المرشّح أحمد مراد: لا يمكن للحزب الشيوعي أن يغيِّر وحده

احمد مراد
إنها ليست المرة الأولى التي يترشح فيها الدكتور أحمد مراد للانتخابات النيابية، ولكن في كل مرة، يزداد تجربة ووعياً للعوائق والتحديات التي تواجه المرشحين الذين يقدمون أنفسهم كمعارضة للسلطة وأحزابها، فكيف يقرأ مرشح الحزب الشيوعي اللبناني على لائحة "صوت واحد للتغيير" في دائرة الجنوب الثالثة الدكتور أحمد مراد التجربة.

يقول مراد: الاستحقاق الانتخابي في الجنوب معبِّر جداً بحد ذاته، فقد مارست فيه أحزاب السلطة كل شيء باستثناء السياسة، على الرغم أنه استحقاق سياسي بامتياز. فقد انعكس ذلك على التحالفات نفسها، فكل تحالف كان يأتي من خلال إظهار المصلحة الذاتية، كل طرف يحاول أن يظهر حجمه الفعلي للآخر وفي إطار الصراع ضمن إطار السلطة نفسها.

البذخ الانتخابي تزوير

ويضيف مراد: أعتقد أن التزوير الفعلي والحقيقي يكمن في النظام الانتخابي نفسه، والبذخ المالي الذي استهدف شراء الذمم وذلك بحماية قانونية، وهذا ما شكل عائقاً أمام المرشحين المستقلين والعاديين وأفسح في المجال أمام أصحاب الأموال الطائلة. في هذا الاستحقاق ظهرت كل العورات السياسية، وتبين أن خوف السلطة ورعبها من أي تغيير دفعها للتمسك بهذا النظام الانتخابي الذي يعتمد النسبية المشوهة ويعلن تمسكه بالمذهبية.

اقرأ أيضاً: لقاء النائبات بالشباب.. مهرجان انتخابي «مؤجّل»

ويزيد مراد: وأود الإشارة إلى تزوير آخر ورهيب بالوقت ذاته، وهو الابتزاز والإرهاب اللذين مورسا على الناخب وطال ذلك لقمة العيش والتهديد بالصرف من العمل وخصوصاً للعاملين في مؤسسات الدولة. كذلك أصحاب الحوانيت في البلدات والقرى وخوفهم من المقاطعة لبضائعهم، كما مورس تهديد على بعض موظفي مجلس الجنوب إلى درجة قالوا للبعض إذا كنت لا تريد التصويت لنا، الأفضل أن لا تشارك.

مشكلة داخلية

يصمت مراد لحظات قبل أن يستطرد قائلاً: أريد أن أرى النصف المملوء من الكوب. أرى أن المشكلة الأساسية داخلية عندنا فالنتيجة بتعداد الأصوات كانت مخزية، وأعتقد أن السبب يعود للسقف السياسي العالي جداً الذي استخدم بهذا الاستحقاق.. بعد نحو مئة عام على قيام الكيان تبين أنه كيان غير قابل للحياة، ونظامه السياسي مولد للحروب الأهلية، ولا وجود لمعارضة جدية ترى خطورة الوضع الطائفي الذي ولد نظام المحاصصة القائم على الفساد الذي تحول إلى ثقافة سائدة، وبالتالي فإن هذا الشعار المطروح سيؤدي إلى مزيد من التقوقع والهامشية السياسية، لذلك اقترحت شعاراً تكتيكياً له بعد استراتيجي. يقول الشعار: أيها اللبنانيون اتحدوا من أجل تطبيق القوانين واحترام الدستور. وهذا الشعار يكون خطوة أولى للشعار الاستراتيجي المطروح. ما أطرحه هو ضرورة تطبيق البنود الإصلاحية في اتفاق الطائف (الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، الوظائف العامة، حسب الكفاءة والقدرة). وأن التنمية تعتمد على التخطيط والبرمجة ولا تعتمد على مزاجية المسؤولين، وأرى أن هذه تشكل أساساً للتحالفات لتغيير موازين القوى في السلطة القائمة من دون اللجوء إلى الحروب الأهلية والعنف.

شؤون جنوبية168

نزاع شيعي؟

وحول تجربة الدائرة الثالثة، يقول مراد: عرض علينا التيار الوطني الحر والمستقبل التحالف لقاء تخلي الشيوعيين عن المقعدين السني والأرثوذكسي، في حين أن أمل وحزب الله طرحا على القوى الأخرى تشكيل لائحة أخرى من أجل منع تجميع أصوات المعارضة. في الوقت نفسه صرفنا وقتاً طويلاً في النزاع الداخلي إذا كنا نريد الترشح؟ ومن نرشح؟ كانت معركة داخلية ذات سقف سياسي عالٍ جداً.

إعادة نظر

من جهتنا علينا العودة إلى قضايا مؤتمر الحزب الشيوعي لإعادة النظر بالشعار ونقاش سياسة التحالفات مجدداً. أما بخصوص ما يطلق عليه إسم الحراك الشعبي أو المدني أرى أن أصحابه أتوا بزخم، يملكون الحماسة ولا يملكوا السياسة ولم يحسموا أمرهم بالسياسة.

اقرأ أيضاً: من هم المجنسون في الجنوب وكيف انتخبوا؟

وحول تدني مستوى المشاركة، يوضح مراد: الناس لا ترى في الاستحقاق خيراً ومن يريد المشاركة، له مطلب وظائف في السلطة، أنه الخوف من المستقبل.

وحول تجربة الحزب الشيوعي اللبناني يعلق مراد: أعتقد أننا تحولنا إلى حزب هرم، نحن بحاجة إلى دم جديد، والسؤال كيف نستقطب الأجيال وحول ماذا؟ يجب الخروج من التاريخ لنعيش الحاضر من أجل المستقبل.

نحن بحاجة إلى مراكز إبحاث علمية، لبناء ملفات حول قضايا الناس والبحث المتواصل حول ما يجري في مغارة علي بابا.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 168 صيف 2018)

السابق
علي حسن خليل يلتقي الحريري
التالي
الملاكم طارق شهاب ينقذ طائرة ألمانية من عملية خطف!