الجيش السوري يشتبك مع حزب الله لمنع فتح ممرّ طهران – بيروت

الجيش السوري
25 قتيلا هي حصيلة اشتباكات بين قوات من الجيش السوري واخرى ايرانية وقريبة من حزب الله، في معبر القائم في منطقة البوكمال الحدودية بين سوريا والعراق، ما هي اسباب هذا التصادم بين الحليفين؟ وماذا يقول العميد هشام جابر حول معبر القائم الحدودي؟

نقلت وسائل اعلام سورية معارضة عن اشتباكات متقطعة تدور منذ اسبوعين بين الجيش السوري وميليشيات ايرانية واخرى في حزب الله، في منطقة البوكمال الحدودية بين سوريا والعراق وتحديدا في معبر القائم، وفي التفاصيل ان 25 قتيلا من الطرفين سقطوا خلال معارك شاملة للسيطرة على المدينة وأحيائها المختلفة وصولا الى بلدة الميادين القريبة، مع استقدام تعزيزات ايرانية وتهديد عناصر تابعة للقوات السورية بالتراجع واخلاء المدينة، وسط تعتيم اعلامي محلي مقصود.

واشارت التقارير ان ذلك ربما يكون جزءا من الجهد الايراني للسيطرة على الممر الرئيسي والحيوي بين سوريا والعراق،لا يكون للجيش السوري والاطراف الاخرى اي قدرة على التأثير.

اقرأ أيضاً: «الإتفاق الدفاعي»… لعرقلة انسحاب إيران من سوريا

مصدر عسكري سوري افاد لـ”جنوبية” ان” المناوشات في تلك المنطقة بين عناصر من الجيش السوري واخرى تابعة للمليشيات الايرانية تحصل من وقت لآخر بشكل متقطع لكنها تنحصر على المستوى الفردي، بين افراد وليس على مستوى القيادة”، مضيفا “مما لا شك فيه ان تلك النقطة الحدودية تشكل منطقة نزاع ثلاثي للسيطرة بين الجيش السوري من جهة والاكراد المدعومين اميركيا من جهة اخرى، وبين الطرف الثالث الايراني الذي يتمثل بفرق عسكرية متعددة الجنسيات منها عراقية يدربها مستشارون وضباط ايرانيون يطلق عليها اسماء فاطميون وزينبيون وحيدريون ولواء ابو فضل العباس، وايران تقاتل بهم في تلك المناطق وهم ينتشرون على شكل مجموعات صغيرة مشتتة وهي غير مجهزة بشكل كبير كما يشاع وبالتالي هي غير قادرة على الاشتباك عسكريا لفترة طويلة”.

من جهة اخرى اعتبر المصدر ان” ربما تسعى ايران الى السيطرة في تلك المنطقة فهي تشكل ممرا حيويا واستراتيجيا من طهران وحتى بيروت وهي منفذها الى البحر المتوسط، كما انه معبرا للتواصل مع الحشد الشعبي في الجهة العراقية المقابلة” واضاف ” الا ان الدولة السورية لم تعط اي امتيازات او قواعد ثابتة لايران في تلك المناطق الشرقية وقد جرى في تموز الماضي اتفاق بين الجانبين العراقي والسوري ومساع لفتح هذا المعبر امام التبادل التجاري بين البلدين، ويتوقع ان يكون مردوده الاقتصادي كبير للطرفين”.

ولفت المصدر الى” محاولات ايران لتجنيد شباب سوري واغرائهم بمحفزات مالية كبيرة في تلك المناطق الحدودية وكذلك اقامة مؤسسات دينية شيعية لاستقطابهم الى صفوفها، كما تم الاستيلاء على بيوت اللاجئين الذين لا يستطيعون العودة الى بيوتهم”.

يذكر ان هناك ثلاث معابر حدودية على الحدود السورية – العراقية هي معبر اليعربية في محافظة الحسكة، معبر البوكمال في محافظة دير الزور يطلق عليه معبر القائم في الجانب العراقي، ومعبر التنف (الوليد) جنوب دير الزور حيث توجد قاعدة أميركية كبيرة.

العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات أكد لـ”جنوبية” ان” هناك تنسيقا بين الجيش السوري والقوات الايرانية في تلك المنطقة، ويتم التعاون فيما بينهما لفتح معبر القائم، وهذا الاخير يشكل طريقا تاريخيا بين العراق وسوريا، لذلك فإن فتح هذا المعبر يعتبر “فتحا” بحد ذاته”.

العميد الدكتور هشام جابر

واكد جابر ان ” معبر القائم لم يفتح بشكل كامل حيث انه مفتوح على البادية وهو غير آمن، ولا تزال مجموعات داعشية مسلحة تنتشر حتى شمالي البوكمال، وايضا الولايات المتحدة لا تريد فتح هذا المعبر، وعملية فتحه ترتبط بمعبر التنف ايضا ، كما ترتبط بالقضاء على داعش وهي ستتولى ذلك، او تتيح للجيش السوري القيام بتلك المهمة”، معتبرا ان “هذا الممر في حال تم فتحه يشكل ممرا حيويا من طهران حتى البحر المتوسط، الا ان كل ذلك يرتبط بسؤال اساسي حول ما اذا كانت واشنطن تريد مغادرة سوريا اولا؟ فترامب اعلن انه يريد الانسحاب من سوريا ثم تراجع عن رأيه واعلن عدم انسحابه الا بعد القضاء على داعش وخروج ايران من سوريا”.

اقرأ أيضاً: إيران وصراعاتها المزدوجة…هل تخلى عنها الحظ؟

وقال جابر “لن تغادر الولايات المتحدة سوريا خالية الوفاض او من “المورد بلا حمص” وهي اولا تريد ضمان حصتها هناك من النفط السوري، حيث ان منطقة دير زور غنية بالموارد النفطية، والاميركيون يتواجدون من خلال استخدام قوات حماية الشعب الكردية لتحمي مصالحهم، لذا فهي تبقي ايضا على داعش في تلك المناطق كورقة في يدها تفاوض عليها”.

ولفت جابر الى ان ” معبر التنف لم يعد ذات قيمة خاصة بعد فتح عبر نصيب، كما ان معبر التنف تحميه عشائر عربية تحميها اميركا وستتخلى عنهم عندما تضمن مصالحها في المنطقة الشرقية”.

وختم جابر ” معبر القائم يرتبط فتحه بالقرار الاميركي ووجود هذا الاخير يرتبط بضمان مصالحه وحصته بالنفط، لذا فهو يبقي على داعش وتخليه عن تلك المنطقة يرتبط بمفاوضاته مع الروس”.

السابق
هجوم من ناشطين على زياد الرحباني بعد التقاط صور له في صيدا
التالي
بعد «تصريف الأعمال» في حكومة الحريري هل يسود «تشريع الضرورة»؟