بين الداخل اللبناني والداخل الإيراني تطابق تام

ايران النووية
الازمات في لبنان وايران متماثلة حدّ التطابق.

لبنان بلد صغير جدا، مستنسخ في كافة الأوجه، ففيه من كل بلد بعضا من صوره. وأخيرا تم اكتشاف هذا الاستنساخ بين حزب الله كدولة قائمة بذاتها وبين إيران.

اما أوجه الشبه، فمترّكزة بالداخل الإيراني المأزوم إقتصاديا، وحزب الله الذي يعيش جمهوره أزمة اقتصادية صعبة طفى على السطح منها ملفات الفساد وعدم القدرة على تلبية مطالب الجمهور العريض، الذي رمى بنفسه امام رغبات قادته الأمنييّن.

فظهر العجز بأقسى صوره، اضطر معه الأمين العام لحزب الله الى الخروج يوميا خلال فترة الإنتخابات على الإعلام مناديا، ومتوسلا، جمهوره الذي تعب من الوعود الإنمائية، هذا الجمهور الذي أدى قسطه الأمني والعسكري كاملا أمام قيادييه على جميع الجبهات.

اقرأ أيضاً: تناقضات أمين المقاومة السياسية والاقتصادية

فلم يُسدد حزب الله لجمهوره أيّ قسط من الاقساط المترتبة عليه، فحاول السيد حسن في خطابه الأخير تمويل اذهان حمهوره بالمزيد من الوعود التي تأخرت لم تتحقق منذ أكثر من 3 عقود.

اما الأزمة الإيرانية المقابلة، فتتجسد بالتصريحات النارية على جميع الجبهات التي فتحتها إيران، من سوريا الى اليمن الى مضيق هرمز الى غزة وما بينهما. لكنها، أي ايران، كما حزب الله أخفقت في إنقاذ مجتمعها من أزمته الإقتصادية الحاصلة بسبب الحصار الإقتصادي الأميركي عليها.

فالمحكمة الدولية تحاصر حزب الله، اضافة الى الحصار الإقتصادي على جمهوره الشيعي في العالم، والعقوبات الإميركية تحاصر طهران، اضافة الى تراجع مساندة دول الإتحاد الإوروبي لها اجباريا.

فقدرات حزب الله في الجرود البقاعية، والجنوب اللبناني، وسوريا، واليمن، لم تستطع ان تبرز داخليا من اجل ارضاء الجمهور، والأمر نفسه يحصل داخل إيران.

فالتطابق بالعقيدة والسياسة، لم يمنع ابدا  انسحاب التطابق على الأزمات. فكما يقول المثل “الولد على خطى أبيه”. والأب هنا هو “أم  الشيعة الحنون” إيران، اما الطفل فهو “حزب الله”.

السابق
العراق: تحالفات شيعية متقابلة تحسمها خيارات السنة وأكراد
التالي
«محمد دهيبي» والشيخ القاتل… ضحايا الفكر الداعشي!