هذه قصّة الصحافي الاسرائيلي الذي نعاه وليد جنبلاط

من هو الصحفي الاسرائيلي الذي نعاه رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر صفحته الخاصة "تويتر".

شخصيات عربية واسرائيلية نعت رحيل الصحفي الإسرائيلي أوري أفنيري الذي توفي نهار الاثنين الواقع في 20 آب 2018 عن عمر ناهز 94 عاماً، والذي عرف بجرأته بإنتقاد الفساد المتواجد في المؤسسات الأمنية للعدو الاسرائيلي.

رئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط نعى في تغريدة عبر صفحته الخاصة “تويتر” أفنيري قائلاً ” وعلى مشارف الاضحى يغيب عنا وجه مناضل للسلام الا وهو اوري افناري الناشط والمدافع عن مبدأ الدولتين وأهمية السلام ومحاربة التطرف الصهيوني وكل اشكال التطرف.عرفته بالمراسلة وبيني وبينه مراسلات عديدة سأنشرها .في عيد الاضحى قلبنا مع المخطوفين على يد داعش ورحم الله يوري افناري.عيد مبارك”.

هذه التغريدة التي استفزت حينها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اثارت انتقادات واسعة ودفعت بعض الناشطين إلى اطلاق هاشتاغ: #مراسلات_جنبلاط_إسرائيل عدا عن اتهامه بالتخابر والتطبيع.

إقرأ أيضاً: تضامن على «السوشيل ميديا»: القدس عاصمة فلسطين الابدية

فمن هو الصحفي الاسرائيلي الذي نعاه جنبلاط؟

ولد افنيري في المانيا عام 1923 حيث حمل اسم ” هلموت أوسترمان”، وهاجر إلى فلسطين المحتلة عام 1933 وذلك بعد ان تمكن النازيون من السيطرة على الحكم في المانيا.

وعاش افنيري فقيراً مع عائلته في فلسطين، بعد ان خسرت العائلة جميع اموالها، ليضطر الى ترك دراسته من أجل مساعدة عائلته. وفي اربعينات القرن الماضي عمل افنيري مراسلاً عسكرياً في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.

الجدير ذكره ان افنيري هو احد اشهر ناشطي اليسار في اسرائيل وانتخب اكثر من مرة عضواً في الكنيست، واسس حركة “القوة الجديدة” مع ناتان يلين مور التي تهدف إلى تحقيق المحبة والتعايش بين كلٍّ من الشعبين العربي واليهودي من خلال العمل على قيام دولتين على ارض فلسطين.

هذا وانضم افنيري إلى عصابة “الإتسل” المسلحة عام 1938 لمدة 4 سنوات والتي اعطته بحسب قوله دروساً في الحياة السياسية بإعتبار انها كانت تقاتل من أجل الحرية، وقد صنفها الانتداب البريطاني حينها ضمن المجموعات الارهابية.

وبعد وقت، ترك افنيري “الاتسل” وذلك بعد ان اصبح معارضاً للحرب ضد العرب الفلسطينيين، حيث رأى ان للعرب حق في العيش في وطنهم كما اليهود.

في بدايته دعم ارفيني توحيد القدس ظناً منه انه بذلك ستصبح عاصمة لكل من فلسطين واسرائيل، ولكن فيما بعد اكتشف ان هذا الدعم هو اكبر خطأ سياسي قد ارتكبه.

وبعد تركه صحيفة “هارتس” عام 1950 اسس مجلة “هعولام هزي” (هذا العالم) و التي اشتهرت بتمكنها من كشف العديد من جرائم الفساد في المؤسسات الامنية في اسرائيل، وبجرأتها الاجتماعية ومناهضتها لحكومة بن غوريون (حكومة إسرائيل الأولى التي تأسست عام 1949 ) وللتيارات اليمنية والدينية الاسرائيلية.

هذا وتطورت مواقف افنيري تدريجياً من مناصرة اليهود إلى أكثر الشخصيات الاسرائيلية تفهماً واستيعاباً لوجود الشعب العربي الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره والعيش في جزء من أرض فلسطين.

إقرأ أيضاً: اليهود 6 ملايين مقابل 4 ملايين فلسطيني: الحرب الديموغرافيّة قادمة

ونال افنيري شهرة واسعة في الوطن العربي بعد تمكنه من اجراء مقابلة مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك اثناء حصار بيروت عام 1982، ليعتبر بذلك اول صحفي اسرائيلي تمكن من مقابلة عرفات وأجرى حواراً معه في بيروت.

ويذكر ان وفاة افريني جاء بعد حوالي اقل من شهرين من وفاة المحامية الاسرائيلية المدافعة عن القضية الفلسطينية ” فليتسيا لانجر”والتي تركت اسرائيل كنوع من المعارضة على سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين.

ويعرف عن افنيري انه يهودي علماني معارض لنفوذ اليهود الأورثوذكس على الحياة السياسية في إسرائيل، ومن الناشطين السياسيين الداعين لوجود دولتين دولة اسرائيل ودولة فلسطين تعيشان بسلام كحلّ لقضية الشرق الاوسط، وقد عمل افنيري عبر العديد من مقالاته وحركاته على ترويج افكاره.

السابق
لقاء «سيدة الجبل»: حزب الله والتيار العوني يحضران لإنقلاب على الطائف والدستور
التالي
الحريري لن يعتذر عن تشكيل الحكومة