برّي في مهرجان الصدر: يشرّع «الحشيشة».. ولكن ماذا عن الإنماء؟

نبيه بري
ما هدف الرئيس نبيه بري من إعادة إثارة موضوع تشريع الحشيشة؟ وهل تلقى مطالبات الرئيس بري صدا في هذا المجال؟

كان اللافت في كلمة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التي ألقاها في الذكرى الأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ببعلبك الرسائل التي وجهها لجميع الأفرقاء في مختلف المجالات إلا أن الأهم كان تركيز الرئيس بري في خطابه يوم أمس على  الشق الإنمائي في البقاع وإثارة موضوع تشريع الحشيشة من جديد الذي شكل قبل شهر تقريبًا مادة جدل واسعة داخليا.

إقرأ ايضًا: بري يحمل لواء تشريع زراعة الحشيشة بانتظار القوانين النافذة ‎

وأعاد بري  المطالبة بإصدار قانون يشرع زراعة الحشيش لأغراض طبية وصناعية وإنشاء هيئة لتنظيم زراعة هذه المادة المخدرة.  مشيرا “كما شتلة التبغ في الجنوب شاركت في المقاومة بإبقاء الناس في قراهم كذلك هنا وفي عكار والمناطق الصالحة لمثل هذه الزراعة”. لافتا إلى أن “اقتراح القانون تمت صياغته وقدم من قبلنا إلى المجلس النيابي أول أمس وأبرز ما نص عليه القانون، هو إنشاء هيئة منظمة تماما كما الريجي (إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية) بالنسبة للتبغ، واجباتها الإشراف والمراقبة وإعطاء التراخيص وتحديد الكميات ومتابعة المزروعات منذ زراعتها حتى تسلمها من قبلها”.

وكان اللافت تركيزه على أهمية هذه النبتة وإستخدامها في العلاجات الطبية من قبل عدّة دول متقدمة، قائلا: “تبرز الحاجة لسلوك تشريع القنب أي الحشيشة إذا علمنا أن 123 دولة في العالم شرعته للاستعمالات الطبية، منها دول في أوروبا وأميركا اللاتينية على رأسها البرازيل، بالإضافة إلى الهند والصين، وأخيرا29 ولاية أمريكية في الولايات المتحدة”، موضحا أنه في حال صدور تشريع مماثل في لبنان، فإن “المستفيد الأول سيكون المزارع والعامل والفلاح وصاحب الأرض وليس المهرب كما هو عليه الحال الآن”.

وإضافة إلى تشريع الحشيشة خصص بري في خطابه قسما تناول فيه المشاريع الإنمائية في البقاع التي يجب إنجازها إن كان على الصعيد التربوي أو الصحي عدا عن إنشاء مجلس تنمية للبقاع ومجلس آخر لعكار والضنية و​المنية​ على غرار ​مجلس الجنوب، كاشفا أنه تم تقديم هذا المشروع إلى مجلس النواب في هذا الإطار.

فما الهدف من إعادة  إثارة موضوع تشريع الحشيشة، خصوصا أن الرأي العام البقاعي الرسمي كان متحفظا على هذا المشروع خوفا من يؤدّي إلى وصم ابناء المنطقة بصفة “الخارجين عن القانون والهاربين من وجه العدالة و “المحشيشين”، مطالبين بمشاريع إنمائية تخدم أهل المنطقة وتوفّر فرص عمل بدلا من تشريع هذه النبتة.

الصحافي والمحلل السياسي وفيق الهواري رأي في حديث لـ “جنوبية” أن “الهدف السياسي المباشر لدعوة بري إلى تشريع الحشيشة  تأتي في إطار الزبائنية السياسية التي تسعى إلى تطوير العلاقات السياسية لجمهور بعلبك – الهرمل”، مشيرا “هذا لا يعني أن مطلب تشريع الحشيشة  خاطئ لكن له شروطه إذ يتطلب وجود دولة قويّة وشركة وطنية لتنظيم الزراعة والإشراف عليها وإستلام الإنتاج بشكل كامل إلى جانب التدقيق إذا كانت نبتة الحشيشية الموجودة في لبنان صالحة بشكل فعلي للإستخدام الطبي أم أن المطلوب إستبدالها ببزور مختلفة لتكون صالحة للإستخدام”.

وخلص الهواري بالقول “خارج هذين الإطارين أي إطار وجود دولة قويّة وإطار التدقيق الطبّي يبقى الشعار شعبوي يخدم هذا الفريق أو ذاك”.

إلى ذلك  رأى رئيس بلدية النبي شيت السيد إبراهيم الموسوي في حديث لـ “جنوبية” أن كلام الرئيس بري بشكل عام هو كلام القائد الذي يوجّه ويضع الخطط  التي تخدم المصلحة الوطنيّة كافة من حيث الإهتمام بالمناطق الريفية والبعيدة عن المركز وهذه الأمور تأتي في صلب إهتمامات الرئيس بري وجميع القوى السياسية”.

إقرأ ايضًا: تشكيك بقاعي بنوايا «تشريع الحشيشة»: نريد مشاريع انمائية

وفيما يتعلّق بتشريع الحشيشة قال  إن “لا أحد لديه إعتراض على التشريع للأمور الطبية، شرط أن تكون ضمن قوانين مدروسة جيدا ولا تصبح عرضة للتلاعب فيها بأماكن معينة حتى لا نقع ضحيتها في المستقبل بحجة أنها مشرعة”.

وخلص الموسوي بالقول إن الأهم “هو المتابعة والمراقبة المكثفة كي لا يتغلغل الفساد بحيث يتحوّل تشريع زراعتها لإستخدامات طبية إلى الإتجار بهذه النبتة”.

 

السابق
بعد دخول الصواريخ الايرانية.. العراق على خطى سوريا ولبنان
التالي
موجة حارّ شديدة تخيّم على لبنان ابتداءاً من اول ايلول