ذكرى وسؤال 

صادف يوم أمس الذكرى السنوية الأولى على كشف مصير العسكريين الذين كانوا أسرى لدى داعش وقد باتوا شهداء بفضل سوء إدارة ملفهم من قبل المسؤولين في لبنان على مدى ثلاث سنوات من عمر الأزمة.

بالأمس إحتفل لبنان ب ” ثلاثيته ” بذكرى فجر الجرود التي هي بلا شك ذكرى عطرة ولكن الإحتفال إقتصر على المباهاة والإفتخار بالنصر دون أن يخبرنا أحد في هذه الدولة عن خفايا هذه المسألة التي أوجعت اللبنانيين أجمعين وبخاصة أهالي العسكريين الذين كانوا قد وعدوا بلجنة تحقيق تكشف كل الخبايا وهو الأمر الذي لم نرَ له نتيجة حتى الآن.

في هذه المناسبة لا نرى بدا من إعادة التذكير بهذا الملف عبر ما كتبناه في مثل هذا اليوم من العام الماضي لعل وعسى.
الآن وقد طوي الملف على نهاية مفجعة، آن الأوان للحديث والتساؤل وجاء الوقت الذي يجب أن تكشف فيه كل الحقائق والمراحل التي مرت بها هذه القضية منذ بداية المعركة في آب 2014، معطياتها ودور كل جهاز وشخص ومسؤول فيها، كيف أختطف الجنود والمراحل اللاحقة من مفاوضات وإتصالات لإطلاق سراحهم أو مبادلتهم.

إقرأ أيضاص: استمرار تغييب «الصفقة الفضيحة» عن التحقيق بـ«العسكريين» لا يعوضه لا أبو عجينة ولا أبو طاقية

من وافق يومها ومن رفض؟ لماذا ما كان مرفوضا من ثلاث سنوات يوم كان ما زال العسكريون أسرى بات مقبولا اليوم وهم شهداء؟ بكل بساطة المطلوب لجنة تحقيق بكل شاردة وواردة بهذا الملف المؤلم، ومحاسبة كل مقصر أو متواطئ أو متخاذل أو معرقل من أصغر مواطن إلى أكبر مسؤول كائناً من كان، مدنيا كان أو عسكريا، رجل دين او دنيا.

من المسؤول؟؟؟.

قد يكون ما نطلبه مضحك في بلاد كبلادنا وربما نتهم بالجنون أو بتعكير صفو الإنتصارات الإلهية منها والبشرية، وربما نستدعى بتهمة “إضعاف الشعور القومي” كيف لا ونحن بتنا في دولة تحكمها دويلة ثلاثية الأبعاد. ومع ذلك لا يهم، المهم معرفة الحقيقة.

المطلوب لجنة “فينوغراد” لبنانية كالتي ما زال البعض حتى اليوم يلجأ إلى تقريرها ليقنعنا بإنتصاراته، فهل نطلب الكثير؟؟

إقرأ أيضاً: وداع العسكريين الأبطال يفتح ملف التحقيقات

الرحمة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والفخر ممزوجا بالعزاء لأهاليهم الطيبين الصابرين الذين تلاعبت بمشاعرهم أهواء السياسة والإستراتيجيا. والخزي والعار لكل المتآمرين المقاولين الذين لن يرحمهم التاريخ ولو بعد حين.

الا لعنة الله والتاريخ على الظالمين …

السابق
هل من أمراض جلدية مُعدية في رومية؟
التالي
حاتمي في سوريا: البقاء أو الانسحاب؟