آند بورز” لبنان بانه مستقر وذلك  كنظرة مستقبلية لتصنيف الائتماني للبنان.

اما وزير شؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني فقد طمأن الشعب اللبناني في بيان له  بأنه لا يوجد خطر على  الليرة اللبنانية بالقول انه “لا خطر بتاتاً على الليرة اللبنانية إذا إن إمكانيات المصرف المركزي والبنوك مرتفعة جداً وبإمكان البنك المركزي ان يعتمد سياسة شراء للسندات الحكومية بالليرة في اي وقت يختاره مناسباً لزيادة الكتلة المالية المتداولة وتنشيط حركة السندات والحركة النقدية وزيادة سرعة التداول النقدي”.

تعليقاً على ما ورد في مجلة “الإيكونوميست” اكد الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة في حديث لـ”جنوبية” أنه ” مع احترامنا لمجلة “الإيكونوميست” ولكن المنهجية التي اتبعت في المقال هو اتخاذ وجهة نظر وحيدة، وبالتالي يعتبر المقال منحاذ ولا يعبر عن الواقع الحقيقي على الارض”، مضيفاً ” يوجد بعض الاحزاب اللبنانية التي تعمل ضد الدولة والعملة اللبنانية وتريد التأثير على النظام بطريقة ما “.

واشار عجاقة إلى انه” من بين الاشخاص التي حاورتهم المجلة يوجد حزبيين، وهذا ما يكشف النوايا المكبوتة تجاة الليرة اللبنانية والاقتصاد اللبناني”.

وتابع عجاقة ” كل صحيفة لبنانية اخذت المقال وفسرته بطريقة التي تناسب مواقفها وتوجهها”.

وفيما يخص الاقتصاد اللبناني فقال عجاقة ” نحن نعلم ان الحالة الاقتصادية في لبنان متأزمة ويعود سبب ذلك إلى عدم وجود استثمارات، لذا على الدولة اللبنانية ايجاد استثمارات وان لم تتمكن من ذلك فعليها ترك الامر إلى القطاع الخاص مع تأمين له وضع امني وسياسي ثابت لكي تتمكن من العمل”.

ومن تأثير غياب الاسثمارات، بحسب عجاقة ” المواطنون يصبحون عاطلين عن العمل، الدولة يصبح مدخولها اقل من الاموال، بعض الشركات إن تعرضت للضغوطات كبيرة تغلق وتغادر”، اما اجتماعياً فقال عجاقة ” انخفاض بالمستوى المعيشي ما يزيد حدة الفقر”.

وتابع عجاقة انه “بالتوازي مع ذلك يوجد المالية العامة أي مصروف الحكومة اللبنانية، والاخيرة تصرف أكثر مما تجني وبالتالي الفرق فيما بينهم يذهب بشكل ديَن عام، وبالتالي كل ما يتطلب هنا هو توقيف العجز حتى يتوقف الدين على التراكم بإعتبار انه اذا بقي الوضع على حاله سوف يؤدي ذلك على المدى المتوسط او البعيد إلى الافلاس”، مشيراً إلى ان ” لبنان مصنف من ناحية المديونين كثالث دولة بالمقارنة إلى الناتج المحلي الاجمالي”.

إقرأ أيضاً: الاقتصاد اللبناني يهتزّ تحت وطأة تعثّر تأليف الحكومة

فيما يخص الشق النقدي في لبنان أكد عجاقة انه ” نظام ثابت والدليل على ذلك ان لبنان مرّ بمراحل صعبة كإغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدوان تموز 2006 واحداث 7 ايار والازمة السورية والفراغ الرئاسي والتفجيرات والاغتيالات التي حصلت ما بين عام 2013-2014، واستقالة الحريري“، متسائلاً” كل هذه الاحداث التي تهز لبنان لم تؤثر على الليرة فلماذ اليوم يريدونها ان تنهار؟”

وأكد عجاقة ان ” الليرة اللبنانية لن تنهار لاسباب متعلقة بالاحتياط الذي بإمكانه تثبيت هذه العملة، وطالما هذا الاحتياط كبير فلا يوجد خوف”.

إقرأ أيضاً: حشيش القنّب الهندي ثروة الإقتصاد اللبناني

وفيما يخص وكالة “ستاندرد آند بورز” فقال عجاقة” هي وكالة لتصنيف الخبراء تعتمد بكل الدول العالم، وقد قالت ان نظرتهم للبنان مستقرة فكيف يتم القول انه يوجد انهيار؟!”.

وشدد عجاقة أن ” المقال في “الإيكونوميست” هو منحاز لوجهة نظر واحدة يُجسدها عدد مُعين من الصحف ومن الاحزاب التي هي معروفة اليوم ولديها رغبة بمهاجمة الليرة واثارة الفوضى لمصالح شخصية”.

وفي الختام أكد الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة في حديثه لـ”جنوبية” أنه ” لا يوجد انهيار اقتصادي ولا مالي ولا حتى نقدي بالمدى المتوسط والبعيد ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد نقطتي ضعف علينا تحسينهما، وهما زيادة الاستثمارات، والعجز.

 

السابق
بالفيديو: سالم زهران يشبه الوضع في إدلب بتدوير النفايات!
التالي
السيد عبدالله فضل الله يُخرج مليار ونصف مسلم سنيّ من إسلامهم!!