موسى الصدر يخجل أن يلفظ هؤلاء اسمه

الإمام موسى الصدر دفع حريته وحياته ثمناً لموقف تفرد به عام 1978 وهو رفض اي وجود لميليشيات مسلحة في جنوب لبنان وتشديده على سيادة الدولة اللبنانية على الجنوب وعلى اعتبار قرار الجنوب قرار لبناني محض لا تشاركه فيه اي دولة اخرى اكانت دولة شقيقة أم دولة صديقة.

ذهب الى سوريا بعد الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978 مطالباً بانهاء الوجود الميليشياوي الفلسطيني في الجنوب فأحاله السوريون الى القذافي متهربين من مسؤولياتهم وعارفين سلفاً بما ستكون عليه ردة فعل القذافي ومصير الصدر.المهم ان موسى الصدر تميز بموقفه السيادي وهو اول من دفع غالياً ثمن هذا الموقف قبل ان تكر سبحة الاغتيالات والتفجيرات التي طالت السياديين بعدها.
الْيَوْمَ هو الذكرى الأربعين لإختطاف الصدر على يد القذافي وكثيرون كالعادة يتاجرون بقضيته دون ان تكون لهم الجرأة على مصارحة اللبنانيين بحقيقة هذه القضية وملابساتها والاخطر انهم يطمسون نهجه ومواقفه وارثه السياسي والانساني وخصوصاً ولاءه للبنان وهو الذي اطلق شعار لبنان وطن نهائي لجميع بنيه عكس التيارات التي كانت مسيطرة بالسلاح والارهاب على الساحة وقتها.
موسى الصدر أسس حركة أمل بميثاق من سبعة نقاط تعكس رؤيته الدستورية الإصلاحية وهي رؤية معاكسة بالكامل لما تقوم به الثنائية المشؤومة حالياً:
ارادها حركة وطنية متمسكة بالسيادة وهم حوّلوها الىاعلى درجات المذهبية وباعوا السيادة مقابل الكرسي والمال والفساد.
أراد الحرية للمواطن وهم سلبوا من المواطن الحرية والمواطنية وأعطوه بدلاً منها ترهيب الميليشيا والالتحاق بالقطيع المذهبي.

إقرأ أيضاً: #عقيدة_وثبات في ذكراه الأربعين: هذا هو الامام موسى الصدر

أراد محاربة كافة انواع الظلم من الاستبداد والإقطاع وحتى تصنيف المواطنين وهم أنتجوا إقطاعيات جديدة تخجل الإقطاعيات القديمة مما يقومون به من مممارسات الفساد والتعدي على الدولة والمواطن.اما الاستبداد فهم دعموا الاستبداد والجرائم ضد الانسانية في الداخل والخارج وجعلوا أنفسهم سلاحاً له ضد إنسانية الانسان وعكس مفهوم الانسان الذي زرعه الصدر بإسم الإيمان الحقيقي.
الصدر منع الى حد التحريم تصنيف المواطنين وهم لا تجد على السنتهم وأبواقهم سوى تخوين من لا يهلل لزعاماتهم ومرشدهم والوصاية التي يتبعون لها ولاموالها.
الصدر اعتبر ان نظام الطائفية يمنع التطور السياسي ويزعزع الوحدة الوطنية وهم مارسوا ابشع انواع السياسات الطائفية والمذهبية على مساوى لبنان والمنطقة والاسوأ انهم كرسوا الطائفية مرادفاً للعيش المشترك خلافاً لنهج الصدر وخلافات لإتفاق الطائف نفسه.
الصدر كان صاحب رؤية دستورية اصلاحية وهم أبدعوا بانعدام الرؤية الإصلاحية وانعدام برامج الإصلاح السياسي والاستهانة بالنصوص الدستورية.

إقرأ أيضاً: قصص عن الإمام موسى الصدر من ذاكرة الشاعر نزار الحرّ

الصدر أراد الإيمان الحقيقي اي العبادة في خدمة الانسان وهم زرعوا عبادة الشخصية والزعامات والميليشيات بدلاً من عبادة الله واستخلاصه للإنسان.
ثلاثية الصدر هي المواطن الدستور والسيادة اما ثلاثتهم فهي الوصاية والسلاح والفساد.
القذافي غيّبه مرة واحدة وهم غيّبوه أربعون مرة.

السابق
«قسد» تضيّق على مدارس الحسكة المسيحية
التالي
إهانة المغيب بين يدي ذكرى تغييبه