مئوية «لبنان الكبير».. كيان مهدّد بالزوال أم بلد قابل للعيش

يبلغ لبنان المائة عام من عمر قيامه في العام 2020. وهو الكيان الذي أنشأته البطريركية المارونيّة بمساندة فرنسية منذ 98 عاماً كوطن آمن للمسيحيين المضطهدين من قبل السلطنة العثمانية، لكنه ورغم مرور كل هذا الزمن الا انه لا زال مهدّدا بالزوال.

تحلّ اليوم في الأول من أيلول الذكرى الـ98 لولادة “لبنان الكبير”، الذي أبصر النور عام 1920 بجهود البطريرك الماروني إلياس الحوّيك وبدعم فرنسي واضح. ورغم مرور حوالي قرن على هذه الولادة، الا ان الأزمات الكيانيّة والوجوديّة لا زالت تعصف به، ولم تجعل منه وطنا نهائيا لجميع ابنائه.

إقرأ ايضا: هل صارت الشيعية السياسية عرابة «لبنان الكبير» ليقول بري الكلام العالي النبرة في صور؟

إذ يواجه لبنان منذ ولادته أزمة كبيرة تفوق أزمته جراء الوجود السياسي والعسكري الفلسطيني على اراضيه، ألا وهي أزمة النزوح السوري.

الدكتور حسن كريم
الدكتور حسن كريم

في هذا الاطار، يرى الأستاذ المحاضر في الجامعة الاميركية ببيروت، والعامل ضمن برنامج الامم المتحدة الانمائي، الدكتور حسن كرّيم، ردا على سؤال حول مدى فشل مشروع لبنان الوطني الذي تأسس ككيان عام 1920، فقال لــ”جنوبية” إن “ظروف لبنان اليوم اختلفت، ويمكن متابعتها من خلال عدد من الزوايا. فلبنان فكرة مارونية قديمة بدأت بفكرة “لبنان الكبير”، حيث تأثر الموارنة بالمجاعة في جبل لبنان. وبهذا المعنى ظنّوا ان لبنان بلدا قابلا للحياة”.

ويتابع، الدكتور حسن كرّيم، بالقول “من زاوية طائفيّة يمكن القول ان ما صنعوه من جهة المصالح الطائفية للمسيحيين انه كان خسارة كبيرة لهم، ولكن من زاوية الوطن القابل للحياة كان فكرة جيدة”.

ويرى ان “ظروفنا تغيّرت، والديموغرافيا اختلفت، والتفكير بالدولة اختلف، لكن لا يجب ان نقيسها من زاوية انه غير قابل للحياة. اذ لا زال بعض الموارنة يجدون انه بلد قابل للحياة رغم كل شيء، ولننظر إليه من جهة انه بلد حافظ على العيش، وانه يؤّمن عيشا كريما لجميع ابنائه”.

ويلفت قائلا “لكن هناك مبالغة انه سيظل بلد الحريات رغم كل محاولات التضيق في هذا المحيط العربي، قياسا الى وضع سوريا والعراق ومصر، وليس سيئا كما هو حال هذه البلاد المذكورة آنفا. فهم أفشل من ان يتمكنوا من القضاء على الحرية”.

الباحث والمؤرخ الدكتور عصام خليفة
الباحث والمؤرخ الدكتور عصام خليفة

من جهة أخرى، يرى الباحث والمؤرخ الدكتور عصام خليفة، ردا على سؤال لـ”جنوبية” ان “هذا الكلام غير علمي، وغير مستند على وثائق، فلبنان الكبير هو وطن للاحرار من كل الطوائف حيث كان الاصرارعلى ضم لبنان الكبير حيث الصراع على الكيان الصهيوني”.

ويتابع، الدكتور خليفة، بالقول “كان هناك صراع مثلث، هناك صراع لبناني لبناني صهيوني فيصلي سوريا الكبرى انكليزي. لان الصراع كان مرّكب كصراع فرنسي انكليزي من جهة، ولبناني صهيوني فيصلي من جهة أخرى”.

و “المشرّع اللبناني استعاد جزءا من لبنان، وهي الأقضية الأربعة (بعلبك-المعلقة-حاصبيا-راشيا). وضمت مناطق ولاية بيروت وعكار وصور وصيدا والجنوب إليه فأعيدت هذه المناطق الى لبنان الكبير التي فصلها العثمانيون بدعم من الانكليز عن المتصرفية لانها كانت تابعة للفرنسيين”.

و “وهو مشروع حرية، انه مشروع حرية لجميع ابنائه، وهو تطوّر لاحقا حيث عملنا الميثاق، واتفقوا على الاستقلال عام 1943 مما مكّن من الاطماع، اضافة الى الطمع السوري، ولا تزال الأطماع موجودة، لكن التطور ان السنّة دفعوا دما من اجل لبنان الكبير، والشيعة قدّموا دمائهم ايضا لأجل لبنان ايضا، والدروز الذين وضعوا دما في قجة الوطن. ودورنا هو ان ندافع عن لبنان الكبير، وان نقوم بوطن مستدام، لا دكاكين يرمون فيها الزبالة، وينشرون الفساد…”.

ويؤكد، عصام خليفة، ردا على سؤال “البطريرك الحوّيك في الحرب الأولى وزّع المساعدات على المسلمين خلال المجاعة، وحاولوا اغرائه بمنع المطالبة بضم الجنوب”.

إقرأ ايضا: «من الانتداب إلى الانقلاب – سوريّة زمان نجيب الرّيِّس»

ويختم، الدكتور عصام خليفة، قائلا “لم يكن مشروع البطريرك الحويك مشروعا مسيحيا، بل مشروع حرية في منطقة عربية تعاني من النقص بالحرية. ودستورنا يحترم الاديان كلها ومحايد ازاء الاديان، وذلك وارد في المادة التاسعة من الدستور”.

السابق
هذا ما جرى في «برج حمود»
التالي
ماذا جرى في كوسبا حساسية طائفية أم مشكلة بيئية؟