«الإتفاق الدفاعي»… لعرقلة انسحاب إيران من سوريا

اعلان اتفاق "دفاعي- امني" بين دمشق وطهران، في لحظة معقدة اقليميا وسط عقوبات اميركية وضغوط اسرائيلية بضرورة خروج القوات الايرانية من كامل سوريا.

في حين يتجدد الجدل حول الوجود الايراني في سوريا ومطالبة واشنطن بخروج كل القوات الاجنبية من كافة الاراضي السورية، تم هذا الاسبوع الاعلان عن توقيع اتفاقية دفاعية بين طهران ودمشق، وذلك بعد زيارة وزير الدفاع الايراني العميد امير حاتمي ووفد من المستشارين المرافقين له لمواقع عسكرية شمال وجنوب غربي حلب، التقى خلالها ضباطا وعناصر في القوات الايرانية، وقد اكد الملحق العسكري الايراني في دمشق العميد أبو القاسم علي نجاد اول امس الثلاثاء، أن “مستشاري إيران العسكريين سيبقون في سوريا بناء على اتفاقية دفاعية تم توقيعها هذا الأسبوع”، مشيرا الى ان “تنفيذ الاتفاقية بدأ من لحظة التوقيع عليها”.

اقرأ أيضاً: إيران وصراعاتها المزدوجة…هل تخلى عنها الحظ؟

ولعل تفويض اميركا لروسيا بملف الازمة السورية والحل السياسي من خلال ادارة الصراع هناك، وبالرغم من تعزيز موسكو من وجودها في العديد من المناطق واقامتها مركز المصالحات الذي تديره مباشرة من مطار حميميم العسكري، وتكثيف انتشار الشرطة الروسية الى جانب الفيلق الخامس (وهو فصيل تشكّل من عناصر سورية ويعتبر بمثابة فرقة روسية مستقلة عمليا عن الجيش السوري)، الا ان هذا التفويض الاميركي لبوتين ظهر انه محدود ومشروط بإخراج الايرانيين اولا من سوريا، وهو ما أكده لقاء بولتون- باتروشيف الاخير.

مصدر ميداني اشار لـ”جنوبية” الى ان “الحرس الثوري الايراني يستمر في تعزيز نفوذه في الشمال والشرق السوري تحديدا في المنطقة الحدودية السورية- العراقية، مع تفعيل تواجده العسكري والمدني في محافظتي حلب وحمص للحفاظ على ممر “بيروت- طهران”، وهو ما سعت اليه ايران منذ ما قبل اندلاع الازمة السورية، مع تشجيعها مؤخرا للخيار العسكري في ادلب في مسعى آخر منها لتعقيد الحل السياسي”.

واذ لا يستبعد المصدر “المصلحة الروسية بتفردها بالقرار السوري واستئثارها بإدارة الازمة السورية، والافادة من ذلك في تخفيض سقف الشروط الاميركي فيما خص اوكرانيا وملفات اخرى تتعلق برفع العقوبات الغربية عنها”، تساءل المصدر “هل أدخلت واشنطن موسكو في ورطة بتحميلها مسؤولية اخراج ايران من سوريا، سيما ان معظم الاطراف المعنية بالأزمة السورية (تركيا، ايران وروسيا) خاضعة لعقوبات غربية واميركية، تحت طائلة التنفيذ والا..!”

ما هي ابعاد هذه “الاتفاقية الدفاعية”، وهل جاءت لقطع الطريق امام المطالبة بخروج القوات الايرانية من سوريا ولتأكيد شرعية وجودها قانونا؟

فيصل عبد الساتر
فيصل عبد الساتر

اقرأ أيضاً: دونية لبنانية اتجاه الأسد.. أو الخوف من ظلال ديكتاتور راحل

المحلل السياسي والاعلامي فيصل عبد الساتر قال لـ”جنوبية” ان “كل المحاولات الاميركية ترافقها محاولات اسرائيلية تريد بأي شكل من الاشكال، ومن خلال تقديم عروضا لسوريا فك تحالفها مع ايران وحزب الله، وقد قاموا بكل ما في وسعهم في هذا الاطار، ولا يبعد هذا الامر عن الروسي في بعض مناحيه، حيث ان هناك مصلحة للروسي في هذا الامر بمعنى ان تكون سوريا تحت “الوصاية” الروسية اذا صح التعبير، وان تكون المظلة الروسية هي الاساسية، الواضح ان سوريا لم تكن في هذا المنحى على الاطلاق والدليل على هذا الامر ان سوريا كان لها موقفا متقدما مع ايران حين انتصرت الثورة الاسلامية وبني هذا التحالف منذ العام 1979، في حقبة حكم الرئيس حافظ الاسد اليوم اثبت ان هذا التحالف ليس تحالفا ظرفيا او لحظويا، بل هو تحالف استراتيجي عميق” واضاف “جاءت هذه الزيارة بعد سلسلة من العروضات التي قدمت للرئيس الاسد بالتخلي عن حلفائه، واخرها عروضا سعودية متتالية لفك تحالفه مع ايران بشكل اساسي وممكن ان يقدم لسوريا الكثير من الحوافز”.

واكد عبد الساتر ان “هذا الموقف يدل على السياسة الثابتة للقيادة السورية بأنها لا تبيع وتشتري بتحالفاتها والواضح ان هذا النوع من توقيع المعاهدات والاتفاقيات بين ايران وسوريا جاء بمثابة رد قاطع على كل التحليلات التي ترى ان ايران بدأ نفوذها وتحالفها يضعف مع سوريا”.

السابق
سعد لمجرّد بريء من تهمة الاغتصاب الثانية… والمحامي يكشف السبب
التالي
بري لن يرد على الاتهامات في ذكرى الصدر.. بل سيفعل