بعد دخول الصواريخ الايرانية.. العراق على خطى سوريا ولبنان

صواريخ باليستية تنقلها ايران الى العراق وتزود بها فصائل شيعية، يقدر عددها بالعشرات، تهدد بتفجير الوضع في المنطقة، هل هناك مشروع ايراني لـ"لبننة" العراق وتحويله الى منصة اشتباك معادية؟

اكدت تقارير غربية نشرتها وكالة رويترز ان “ايران نقلت خلال الاشهر الماضية صواريخ باليستية الى فصائل شيعية تقاتل بالوكالة في العراق، وقالت مصادر غربية إن عدد الصواريخ يقدّر بالعشرات، وإن هدف إيران من نقل هذه الصواريخ هو إرسال تحذير للولايات المتحدة وإسرائيل، بعد مهاجمة قواتها في سورية، الامر الذي لم تنفه طهران.

واشارت التقارير الى ان الصواريخ هي من نوع “ذو الفقار” و” فاتح-110″، و”زلزال”، ويتراوح مداها بين 200 و700 كلم، الامر الذي يضع مدينتي الرياض وتل أبيب في مرماها، مؤكدة ان قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني يشرف مباشرة على برنامج تطوير وانتاج تلك الصواريخ، وبأن اماكن تواجد مصانعها تقع في الزعفرانية، شرق بغداد، وجرف الصخر شمالي كربلاء، ورجح مصدر إيراني وجود مصنع في كردستان.

ورأى مراقبون للوضع العراقي ان نقل تلك الصواريخ يندرج في اطار نية ايران الدخول في مشروع “لبننة ” العراق وتحويله الى منصة اشتباك، ولعل فتح طهران معركة مع رئيس الوزراء حيدر العبادي كرد فعل على سياسة واشنطن، فزيارات قائد فيلق القدس قاسم سليماني المتكررة الى بغداد ومساهمته في شرخ الصف الشيعي، كما ولقائه رئيس مجلس القضاء العراقي فائق زيدان واقناعه برفع استمارة يتولى من خلالها مجلس القضاء تحديد اسم الرئيس بدلا من المجلس النيابي المنتخب، ثم جولته على مراجع النجف الاربعة والضغط عليهم تمثل خطوة لإحراجهم امام الرأي العام الدولي والاقليمي، الا ان سليماني لم يكتف بذلك بل عمد الى تأليب القيادات السنية والكردية في وجه العبادي ولا يستبعد المراقبون محاولة طهران تحريك داعش لخلق ازمة جديدة وتفجير الوضع الامني العراقي المأزوم اصلا.

مصدر اعلامي مقرب من كتلة النصر قال في حديث لـ”جنوبية” ان “هناك معادلة التوازن التي حرص عليها العبادي وهي سياسة يتبعها لاقامة توازن بين المصالح الغربية والايرانية خاصة بعد تشدد ترامب اتجاه ايران ومحاصرتها من خلال العقوبات المفروضة عليها كان رد الفعل الايراني من خلال سياسة سليماني الهجومية ومحاولة اقصائه للعبادي ، في حين ان الولايات المتحدة لا تريد ان يكون العراق ساحة مواجهة، مع اعتراف الايرانيين انفسهم ان العبادي لم يعمل ضد مصالحهم ولم يقم بمحاباة واشنطن على حساب طهران”.

واشار المصدر الى ان” ايران وجدت ان العراق هي الوجهة الانسب والاقرب لحدودها لتحويله الى ساحة للمواجهة ضد حصارها الاقتصادي والسياسي، وتتمثل اولى مظاهر المواجهة بمحاربتها للعبادي ثم دعمها لحلفاء الحشد الشعبي وجعلهم قوة تتبع لها داخل الساحة العراقية”.

ولفت المصدر الى ان” ايران لا تسعى فقط الى تغيير الواقع السياسي وانما ايضا الى تغيير الواقع العسكري وما له من خطورة على الواقع العراقي ويؤدي خلق مواجهة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي”، مضيف ” المعلوم ان ايران تسعى الى نقل المواجهة دائما الى خارج اراضيها وهي تحارب بالوكالة” وتساءل المصدر” هل تحولت المعركة في العراق الى معركة لدعم القرار الوطني المستقل ام سيفتح العراق على مواجهة اقليمية واسعة؟”

إقرأ أيضاً: أجواء الحراك العراقي.. خيبات آمال الشعب الذي انهكتهُ الحروب

المحلل والكاتب حسن فحص اشار لـ”جنوبية” ان ” المواجهة مع العبادي ليست مباشرة وانما عنوان من عناوين المواجهة الاساسية القائمة بين طهران وواشنطن، خاصة وان العراق تحول الى ساحة صراع علني بين الطرفين” مضيفا “قاسم سليماني يتحرك من جهة والرئيس الاميركي ترامب ايضا له سياسته وحركته، وقد اصبحت الزيارات والتدخلات في العراق علنية، لذلك فأن التصعيد اتجاه حيدر العبادي ايرانيا يأتي في سياق المعركة القائمة مع الاميركي مع الدعم الاميركي الواضح للعبادي الذي يعتبره الايراني بمثابة تهديد له، ويقوم بمواجهته لذلك تبدو المعركة وكأنها ضد العبادي، ولكن اذا تم التوصل الى تفاهم بين العبادي وايران فستمتنع الاخيرة عن محاربته”.

إقرأ أيضاً: إيران تحرّك المالكي والحشد الشعبي لتأكيد نفوذها في العراق

وبرأي فحص ان “تحول الصواريخ الايرانية الى الداخل العراقي هو بمثابة رد على التحرك الاميركي العسكري الاميركي باتجاه الحدود العراقية الايرانية، والمساعي الاميركية العسكرية لاقفال هذه الحدود امام الايراني، ومع الحدود السورية” مضيفا” هي رسائل متبادلة وقد لا تؤدي الى مواجهة الا انها تشير الى وجود خطوط حمر بين الطرفين”.

وقال فحص” من جهة اخرى ومنذ بدء الازمة العراقية ترى طهران بضرورة تشكيل قوات رديفة لها، ودعمها للتحول الى قوات اساسية وقد يكون ما يحكى عن نقل صواريخ يأتي في اطار تعزيز هذه القوات الرديفة في اطار المؤسسة العسكرية الرسمية”.

السابق
وفاة والد نادين نسيب نجيم.. وهكذا نعته
التالي
برّي في مهرجان الصدر: يشرّع «الحشيشة».. ولكن ماذا عن الإنماء؟